لقاء/ علي الشعباني - اكد الاخ احمد الصوفي السكرتير الصحفي لرئيس المؤتمر الشعبي العام ان المؤتمر ضحى بالسلطة او جزء منها من اجل امن واستقرار الوطن إلا ان الوطن لايزال في خطر سيما وهناك اطراف تحتفظ بقوتها العسكرية وميليشياتها ويمكنها ان تدخل اليمن في مأزق بأي لحظة.
وقال في حوار مع صحيفة الميثاق» بمناسبة الذكرى الـ31 لتأسيس المؤتمر.. إن المؤتمر بحاجة الى مراجعة منظومته السياسية ووسائل عمله السابقة.. . كما انه بحاجة الى ان يرفع شعار «رجل واحد لمهمة واحدة»... مضيفاً : نحن بحاجة الى حزب احترافي لديه برنامج سياسي واداء يومي ولديه مجالات تخصصية ومهام حزب يحلم بالدولة القادمة وليس بجزء من الدولة الماضية ..
وتطرق الصوفي الى قضايا ساخنة بجرأة نفتقدها لدى كثير ممن يحاولون تقييم اداء المؤتمر الشعبي العام .. فإلى التفاصيل..
< في الذكرى الـ31 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام أستاذ أحمد الصوفي سكرتير رئيس المؤتمر الشعبي العام.. نحب أن نعرف من خلالكم أين أخفق المؤتمر الشعبي العام وأين نجح منذ العام 2011م وحتى اليوم؟
- تهل الذكرى الـ31 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام كأداة سياسية استطاعت أن تحمل بنجاح أعباء انتقال اليمن من العصور البدائية.. المؤتمرله شرف الريادة في تأسيس منظومة قيمية استطاعت أن تؤطر مرحلة تتجاوز حتى عمره السياسي لأنه حزب يحسن التقاط بدرات التاريخ واحتياج الانتقال والرؤية وايضاً مهارة التلقح بقيم وأيديولوجيات كانت تتعايش معه وهو في لحظات الاندفاع، ولكن كان هو الأذكى في الاستفادة منها دون التأثر بها بصورة مباشرة، لذلك جاء المؤتمر كخليط من كل هذا وذاك، وبالتالي استطاع أن يعبر أمواج وتيارات وحالات انجراف عدة ربما كانت الذروة عام 2011م، لم تستطع أية قوة أو منظومة نشأت قبل المؤتمر الشعبي العام أو خلال تجربته أن تواجه عاصفة شاركت فيها أموال وأيضاً مؤسسات وضغوط قوى دولية قررت في لحظة من اللحظات قطع رأس الأحزاب الحاكمة في المنطقة العربية كلها، لكن المؤتمر الشعبي العام استطاع أن يصمد في مواجهة القوة المحسوبة ضد قوة موازية وكان المؤتمر في مواجهة شعار «ارحل» يطرح شعار «حاور»، كان في مواجهة خيار العنف يطرح مبادرات ويستجيب للمتغيرات، هذه المرونة هي ملَكة بحد ذاتها، ربما هذه الملكة التبسها المؤتمر لأنه حزب مسترخٍ ظل يعيش في كنف السلطة لعقدين من الزمن قبل أن تواجهه أولى امتحاناته واختباراته، ولذلك كان يتعاطى مع الاحداث ليس بحساسية من يواجه مسؤولية اتخاذ القرار، بل باعتباره جسماً خارج السلطة والتي ينتفع منها ولكن لديه المسافة الضرورية بينه وبين حاكم البلد، وبذلك نجح المؤتمر في أن يكون المعبر عن علي عبدالله صالح والواقي له من لكمات وضربات خطيرة جداً كان أغلب من يوجهها للنظام هم أطراف النظام، صحيح أن الاخوان المسلمين كانوا يقودون هذه الموجة ولكن اتضح أن التجربة اليمنية أوهن البيوت كبيت العنكبوت وهو بيت الاخوان المسلمين في اليمن.. ولولا شراكة المؤتمريين من داخل المؤتمر لإيصال الاخوان المسلمين الى السلطة لما وصلوا أبداً، لذلك كان يفترض الدرس الأول الذي نستخلصه بعد 2011م أن ينتظم المؤتمر كتنظيم، يستعد لمعارك لا يتركها للمقاولين .. يعني يحكمون باسمه في الحكومة ومن لا يستطيع أن يعطيهم الأوامر يوصلهم الى رئاسة السلطة، المؤتمر الشعبي العام الشريك الأول والقوي وصاحب القاعدة الشعبية ولكن يعامل بازدراء.. هذه الأمور كلها يجب أن لا يغفلها المؤتمر، لأنه كان بحاجة الى بنية تنظيمية والا كيف نفسر أن الأمين العام لا يحضر اجتماعات الأطر القيادية، وبالتالي هذه النقطة التي كانت هي عنصر قوته في 2011م والآن تكاد تنخر فيه وربما ستصيبه بمقتل.
فالذين احتالوا على الدولة واستطاعوا الاستيلاء عليها تحت ضغط السفارات والكلام الذي سميناه الربيع العربي، الآن هم يبحثون عن المؤتمر الشعبي العام.. علماً أن الجانب التنظيمي هو عنصر القوة الوحيد الذي يفترض أن يستقوي به أعضاء المؤتمر.
المؤتمر يواجه تحدياً خطيراً، لأنه هو الذي انقذ الوطن من الانزلاق في حرب أهلية كانت الاطراف كلها تخطط لأن تدفع بالوطن الى هذا المنزلق الكارثي..ولكن المؤتمر تقدم بالمبادرة وضحى بالسلطة أو جزءٍ منها.. وهم قالوا ان نمنع الانزلاق الى مهاوي التردي وايضاً الصوملة، أو أي من السيناريوهات التي ظلوا يروعون اليمنيين بها، ولكننا بعد 2011م نكتشف أمرين أساسيين: أولاً تضحياتنا ليس لها ثمن، مازال الوطن في خطر، أي أننا ضحينا من أجل أن نحصل على أمن للبلد، لم نحصل أماناًَ لمؤسساتنا ومكاسبنا الوطنية، لم نستطع أن نجنب الجيش أن يكون الشهيد الأول والضحية الأولى لسيناريوهات غربية وكأن الذين سعوا للسلطة يريدون بلداً بلا شعب وبلا جيش.. يريدون يمناً بلا استقرار، مع أننا كمؤتمر نتحمل مسؤولية لأننا ضحينا.. وبالتالي ما الذي حصلنا عليه؟
الخطر الثاني دُمرت المؤسسات الديمقراطية الناشئة.. الآن لا مجلس نواب ولا دستور، ولا مجلس شورى، ولا حتى الحكومة.. نستطيع أن نقول إنها واحدة من الهياكل التي جاءت سواءً وفق المبادرة الخليجية أو وفق الدستور والقانون يمكن مساءلتها.. الآن يحدث نوع من انواع «الاستعباد للمؤسسات من أجل أن تنفذ كما يقال مطالب عدد من سفراء يريدون أن يصمموا اليمن وفقاً لسيناريوهات إما داخل عقولهم أو أنهم يصطفون أفراداً يغلبون مصالحهم على مصالح اليمن.
نعتقد أننا مازلنا في خطر سيما وهناك أطراف تحتفظ بقوتها العسكرية ومليشياتها ويمكنها أن تدخل اليمن في مأزق.. نحن نكذب على أنفسنا ونقول إننا جنبنا اليمن الحرب.. بل نحن تجنبنا تحمل مسئولية دفع اليمن الى الهاوية وكنا في السلطة فلم نقاتل من أجلها، لكن مازالت مسؤولية هذا البلد من مسؤولياتنا بالدرجة الأولى، ونعتقد أننا في المؤتمر لم ننجزها بعد، لم نفِ بواجباتنا تجاه شعبنا، لم نفِ تجاه بلد نحن سلمناه معافى، والآن هو يتردى، لا يستطيع حماية خطوط الكهرباء، ولا يستطيع أن يحمي مواطناً تُنتهك أعراضه، وحقوقه، وماله، نحن الآن في حالة تفسخ والمشكلة أن الجميع يثني علينا ويقول إن التجربة اليمنية هي فريدة، بل على العكس هم يضفون على ذلك أنهم يطلبون من الاشقاء في سوريا أن يسعوا في الطريق اليمني، طريق اللادولة.
< هل استوعب المؤتمر أن المرحلة بحاجة الى تحالفات جديدة؟
- أظن أن المؤتمر بحاجة الى مراجعة منظومته السياسية ووسائل عمله السابقة وايضاً في برنامجه السياسي.. المؤتمر بحاجة الى أن يتقدم بناءً على استخلاص وتقييم للتجربة السياسية التي اختبرها، وايضاً المتغيرات التي تحدث في محيطه والعالم.. وأقول بأنه حزب البناء .. للوطن.. حزب استحقاق التاريخ بتجلياته وتوهجاته.. يبدو أنه في القلب وسيبرز إلى الأمام على أنه الحزب الذي يقوم على عناصر احترافية.. تحسن أن تقدم للشعب البرنامج الذي تستطيع أن تنجزه خلال أفق زمني محدود ومدروس مثل هذا الحزب يحتاج الى بنية تنظيمية وهي للأسف تحتاج الى اتقاد فكري وقدرة على التجدد ليس فقط على المستوى المرحلي.. أو سنتين لا.. أنت تحتاج الى زعامات فكرية تستطيع كل يوم أن تقود الشارع نحو الاهداف التي تريدها.. ومثل هذه القيادات منعدمة لدينا في المؤتمر.. أنت بحاجة الى بيئة متطورة تستطيع أن تفرز المقولات التي تؤطر موجهات العمل الشعبي والسياسي، والآن نتراجع بسبب استيلاء الاخوان في 2011م.. نحن الآن في البلاد لا نستطيع أن نتكلم عن مشروع .. لا نستطيع أن نؤمن أنابيب النفط..لا نستطيع أن نتكلم عن التكامل الاقتصادي بين مكونات الوطن اليمني.. نحن تراجعنا الى مقولات فك ارتباط، وحماية الدولة من القبيلة.. ونتكلم عن حصبة ونتكلم عن شارع الستين.. البلاد تتراجع.. والمؤتمر الشعبي العام إذا لم يستفق من هذه الكبوة ولا تجره الخسائر الكبيرة التي تكبدها، وفي نفس الوقت يرتقي عن تجربة التأسيس والنشأة والتطور الى مرحلة الاستجابة لتحديات المستقبل.. لن يكون حزب المستقبل.. المؤتمر بحاجة الى أن يدرس نشأته من عام 82 الى 2011م بوقفة واحدة ويقدم رؤية تحليلية الى المؤتمر الثامن رؤية استراتيجية تستشرف وتستقرئ آفاق المستقبل بدءاً من قراءته وتحليله لمأزق 2011م وما هي المصاعب التي شكلت هذا الحدث الكبير والذي جعلنا نطيح بالمكاسب التي أُنجزت ثم يقدم في سياق هذا التحليل رؤيته الاستشرافية للمستقبل.. أنا أعتقد أن المؤتمر يحتفظ بنقطتي ارتكاز حيوية وهي أن لديه هوية وطنية تجعله من أكثر الاحزاب قدرة على التعايش حتى في الظروف المختلفة وهو قراءته لتاريخ اليمن والاستجابة لهذا التاريخ في صورة قيم.. الامر الثاني رؤيته التسامحية والحوارية، ويجب أن يحافظ على هاتين الميزتين أما عدا ذلك فهو بحاجة الى تطوير ونقد كل ما كان ثوابت بالنسبة له.. نحن بحاجة الى حزب احترافي لديه برنامج سياسي ولديه أداءٌ يومي ولديه مجالات تخصصية ولديه مهام حزب يحلم بالدولة القادمة وليس بجزءٍ من الدولة الماضية.
<لماذا في المؤتمر توكل أكثر من مهمة تنظيمية وتنفيذية في آنٍ واحد لعدة اشخاص فقط.. وما تأثير ذلك؟
- سأعود للقول بأن المؤتمر مازال يفكر بعقلية انه دولة.. وكان يدار هكذا - وكان له مبررات لكي تدمج كثير من المواقع وكثير من المفاصل السلطوية التي تحرك الشعب.. وفي الاخير تؤدي نتيجة معينة سواء حماية الأغلبية أو الفوز بالأصوات أو السيطرة على القضايا والمؤسسات من خلال أشخاص موثوق بهم يتبوأون مثل هذه المناصب.. لكن الآن أصبح المؤتمر الشعبي العام جيشاً بلا مهام، وإذا لم يرفع شعار «رجل واحد لمهمة واحدة»، وهذه المهمة تخضع للتقييم والنقد وللتمحيص وايضاً حتى للتغيير.. ولا يعقل أن يكون شخص واحد لديه عشر مهمات.. لا يمكن لرجل واحد أن يكون بديلاً لحزب ولا يمكن أن تعمل حزباً سياسياً وتهمل كل قواعده وكوادره وانصاره من المهمات.
< وزراء المؤتمر في الحكومة.. ما تقييمكم لأدائهم وتفاعلهم مع المؤتمر؟
- والله يفترض أننا لا نتحمل مسؤولية الحديث عن هؤلاء، لأنه تم اختيارهم من قبل الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، أقول لك بصريح العبارة: إن حكومة الوفاق الوطني فرضت على المؤتمر.. والآن عندما نقيم أداءهم بعد عامين نجد بأنها أسوأ حكومة في تاريخ اليمن ولكن جميع الاطراف تتجاهل جوانب الأداء..، نحن للأسف الشديد- خرجنا من أزمة هي أزمة العصف بالوطن الى أزمة عصف الوطن من أجل الأفراد، أصبح الآن كل فرد داخل هذه المعادلة السياسية أكبر من الاحتجاجات الشعبية وأهم من الضرورات الأمنية.. نحن في المؤتمر الشعبي العام يفترض أن يكون لدينا مذكرة تقييمية عن وزراء المؤتمر نقدمها لقواعدنا.
< ما مخاطر أخونة مؤسسات الدولة على العملية السياسية والديمقراطية بشكل عام؟
- أظن أن الانقلاب على الديمقراطية بدأ عام 2011م بخروج بضع الآلاف بمظاهرات وكأنهم هم الشعب اليمني.. خروج هؤلاء قام على فكرة رفض الحوار، ورفض الانتخابات المبكرة، رفض كل احتكام لمستوى أو لمفهوم من العمل الديمقراطي للشرعية، هؤلاء بعد استجلابهم للسلطة عن طريق المبادرة الخليجية أصبحوا يصرفون السلطة وايضاً يتصرفون بها على أساس أنها قد سقطت بأيديهم ويجب ضمان فترة زمنية أطول لبقائهم فيها من خلال اغتصاب معايير وأسس إنشاء مناخات لعمل انتخابات لا يتوفر أمن .. لا يتوافر اقتصاد.. ولا الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للشعب اليمني، بالاضافة الى أننا نتكلم عن تعيين محافظين وتعيين وزارات وتعيين مؤسسات ذات طبيعة اخوانية، نتكلم عن نظام انتخابي المجاميع التي تعتقد أنها تستقوي بالسفير الامريكي أو بإحدى المؤسسات الأوروبية، بمعنى نحن الآن خرجنا خارج السياق الديمقراطي من حيث البنية والظروف.
إذا ركزنا بشكل معمق نجد أن ما يقال عن آلية تسجيل الناخبين أو حتى التحضير للانتخابات لا يتم مناقشتها في وسائل الاعلام أو نشرها بطريقة طبيعية حتى يستأنس المجتمع.. أي بمعنى أننا إزاء تحضيرات مكتمة ومغلقة تتكامل مع جملة من التدابير تتخذها وزارة الداخلية.. التي لا تستطيع أن تمنع اختطاف طفلة صحفي أجنبي، لكنها تستطيع أن تؤمن حياة المحافظين والقيادات الحزبية وتؤمّن وصول كثير من الأفكار التي ستخدمهم في الانتخابات القادمة الى كل مناطق اليمن.. كيف يمكن أن نقارن بين الفجوتين، نحن عملياً كنا دولة قابلة لأن تكون ديمقراطية.. كيف يمكننا اليوم أن نتكلم عن ديمقراطية في إطار فراغ عام في كل مؤسسات الدولة.
< ألا تعتقدون أن المؤتمر وحلفاءه متورطون بالشراكة في حكومة الوفاق بناءً على المبادرة الخليجية التي ضمنت بقاء الاخوان في السلطة في الوقت الذي بات الاخوان مرفوضين عالمياً.. وهل يتحمل المؤتمر مسؤولية أخطائهم بانحيازه للمبادرة وتجاهله لمعاناة الشعب الرافض للاخوان..؟
- اتفق معك أن المؤتمر تكبد خسائر معنوية سياسية بسبب قراءته القاصرة في المفاوضات أو التسويات، لكن بعد الأحداث في مصر وما يحدث الآن في تونس وفي كثير من المناطق العربية المؤتمر سيكتشف أنه كان قارب النجاة.
< قارب النجاة لمن..؟
- قارب النجاة للوطن انه لن يقاتل من أجل الاحتفاظ بالسلطة.
< إذا تم التوافق السياسي بين الأحزاب وخرج مؤتمر الحوار الوطني بالاتفاق والإجماع على أن النظام السياسي لليمن سيكون هو النظام البرلماني.. قضية التمديد التي تطرح ما مصيرها وبأي شكل ستكون؟
- مخرجات الحوار الوطني ذاتها ستكون واحدة من أعقد مشكلات العصر.. فالواقع السياسي لا يتلاءم مع مخرجاته أصلاً لأنه يلاحظ بأنه يتم تصميمها وفقاً لرغبات تيارات وأطراف معنية، تقدم نفسها باعتبارها مخرجاً، أي بمعنى يجب ترتيب وضع الاشتراكي والاصلاح، ومنحهم حصة مما سوف يأتي في المستقبل.. هنا المطلوب هو ابتكار شكل جديد يوطد الوحدة الوطنية ويفتح آفاق التنمية ويعزز استقراراً ويبني ثقة بين المكونات السياسية والاجتماعية للمجتمع.. الطرحان متناقضان .. إما نفصل اليمن بقامة الأفراد، وبالتالي نفصل الحوار بقامة احتياجات هؤلاء، لذلك اعتقد أن اليمن سيبقى كما هو .. كما هو قبل 2011م فقط سيتم معالجة القضية الجنوبية بمزيد من النفقات المالية وستعالج قضية صعدة ولكن كل الاطراف ستبقى تلاحق وهم اسم الدولة القادمة، ولن نجدها في المستقبل القريب، ولكننا سنجد الاشخاص القدماء هم الذين يديرون اللعبة السياسية لزمن طويل.. حاجتهم للبقاء في المسرح أقوى من إرادة إخراج الوطن من أزماته.
الأمر الآخر أن القوى الدولية قد اكتفت من الانفاق على هذه المرحلة.. وتريد أن تختبر الشخصيات التي تلعب أدواراً محورية وستقول لهم نحن بعد 2014م نريد أن نراكم قادرين على الاعتماد على أنفسكم، وبالتالي إذا ما تورطتم في صراعات من أجل السلطة نحن لسنا معنيين، وإذا ما ا ستطعتم أن تتقاسموها فلسنا معنيين أيضاً، باختصار تجربة إزاحة رئيس قوي من السلطة نجحت وما تبقى لا يهمني، وهؤلاء سيلعبون بهم وايضاً هؤلاء سيلعبون بأنفسهم باسم انهم سيُخرجون البلاد الى بر الامان ولكنهم يريدون البقاء في السلطة ولكن بأمان.
< كيف تقيمون وضع الاخوان المسلمين في اليمن بعد أحداث مصر..؟
- لاشك أن الاخوان تدربوا في اليمن في كنف السلطة ولديهم بعض المهارات والمعارف التي تجعلهم في أفضل حال قياساً بالاخوان في مصر، فهم شاركوا في السلطة وكانوا دائماً قريبين من مفاتيحها، لكن ما يحدث في العالم الآن من تغير عاصف ضد الاخوان المسلمين، ينبأ بأن هناك حرباً حتمية ستشن على الاخوان في إطار المنطقة العربية كلها.. ولا يمكن لأية دولة ولا أي حزب سياسي أن يتجنب الاختيار إما أن يكون مع الاخوان ويتحمل كلفة هذا الصراع أو يكون في مواجهتهم، وبالتالي إجبارهم على أن يكونوا أولاً مواطنين ويمارسون سلوكاً سياسياً متعارفاً عليه وفق المعايير والقوانين، وأن يكونوا كذلك جزءاً من المنظومة القيمية للمجتمعات.. الاخوان المسلمون مازالوا يتصرفون كتنظيم سري أشبه بالمافيا أو التنظيمات الماسونية، كما أنهم في ذات الوقت يحاولون السيطرة على المجتمع والسيطرة على السلطة بطرق لا تسمح بها المنظومات القيمية السائدة سواءً في النظم العربية الاسلامية أو المنظومات الديمقراطية.. هم الآن يستفيدون من حالة الاستخدام المؤقت من قبل الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الامريكية للوصول الى حالة من الخلل أو التآكل أو لنقل التفسخ.. تفسخ الدول العربية وتدمير مؤسساتها العسكرية حتى يسمحوا لاسرائيل أن تعيش خمسين عاماً قادمة في أمن واستقرار دون أن تواجه أي عدو وبعد ذلك سيتكفلون بالاخوان المسلمين..
الاخوان الآن تم اكتشافهم وتحديد دورهم الخطير الذي يمس الامن القومي العربي، وبالتالي يكاد يكون هناك قرار في المنطقة كلها أن يخوضوا حرباً حتمية ضد الاخوان، ونحن في اليمن لا نملك الكثير من الخيارات وسنكون جزءاً من هذا الصراع.
< هل نتوقع أن يقود المؤتمر المعركة ضد اخوان اليمن؟
- حالياً المؤتمر غير مستعد على قيادة المعركة القادمة ضد الاخوان وهو بحاجة الى تحالفات.. تقوم على برامج سياسية تأخذ بعين الاعتبار حاجات الشعب اليمني وايضاً مستوى الخسائر الفادحة التي تكبدناها خلال الثلاث السنوات الماضية..
|