الميثاق نت - مندوبا روسيا وسورية في مجلس الامن

الجمعة, 30-أغسطس-2013
الميثاق نت- وكالات -
فشلت الولايات المتحدة الامريكية، في اقرار مسودة مشروع القرار الذي قدمته حليفتها بريطانيا الى مجلس الامن الدولي من خلال الاجتماع الطارئ للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي، الذي دعا اليه مندوب روسيا في المجلس لبحث الملف السوري بعد ان بدأت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وحلفائهما التحضير والإعداد لشن حرب ضد النظام والشعب السوري في وقت متأخر من ليلة امس- انتهى الاجتماع دون التوصل الى أي اتفاق على مسودة مشروع قرار دولي قدمته بريطانيا يسمح بشن الحرب على سورية للاتهامات التي توجهها الادارة الامريكية والبريطانية ضد النظام السوري اللتان تصران على جر منطقة الشرق الاوسط الى حرب مفتوحة لا تبقي ولا تذر، وتشعل الحرائق والحروب الطائفية المذهبية في العالمين العربي والإسلامي.
وفيما نقلت وكالة الأنباء "نوفوستي" عن مصدر دبلوماسي مطلع أن مندوبي روسيا والصين انسحبا من الجلسة المغلقة للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي حول سورية التي انعقدت في نيويورك، نقلت وكالة "نوفوستي" عن الممثلية الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة، تأكيدها أن مندوب روسيا لم يغادر اجتماع الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي حول سورية، إلا بعد انتهائه، وقال مصدر في الممثلية للوكالة الروسية إن "المندوب الروسي غادر بعد انتهاء الاجتماع. ولم يقم بأي خطوة استعراضية، وإنما خرجت الوفود الأخرى بشكل متأخر".
وبدورها أفادت وكالة الأنباء "إيتار-تاس" الروسية أن مندوبة الولايات المتحدة، سامانثا باور، دعت نظراءها في الاجتماع إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة" في سورية، وأن مندوبي روسيا والصين توجها (بعد انسحابهما) إلى قاعة الاجتماعات الرئيسية لمجلس الأمن حيث كانت تناقش الأوضاع في هايتي. مؤكدة أن مندوبي دول الغرب واصلوا مناقشة مشروع القرار للمجلس حول سورية.
واتهمت واشنطن روسيا بالتعنت رفض مسودة مشروع قرار تقدمت به بريطانية الى مجلس الامن يدين استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام السوري ويقضي بـ"اتخاذ تدابير لازمة لحماية المدنيين" من خلال التدخل العسكري في سورية، لذلك يصعب طرح مشروع القرار للتصويت لأنه سيواجه فيتو روسي صيني.
تصريحات مستفزة
التصريحات المستفزة للمسئولين في الادارة الامريكية والتي حاولت من خلالها اقناع الرأي العام العالمي بان نظام الرئيس بشار الاسد هو من استخدم السلاح الكيمائي ضد المدنيين في الريف الغربي للعاصمة السورية دمشق، ولا داعي من تحقيق دولي لإثبات هذا الإدعاء، بل وصل الامر بالمسئولين الامريكيين والبريطانيين الى حد المجاهرة صراحة ان قرار شن الحرب على سورية قد اتخذ وسيتم تنفيذه دون الالتفات او الانتظار الى نتائج تقرير المحققين الدوليين، الذين ابلغتهم ادارة اوباما عبر المسئول عن الشرعية الدولية والأمن العالمي- الامين العام للأمم المتحدة، بان كي مون- سرعة مغادرة الاراضي السورية، وانهم- حسب بان كي مون- سيغادرونها صباح غد السبت. في الوقت الذي أكد المبعوث الأممي العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحفي عقده مساء امس في باريس، أن فريق المفتشين لم يحدد بعد ما هي المادة التي استخدمت في الهجوم الكيميائي بغوطة دمشق.
واثر تكشف الاهداف السياسية التي ترمي الى تحقيقها كل من الادارتين الامريكية والبريطاني في الحرب التي تعمل على شنها ضد سورية، التي عبرت عنها تصريحات المسئولين الامريكيين والبريطانيين، صراحة. الامر الذي ولد قلق ومخاوف لدى الكثير من الاطراف الدولية الفاعلة، ما اضطرت الى مراجعة حساباتها ومواقفها، حيث تراجعت الحكومة الفرنسية التي كانت من اشد المتحمسين لشن هذه الحرب وإسقاط نظام بشار الاسد، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس الخميس: إنه "يجب بذل كل شيء من أجل حل سياسي لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا كان الائتلاف (المعارض) قادرًا على الظهور في موقع بديل، وإذا كانت الأسرة الدولية قادرة على وضع حد لتصاعد العنف". والتراجع نفسه ظهر في مواقف كثير من قيادة الائتلاف المعارض السوري.
ورغم المعارضة الروسية والرفض الشعبي العربي والدولي وتحذير المنظمات الحقوقية والخبراء ومراكز الدراسات الدولية من أي عمل عسكري تقدم عليه الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في سورية، فانه سيؤدي الى ظهور "مسرح حرب من طهران الى بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة"، والى اشتعال معركة مفتوحة على مستوى الخليج والمشرق بما في ذلك اسرائيل، تصر ادارتي الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون، بمساندة تركيا والتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين وتمويل عربي وغطاء الجامعة العربية، على الانتحار والذهاب بالمنطقة العربية الى حرب مدمرة تطال دول المنطقة وتأكل الاخضر واليابس وتحرق الحرث والنسل.
اشتعال معركة مفتوحة
مدير مركز الدراسات الامريكية والعربية في واشنطن ، المحلل في الشؤون الاستراتيجية، منذر سليمان، حذر، من أن التدخل العسكري الأمريكي في سورية إذا استمر أياما أو أكثر، قد يؤدي الى ظهور "مسرح حرب من طهران الى بوابة فاطمة على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة"، والى اشتعال معركة مفتوحة على مستوى الخليج والمشرق لن ينجو منها الأردن وحتى اسرائيل.
وأشارالى أن الحرب تعتبر امتدادا للسياسية، ولذلك أن ما شاهدناه في الأيام الماضية هو نوع من التحريض والتعبئة التي تقصد تحقيق غاية سياسية واحدة هي حمل الحكومة السورية على التراجع عن مواقفها السابقة، بالإضافة الى دفع حلفاء سورية وخاصة روسيا والصين وإيران الى التراجع في مواقف محددة لها.
واعتبر سليمان أن المشكلة تكمن في أن التعديل المطلوب للمواقف يمثل تعديلا على اتفاق جنيف كي تسلم الحكومة السورية مفاتيح السلطة للمعارضة. وتابع أن كل الأوضاع تشير الآن الى أن الولايات المتحدة عازمة على الإقدام على العمل العسكري في سورية وتدرس الآن توقيت الضربات وحجمها. واكد أن واشنطن تعمل الآن على إقناع الدول التابعة والمؤيدة على الانضمام الى الحلف المناهض لسورية، لكن من الواضح أن واشنطن نفسها ستتصدر قيادة العملية، ما تميزها عن العملية السابقة في ليبيا.
أمام المكابرة والإصرار الامريكي البريطاني على شن الحرب على سوريا، والتي يجرى الترتيب، هذا ما تؤكده المعطيات على واقع الاراضي العربية المحيطة بالقطر السوري الشقيق، من معطيات وحشد البوارج والسفن الحربية والقوات العسكرية الامريكية والبريطانية، الى المنطقة- دعت وزارة الخارجية الروسية مجلس الأمن الدولي الى الأخذ بعين الاعتبار التقرير الذي أعده خبراء روس بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، مشددة على ضرورة النظر في موضوع الكيميائي بصورة متكاملة.
وأعاد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش الى الأذهان أن الخبراء الروس وضعوا تقريرهم بعد قيامهم بالتفتيش في منطقة خان العسل قرب حلب، الذي تم تدقيق نتائجه في مختبرات تشرف عليها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. كما دعا الدبلوماسي الروسي المفتشين الدوليين الموجودين حاليا في سورية إلى إنجاز التحقيقات في جميع مواقع الهجمات الكيميائية المحتملة، وليس في الغوطة بريف دمشق فقط. وقال إن خطط المفتشين لإنهاء التحقيق في الغوطة الشرقية والعودة الى لاهاي قريبا، يجب ألا تمنعهم من انجاز التحقيقات في المناطق التي وقعت فيها الهجمات المحتملة السابقة بالسلاح الكيميائي.
وبينما قال الرئيس الامريكي باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية، بأنه لم يتخذ قرارًا بعد بضرب سوريا. وأوضح أن واشنطن «استخلصت بشكل قاطع أن نظام الأسد هو الذي يتحمل مسؤولية الهجوم، الذي وقع الأسبوع الماضي في ريف دمشق، وإن أي «تحرك أميركي سيكون بمثابة «ضربة تحذيرية» تهدف إلى إقناع سوريا بأنه «يجدر بها عدم تكرار الأمر».
أكد مندوب روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف وجود بوادر واضحة للتحضير لعملية عسكرية في سورية، وان "الوضع لا يزال معقدا للغاية"، وان هناك بوادر لتحضير حقيقي للعمليات الحربية، وهذه البوادر واضحة".
وجدد الدبلوماسي الروسي دعوة موسكو للغرب إلى احترام القانون الدولي في تعامله مع الملف السوري، وقال: "ليس علينا إلا أن ندعو دول الغرب وزعماءها، بنفس الكلمات التي استعملوها في رسائلهم إلى روسيا، إلى اتخاذ مواقف تاريخية وقانونية صحيحة والتخلي عن محاولات إقامة السيطرة على الشرعية الدولية".
سقوط كاميرون في الامتحان
من جهته، أعلن المتحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية أمس الخميس، أن لندن «يمكن أن تشن» ضربات محددة الأهداف في سوريا، حتى من دون موافقة مجلس الأمن الدولي «وفقًا لمفهوم التدخل الإنساني».. وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني، إن «موقف الحكومة حول شرعية أي عمل يفيد بوضوح أنه في حال حصول تعطيل في مجلس الأمن الدولي، يمكن لبريطانيا بموجب مفهوم التدخل الإنساني اتخاذ تدابير استثنائية بما فيها التدخل العسكري المحدد الأهداف لتخفيف المعاناة الانسانية في سوريا».
ولهذا أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس الخميس، أن لندن أرسلت 6 طائرات حربية من طراز تايفون، إلى قاعدتها في قبرص لحماية المصالح البريطانية وسط تزايد التوتر بشأن سوريا. وقالت الوزارة إنه «إجراء محض احتياطي للتأكد من حماية المصالح البريطانية والدفاع عن منطقتنا السيادية في القاعدة مع تزايد التوتر في المنطقة».
غير ان الحكومة البريطانية تراجعت فور خسارة رئيسها، ديفد كاميرون، بسقوط مذكرته المقدمة الى مجلس العموم بعدما صوت ضدها 285 نائبا مقابل 272 أيدوها، حيث وأعلن كاميرون عقب ذلك، أنه من الواضح أن البرلمان "لا يريد تحركا عسكريا بريطانيا" في سوريا بعد رفض مجلس العموم مذكرة تقدمت بها حكومته لتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا لمعاقبتها على استخدام أسلحة كيمياوية.
بينما قال وزير خارجته، وليام هيغ، في تصريحات تلفزيونية "كنت آمل أن تنجح حججنا لكننا نتفهم أنه يوجد قدر هائل من الارتياب بشأن التورط في الشرق الأوسط"، وقال إن الولايات المتحدة وهي حليف رئيسي ستشعر بخيبة أمل بسبب أن بريطانيا لن تشارك، وأضاف قائلا "لا أتوقع أن عدم مشاركة بريطانيا سيوقف أي عمل".
الاسد والبابا
وفيما قال الرئيس السوري بشار الاسد، ردا على التهديدات الغربية التي تستهدف سوريا، ان بلاده «ستدافع عن نفسها» ضد أي اعتداء، بحسب ما اورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل على شاشته، أعلن الفاتيكان في بيان أمس الخميس، أن البابا فرنسيس وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني يريان أن «التفاوض والحوار» هو «الخيار الوحيد» للخروج من الأزمة في سوريا. وقال البيان إنه «تم التأكيد مجددا» خلال المحادثات بين البابا والعاهل الأردني على أن «طريق الحوار والتفاوض بين مكونات المجتمع السوري مع دعم الأسرة الدولية هو الخيار الوحيد لوضع حد للنزاع».
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34285.htm