كتب/بليغ الحطابي -
< يحتفل المؤتمر الشعبي العام بالذكرى الـ31 لتأسيسه، وهي مناسبة يحاول فيها المؤتمريون استذكار الدور المحوري والاستراتيجي لبداية الوثبة التاريخية التي انطلق معها مشروع الدولة المدنية الحديثة.. ونحن هنا نستذكر ونسترسل الحديث عن أحد القيادات المؤتمرية الفذة التي كان لحضورها ومازال أثراً بالغاً في تطور مسيرة العمل الوطني والتنظيمي.
قد يستغرب البعض ويتساءلون عن أسباب حرص الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام على عدم اغضاب الأطراف السياسية المناهضة للمؤتمر «الخصوم السياسيين» وتجاهل المؤتمر كقوة جماهيرية لا يستهان بها، ورقم صعب لا يمكن تجاهله في أية مرحلة من المراحل الوطنية والتاريخية..
حيث ان معظم قراراته منذ سريان اتفاق التسوية السياسية والمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة أجحفت في حق المؤتمر الشعبي العام وأعضائه وانصاره وعملت على اقصاء المئات من مناصبهم في الوظيفية في مختلف مؤسسات الدولة.. وهو الامر الذي أحدث امتعاضاً شديداً في الوسط المؤتمري الباحث عن اجابات لتلك التساولات.. كما سبب فتوراً في علاقة المؤتمريين بقيادتهم.. لكنها حقيقة سرعان ما تتبدد تلك الغيوم لتعود العلاقة أكثر قوة وصلابة بعد تفهم مقاصد تلك القرارات وبالذات وضع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في كرسي الحكم، الذي قال مراقبون، أنه وضع صعب جداً وحساس للغاية.. فهو يمثل الاجماع الوطني.. وهو ما يسعى النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام الحفاظ عليه مجسداً بذلك ما كان وسيظل ديدن المؤتمر الشعبي العام قيادة وأعضاء في الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا وتجنيب البلاد مزالق التطاحن والوصول الى ما لا يحمد عقباه
توافقية هادي..
الرئيس عبدربه منصور هادي قيادي مؤتمري يحرص، كما يؤكد هذا عدد من القيادات السياسية على الا يشعر الاحزاب الاخرى بأنه يتخذ قراراته من داخل المؤتمر، باعتباره رئيساً توافقياً ولذلك يجده البعض غير مهتم باجتماعات اللجنة العامة وغيرها من الاجتماعات التنظيمية، والمؤتمر مقدراً المسؤولية العظيمة بحساسية وضعه في قيادة الوطن الى بر الامان ومدركاً لذلك منذ المرحلة الاولى لترشحه لمنصب رئيس الجمهورية .. ومدركاً ايضاً للمسؤوليات والمهام الوطنية المستقبلية لذلك فقد أعلن المؤتمر وحلفاؤه منذ وقت مبكراً "هادي" مرشحهم لانتخابات فبراير 2014م إذا لم يحدث أي تغيير لنظام الحكم في البلاد.
بيد أن عملية الاتصال والتواصل بين قيادات المؤتمر المختلفة والنائب الاول لرئيس المؤتمر الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لم تنقطع ولم تشبها أية شائبة ، وبحسب اقوال قيادات مؤتمرية ، فانه لا تمر قضية في اجتماع أو أي أمر آخر في إطار العمل التنظيمي والوطني للمؤتمر إلا وكان الرئيس هادي على إطلاع وعلم بها باعتباره الى جانب الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر هما، المحرك أو دينامو المؤتمر.. فضلاً عن كون الرئيس هادي الأمين العام وبيده كل مصروفات المؤتمر لنظام الحكم فهذا الانسجام الفريد يدحض كل من يدعي أو يزعم أن هناك جفوة او خصومة فيما بين قيادة المؤتمر..
ومن ذلك يمكن القول أن كل قرارات وتوجيهات فخامة الرئيس هادي هي محط تقدير واهتمام من قيادة المؤتمر بدءاً من الزعيم علي عبدالله صالح وبقية القيادات وصولاً الى عضو المؤتمر في أدنى التكوينات التنظيمية.. فضلاً عن أن المؤتمر وأعلامه وعلى رأسه صحيفة «الميثاق» يكون هو السباق دائماً في الدفاع عن تلك القرارات والتوجهات الرئاسية والتنظيمية..
وباعتبار أن أي نجاح للرئيس هادي هو نجاح للمؤتمر باعتباره القيادي الثاني في المؤتمر الذي يدرك اين مصلحة المؤتمر، نجده يخوض المعترك الحالي بكل عنفوان وحنكة سياسية وتعامل وطني منطقي دون المجازفة وبما يحافظ على رصيد المؤتمر من الانجازات العملاقة والمكاسب الوطنية التي يفاخر بها وتستحضره الجماهير اليمنية العريضة في إطار الوطن سيما في ظل الضعف والوهن لحكومة الوفاق التي لم تصرف ريالاً واحداً على مشاريع تنموية في أي منطقة، ولاتزال المحافظات والمديريات زاخرة وتتمتع بالعطاءات المؤتمرية في شتى مجالات الحياة وهو ما يحق له اليوم وكل يوم أن يفاخر ويفتخر بها كل عضو في هذا التنظيم وكل فرد يناصر برامجه وسياساته وتوجهاته وخططه والتي يواصل الرئيس عبدربه منصور هادي استكمال المشروع الوطني الكبير الذي تبناه المؤتمر الشعبي منذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982م.. وبفضل قيادته الفذه ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر .. واياً كان سيبقى الرئيس الهادي رمز المؤتمر الضامن للتوازن الوطني اليوم داخل الحياة السياسية في مواجهة قوة ونفوذ حزب الاصلاح.. وكبح تغول اخونة الدولة وفرض هيمنتهم على مقدراتها أو الاستيلاء على مفاصل السلطة.
الاساءة لهادي..
وعلى الرغم من انتهاج وتعمد بعض القوى السياسية الاساءة للأدوار النضالية والوطنية البارزة للرئيس عبدربه منصور هادي الذي تسلم البلاد في مرحلة استثنائية أكثر صعوبة لم يمر بها الوطن من قبل .. الا انه اثبت ان القيادي المؤتمري الحصيف الذي يحافظ ويحرص على عدم الانجرار خلف ما تسوقه تلك القوى واعلامها البائس من بضاعة كاسدة وافكار ورؤى فاسدة..
وبالنظر الى ما كانت عليه البلاد على اثر فوضى الاخوان 2011م وما تلاها من أحداث دامية فقد استطاع الرئيس عبدربه منصور هادي نائب رئيس المؤتمر الأمين العام ، وبشهادة المجتمع الدولي، تحقيق انجازات بالغة الاهمية انجازات يمكن وصفها بالتاريخية على صعيد ترجمة اتفاق التسوية السياسية في البلاد ووفقاً للمبادرة الخليجية والذي كان أساسها وظلمها الذي لحق به وبعناصره وكوادره، الا انه وسيظل ذلك الانموذج الوطني الأبرز في تقديم وتقديس مصلحة الوطن العليا على كل المصالح والمكاسب الشخصية والحزبية.. وبالرغم من التحديات التي لا تزال قائمة وتمثل عائقاً كبيراً أمام التسوية واحداث التقدم المرجو على صعيد إعادة الأمن والسكينة والهدوء للبلاد..
مسؤولية هادي المؤتمر..
تقع على الرئيس عبدربه منصور هادي "مسئولية قيادة يمن موحد خلال الفترة القادمة وفقاً لما سيسفر عن الحوار وتجاوز المخاطر التي تحيط باليمن اليوم والانتقال بالشعب نحو التغيير المنشود الذي ناضل ومازال المؤتمر الشعبي العام من أجل ذلك وتحقيق ما يصبو اليه المواطن اليمني كأحد أهدافه وما تضمنته مجموعة برامجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفقر وغيرها بمقابل ذلك يواجه الرئيس هادي كواحد من أبرز قيادة المؤتمر الشعبي العام تحديات كبيرة توجب عليه التعامل معها بحكمة وحنكة بغية الانتصار على اصحاب النفوس والضمائر الميتة والمشاريع الصغيرة الضيقة التي تطالب بتجزئة الوطن والضغط باتجاه تشرذمه وتشظيه سواءاً أكان مناطقياً أم مذهبياً أم طائفياً أم فئوياً وبغية الخروج بنتائج ترضي الجميع وفقاً لما خرجت به واتفقت عليه فرق الحوار الوطني التسع التي شارفت على الانتهاء وبلورة دستور جديد يلتزم بالديمقراطية.. واجراء انتخابات العام المقبل وللوصول الى حكم جديد يلبي رغبة جميع من اجتمعوا وتحاوروا واتفقوا على رسم خارطة اليمن الجديد تحت راية الوحدة..
في الاخير نقول ان القائد المؤتمري الاستثنائي الرئيس هادي الذي غير المعادلة في تغلبه على دعوات الانفصال في 1994م وانتصاره العظيم في جبهة مكيراس المعركة التي سقط فيها مشروع الانفصال هاهو اليوم يخوض حرباً لا هوادة فيها عبر الطرق والوسائل الديمقراطية للإطاحة نهائياً بدعاوى ومزاعم اصحاب ذلك المشروع المدمر لليمن..
جبهة مؤتمرية..
كل تلك التحديات وغيرها تفرض على المؤتمر قيادة وأعضاء ان يشكلوا جبهة واحدة ومتحدة في ربوع الوطن .. ولعل الذكرى الـ 31 التي نحتفل بها اليوم لتأسيس هذا التنظيم الرائد مناسبة لإعادة ترتيب اوراق المؤتمر الشعبي العام وتوحيد صفوفه واعادة قنوات الاتصال والتواصل مع قيادة المؤتمر والاعضاء.. ووضع آليه جديدة تخرجه من دائرة الجمود وفهم التحديات والعراقيل التي يضعها السياسيون، أمام طريق المؤتمر وقيادته، لإعاقة استعادة دوره السياسي وتفعيل ادائه التنظيمي اذ من مصلحتها ان يكون المؤتمر وهناً وضعيفاً لذلك لا تكاد حملاتهم المسعورة تتوقف للاساءة لقيادة المؤتمر وتلفق الاخبار الكاذبة للرئيس عبدربه منصور هادي، واختلاق الانباء لبث الفرقة والكراهية بين الرئيس هادي وأعضاء وانصار المؤتمر.
ونحن اليوم أمام وقفة تقييمية لمسيرة ثلاثة عقود من عمر المؤتمر لابد من الاعتراف بالقصور وضرورة العمل على تصويب الاخطاء وتصحيح المسار وفقاً لما تفرضه المعطيات الحوارية الجديدة.كما أن ترميم البيت المؤتمري بات ضرورة من الداخل وخلق حالة من الثقة وتفويت الفرصة على من يعملون على تغذية الخلاف بين الزعيمين (صالح، هادي).
ولعل مواقف القائد الفذ عبدربه منصور هادي لاتختلف كثيراً عن مواقف الزعيم علي عبدالله صالح في المضامين والاهداف التي يعول عليها كثيرون لاعادة الروح الى الوحدة التنظيمية والفكرية للمؤتمر.