السبت, 24-أغسطس-2013
الميثاق نت -   توفيق الجندي -

هاهو المؤتمر الشعبي العام يحتفل بذكرى تأسيسه قبل اكثر من ثلاثة عقود وهي فترة تعتبر فاصلة في تاريخ اليمن بعد صراع دموي لم يكن آخرها محاولة انقلاب الناصريين في اكتوبر عام 1978م ضد الرئيس علي عبدالله صالح واشتعال الحرب بين شمال الوطن وجنوبه وفي المناطق الوسطى التي كانت عبارة عن حرب استنزاف يقوم بها الحزب الاشتراكي اليمني عن طريق الجبهة الوطنية الفصيل الماركسي في شمال الوطن حينذاك.. تلك الحروب والصراعات نتج عنها توقف كل مشاريع النهضة الاقتصادية والعمرانية وحركة التنمية التي بدأها الرئيس ابراهيم الحمدي.. حقيقة ان الحروب لاتورث الا المآسي والألم.. لذا فإن نهج الحوار الذي دعا اليه وكرسه الرئيس علي عبدالله صالح في الواقع عبر مشاركة كل القوى السياسية في الساحة نتج عنه تاسيس المؤتمر الشعبي العام والميثاق الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية وعملت الاحزاب تحت مظلة المؤتمر وسيطر الاخوان المسلمون والمشائخ على مفاصل هذا التنظيم وحاولوا بناء ذاتهم على حساب القوى الوطنية الأخرى وخاصة الناصرين والجبهة الوطنية الديمقراطية الذين عمل الاخوان على اقصائهم.. ان هذه القوى الرجعية والانتهازية هي من دمر البلد كما وجهت ضربات قوية ضد القوى الوطنية الأخرى وحاولوا تهميشهم ومع ذلك ظل المؤتمر تنظيما رائدا انطلق في عملية التنمية الشاملة وترسيخ الامن والاستقرار وتحقيق الوحدة بعد قرون من التجزئة والتفرقة والشتات و تزامنت العملية الديمقراطية واطلاق الحريات العامة والتعددية السياسية، وحرية الصحافة مع اشراقه فجر يوم 22من مايو عام1990م الذي كان فاصلا في تاريخ الامة العربية التواقة للوحدة.
لقد شهدت اليمن بعد قيام الجمهورية اليمنية نهضة تنموية وعمرانية عملاقة على صعيد البنية التحتية كشبكة الطرق والمطارات والموانئ والمدارس والمعاهد الفنية وكليات المجتمع والمعاهدالعليا والجامعات وشبكة الاتصالات والمشافي والوحدات والمراكز الصحية ونهضة تنموية في مختلف المجالات وخاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية التي كانت بنيتها التحتية صفراً، كما ان العملية الديمقراطية القائمة على التعددية وحرية الرأي والتداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة سواء اكانت نيابية او محلية او رئاسية ولعبت دورا اقليمياً وقومياً وانسانياً متميزاً حيث اصبحت قوة اقليمية متميزة في مختلف المحافل الدولية ان المؤتمر الشعبي العام سيظل التنظيم الاوفر حظا في الانطلاقة الثانية بين مختلف القوى السياسية الاخرى التي تعاني من ازمة الديمقراطية الداخلية بينما المؤتمر وخاصة بعد خروج العدد الاكبر من الاخوان المسلمين الذين كانوا منضوين في صفوفه اضافة الى مراكز القوى والقيادات العسكرية التي كانت تعيث في الارض فساداً واساءت للمؤتمر.. وبرغم هذا التطور إلاّ أنه بحاجة الى المزيد للتخلص من تلك القوى الدخيلة التي تعمل على تدميره من الداخل كما ان عملية البناء بحاجة الى التركيز على كل القضايا الوطنية وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والقضاء على الفساد والرشوة والمحسوبية والتركيز على وضع الانسان المناسب في المكان المناسب واختيار الكوادر الوطنية الشريفة لتمثيله في الحكومات المقبلة وفي الجهاز الاداري والحفاظ على السيادة الوطنية، كما ان عليه الاستمرار في ترسيخ قيم الحب والاخوة والتعاون والسلام وثقافة التسامح والتصالح التي تعتبر صمام الوحدة الوطنية وان يستمر في دعم القضايا القومية والانسانية واحترام التعايش السلمي بين الامم، والأهم هو ان يهتم باعادة البناء الداخلي والتنظيمي والعمل على تدريب وتأهيل كوادره لأن يظل المؤتمر حزب كل الشعب.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34177.htm