الميثاق نت -

السبت, 24-أغسطس-2013
كامل الخوداني -


تأسس المؤتمر الشعبي العام على يد القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس العام 1982 كضرورة وطنية لإخماد نيران الفتن والاحتراب الداخلي، التي انهكت اليمن.. وجاء المؤتمر كتنظيم سياسي جامع لكل الأحزاب والتيارات السياسية، اليسارية والقومية والإسلامية، والإعلان عن تشكيل المؤتمر الشعبي العام "الميثاق الوطني"، وبذلك بدأت سياسة اخماد حروب الجبهات الداخلية المتعددة، والتي شهدها الشطر الشمالي حينها بيد أنه منذ اعلان تأسيس المؤتمر انتقل اليمن الى حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

وتنبع أهميته المؤتمر الشعبي العام بنظر الكثير كونه نقطة التقاء بين مختلف القوى والتوجهات السياسية لاسيما المعتدلة منها، فهو تنظيم شعبي ينتهج الاعتدال والوسيطة، وينبذ التعصب والانغلاق، وهو ما يحسب له بحسب شهادة الكثير من الخبراء والسياسيين والكتاب عالميا وعربيا ومحليا كما يحتفظ المؤتمر الشعبي بميزته الفريدة بين الأحزاب والتنظيمات السياسية الفاعلة، وهي أنه يمني خالص في النشأة والمولد، فيما بقية الأحزاب السياسية: الناصري والبعثي والاشتراكي والإصلاح "الإخوان المسلمون" كلها امتدادات لتيارات سياسية خارجية ووحدة المؤتمر الشعبي العام حزب ليبرالي جاء نتاجاً لاتفاق بين القوى والحركات السياسية المختلفة والتي مثلت القواسم المشتركة فيما بينها..

منذ بداية اعلان تأسيس المؤتمر الشعبي العام وفكرته التي بني عليها واسباب واهداف تأسيسه حملت في كل مضامينها الهم الوطني ووحدة الصف وتقريب كافة الاطراف الى الحوار والالتقاء مع الآخر وهو ما افرز عنها الخروج بالميثاق الوطني الوثيقة الوطنية الأهم والتي طرح فكرتها الرئيس علي عبدالله صالح ولأجل انجاز ذلك المشروع الوطني العظيم فقد شكل القائد المؤسس لجنة الحوار الوطني حينها برئاسة حسين المقدمي وعضوية خمسين آخرين، يمثلون جميع شرائح المجتمع اليمني من علماء. ومفكرين ومشائخ وعسكريين ومثقفين وغيرهم ليتوصل الجميع بعد حوار طويل الى اقرار الميثاق الوطني كمنهج سياسي تحولي ينقل برامج عمل الدولة إلى مسار تفاعلي مع المتغير المرحلي الطارئ من جهة، ومع مبادئ الثورة اليمنية وأهدافها من جهة أخرى، وهي الفكرة التي ذهب إليها الرئيس صالح في فاتحة (الميثاق الوطني) التي سطرها بقوله:

«لقد كان في طليعة همومي، منذ الأيام الأولى لتحملي أمانة قيادة شعبنا المؤمن الصادق، أن أعثر على صيغة عملية تتفاعل مع مبادئه وقيمه، وأهداف ثورته»..

تحقيق الوحده اليمنيه

واستطاع المؤتمر بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح وخيرة رجال اليمن أن يغيروا مجرى التاريخ ويتطلعون من داخل متاريس الاقتتال والاحتراب الى ميدان البناء والجهاد الأكبر.. وهو بناء اليمن الأرض والانسان.. وبقيام الجمهورية اليمنية يكون الرئيس علي عبدالله صالح المؤتمر الشعبي العام قد توجوا نضال الحركة الوطنية اليمنية بعد عقود من الزمن والتي تمثلت في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ليعلن لليمن ميلاداً جديداً في صبيحة يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م في مدينة عدن وتبدأ البلاد في مرحلة جديدة من الريادة - وتتعاظم منجزاتها.ويتجلى ذلك في إدارته الحكيمة للفترة الانتقالية التي خاض فيها شعبنا امتحاناً صعباً لاجتيازها، والتخلص من ميراث التشطير وإعادة ترتيب أوضاع البيت اليمني الواحد وفق الأسس والمعايير الوحدوية التي تم الاتفاق عليها، ومن ذلك الاستفتاء على الدستور، واستكمال التشريعات الموحدة، وبناء مؤسسات دولة الوحدة، وتنفيذ برنامج الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي والإداري، والانطلاق لبناء المجتمع المدني وتحقيق التحول الديمقراطي اللازم، وذلك من خلال اطلاق التعددية السياسية والحزبية وإجراء الانتخابات البرلمانية ومن اجل تحقيق الوحدة قدم المؤتمر الشعبي العام تلك المهام النضالية بمسئولية وحرص وطني أكدت على عظمة رجال المؤتمر الذين ظلوا ومازالوا الى اليوم جنوداً مجندين من أجل الوطن والشعب.. وفي لحظات افتعال الأزمات لم يتمترس المؤتمر في الخنادق أو ينزع الى الدكتاتورية.. بل لقد قدم الكثير من التنازلات وضم الجميع كشركاء معه بالسلطة متحملاً كافة التبعات الاقتصادية والسياسية التي كان يمر بها الشطر الجنوبي اضافة الى تقديمه للتنازلات تلو الاخرى للحفاظ على الوحدة لكافة الاطراف ليقف نهاية الامر وبقوة وعندما ازدادت المؤامرات والتهديدات على الوحدة لم يتردد المؤتمر أن تقدم الصفوف ويقدم كافة التضحيات لافشال مؤامرة العودة الى مربع الانفصال ويقود معركة الحفاظ على وحدة الشعب اليمني ويعمدها بالدم المقدس.

المؤتمر وازمة 2011م

الدعوه الى الحوار

في بداية العام 2011م ظهرت موجة ماسمي بالربيع العربي المدعوم والممول امريكياً لتدمير الشعوب العربية والذي انطلقت شرارته من تونس لتشمل بعدها مصر وليبيا واليمن وبقية البلدان العربية التي اشتعلت فيها نيران فتنة هذا الربيع الدامي فقد حصلت اليمن على نصيبها من هذه المؤامرة الموجهة والتي أوكلت مهمة تنفيذها الى الاخوان المسلمين والذين سعوا الى تدمير صفها الوطني ووحدتها وزعزعة امنها واستقرارها وتدمير مؤسساتها والقضاء على جيشنا الوطني وهو ما وقف ضده المؤتمر الشعبي العام وكل ابناء الشعب اليمني وبقوة للحيلولة دون تحقيق اهداف ومساعي تدمير اليمن وتمزيقها ودخولها في حرب اهليه لاتبقي ولاتذر تجني ويلاتها وآثارها الاجيال القادمة ولهذا فقد كان المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح سباقاً بدعوة جميع الاطراف للجلوس على مائدة الحوار مقدما بذلك التنازلات تلو التنازلات رغم امتلاكه للقوة والسلطة والتأييد الشعبي والشرعية الدستورية..

ومع ذلك فقد ظل المؤتمر الشعبي العام يدعو كافة الاطراف السياسية الى الجلوس على مائدة الحوار والخروج باتفاق يجنب اليمن أية صراعات ويساعد على بناء مستقبل اليمن وفق رؤية تشارك في صياغتها كافة الاطراف وقد ظل المؤتمر مستجيباً منذ نهاية العام 2006م ولم يتمترس أو يرفض الحوار على الرغم من الشروط التعجيزية التي كانت تطرحها احزاب المشترك، فقد ظل يعمل على تحقيق مرحلة من مراحل الحوار بما يحقق الوفاق والاتفاق وحريصاً على اسقاط الرهانات الهمجية.

الرهانات الخاسرة لقوى الدمار

كانت رهانات القوى التي رفعت شعار الفوضى والدمار طوال ازمة العام 2011م جر المؤتمر الشعبي العام الى مربع العنف والمواجهات والخراب مستخدمين كافة الاساليب الهمجية بما فيها اغراق البلاد بالاسلحة والاموال المشبوهة المتدفقة من الخارج حيث تعمدت أحزاب المشترك وفي مقدمتهم حزب الاصلاح على العنف والتحريض على الزحف والقتال والمواجهة بمقابل نداء المؤتمر الشعبي العام للحوار وعدم الانجرار وراء الرغبات الشيطانية الساعية لتدمير البلد وأمنه واستقراره وسفك الدماء واشعال فتيل حرب اهلية من خلال قيامها باحتلال المؤسسات والمصالح والمرافق الحكومية وتدمير منجزات البلد ومنشأته الحيوية والخدمية واغتيال الجنود ومحاولة احتلال المعسكرات والالوية ونهب المعدات العسكرية ومحاولة احتلال المحافظات والمدن وتصل أعمالهم قمة الوحشية والاجرام بتفجير جامع دار الرئاسة واستهداف حياة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وقيادات الدولة والمؤتمر بأسلوب ارهابي بشع.. لم يحترم بيتاً من بيوت الله ولا جمعة رجب الحرام.. لقد توقع المراقبون بعد اقتراف تلك الجريمة الارهابية البشعة التي استهدفت جميع قيادات البلاد والموتمر أن يستخدم المؤتمر الشعبي العام القوة التي يمتلكها وكان بمقدوره بواسطتها حسم الصراع لصالحه نظرا لعدم تكافؤ القوى الأ ان دعوة الرئيس علي عبدالله صالح التي وجهها في كلمته التي القاها عقب تفجير جامع دار الرئاسة عدم استخدام القوة والتعامل بحكمة وعدم اراقة الدماء لتخيب آمال المراهنين جر اليمن الى دائرة الحرب الاهلية الشاملة ورغم هول وفاجعة الحدث الذي قوبل بمطالب الثار واستخدام القوة ضد من قاموا بارتكاب تلك المجزرة التي ادانها واستنكرها الخارج قبل الداخل من قبل شريحة واسعة من الشعب اليمني ...

اليمن اولاً ..

شعار رفعه المؤتمر الشعبي العام التنظيم الذي لم يأت الى السلطه على ظهر دبابة او سيراً على دماء الابرياء كما لم يتمسك بالسلطة رغم شرعيته على حساب امن واستقرار البلد ان مسيرة النضال التي انتهجها المؤتمر الشعبي العام جسدت مسيرة السلام والحوار والبناء والمحبة رافضة مجاراة خصومه استخدام وسائل الخراب والقتل والدمار للوصول الى السلطة رغم امتلاكة لكافة المقومات والامكانات والقوة التي تمنحه الانتصار المريح على خصومه لكن اليمن ودماء اليمنيين اسمى لديه من كرسي السلطة وهو مادفعه للتوقيع على المبادرة الخليجية والتي قام بإعدادها وصياغتها المؤتمر الشعبي العام بنفسه وكانت مخرجاً من مخرجاته للخروج من الازمة وهو مالا يستطع انكار ذلك خصومه وكذلك الدول الراعية للمبادرة وآليتها مفضلا التنازل عن السلطة بمحض ارادته مجنبا البلاد الاقتتال مقدسا لحرمة الدم اليمني جاعلا مصلحة البلد ومصلحة المواطن اهم من كرسي السلطة ومغرياتها ...

ويستمر النضال

وها هو المؤتمر الشعبي العام يواصل اليوم مسيرته النضالية محتفلاً بذكرى تأسيسه الحادية والثلاثين وحوله كافة ابناء الشعب متعهداً بمواصلة السير على نهج الوسطية والاعتدال والتسامح والمحبة وهو النهج الذي بفضله جعل كل افراد وفئات ابناء الوطن يلتفون حوله ويمثلون القوة والدرع الحصين لاسقاط كل رهانات المغامرين والمتطرفين ومثبتاً للجميع انه حزب اليمن الاول بلا منازع وتلك الدماء الزكيه التي قدمها للحفاظ على اليمن وأمنه واستقراره واهله شاهدة على عظمة هذا التنظيم الكبير كبر الوطن وكبر اليمن..

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34167.htm