الميثاق نت - دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر إلى ضرورة حسم ما تبقى من قضايا عالقة في مؤتمر الحوار , مشيرا إلى أن الوقت لم يعد في صالح أي من الأطراف , وان على الجميع أن يدرك أن زمن المناكفات والمماطلات والعرقلة والتشدد في المواقف انتهى.
وأوضح بن عمر- في افتتاح المؤتمر العام لدعم مؤتمر الحوار الوطني والنقاش حول إصلاح الدولة في اليمن من وجهة نظر حقوقية وقانونية والذي ينظمه مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان بالشراكة مع منظمة بريجهوف وملتقى النساء والشباب التابع لمكتب جمال بن عمر ومنتدى التنمية السياسية - أن أمام اليمن اليوم تحديات كبيرة , من أكثرها إلحاحا هو التوافق على مسودة وثيقة المخرجات النهائية لمؤتمر الحوار الوطني والبدء في عملية تأسيس عقد اجتماعي جديد يلبي تطلعات جميع اليمنيات واليمنيين في بناء دولة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والمواطنة والحكم الرشيد , مؤكدا أن مؤتمر الحوار قد خطا خطوات كبيرة وواثقة في هذا الاتجاه رغم العقبات .
وأكد بن عمر في حديثه أيضا أن حل القضية الجنوبية وقضية صعدة وأي قضية خلافية أخرى لن يتم إلا عبر الحوار , منوها أن الأمم المتحدة لم تقدم أي حلول جاهزة وإنما اقتصر دورها منذ البداية على التيسير وتقديم الدعم الفني عند الحاجة .
وذكر بن عمر أن عملية صياغة الدستور التي ستنطلق رسميا بعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني قد بدأت عمليا مع انطلاق أعمال مؤتمر الحوار في مارس الماضي لان العديد من القضايا التي كانت مطروحة للنقاش هي دستورية أصلا , مشيرا إلى انه لا يمكن أن تقوم لدولة القانون في اليمن قائمة إلا عبر دستور وقوانين ناظمة ونظام انتخابي حديث ومؤسسات للحكم وإحقاق العدالة والأمن وحقوق الإنسان ومجتمع مدني يساهم في تعزيز سيادة القانون ومبادئ الحكم الشفافية والمحاسبة .
وأشاد بن عمر في ختام حديثه بحكمة القيادات السياسية والإرادة الشعبية في اليمن التي حالت دون حدوث أي فوضى عارمة أو حرب أهلية كسوريا ودول عربية أخرى , مبينا أن اليمن يمكنه اليوم أن يكون نموذجا حضاريا فريدا وملهما يفتخر فيه في منطقة متجددة الأزمات .
وقال (لننظر اليوم حولنا إلى سوريا وبلدان عربية أخرى، إلى شعوب بأسرها تسير نحو المجهول ولنتذكر أن اليمن مهد الحضارات القديمة وأصل الهجرات العربية، يمكنه أن يكون نموذجاً حضارياً فريداً وملهماً يفتخر فيه في منطقة متجددة الأزمات ولننظر حولنا ونقدّر ما حققته خارطة الطريق للتغيير السلمي غير المسبوقة في أيّة دولة عربية، تلك التي أرستها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية و لنقدّر قيمة قفز اليمن فوق حرب حتمية بإرادة واعية وصلبة، وتقديم نموذج حوار وطني شامل وتشاركي لم تعرفه المنطقة من قبل.) .
بدوره أستعرض نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان رئيس مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان عز الدين الأصبحي الخطوات التي سبقت المؤتمر لدعم مؤتمر الحوار الوطني والنقاش حول إصلاح الدولة في اليمن "وجهة نظر حقوقية وقانونية" والمتمثلة بعقد وتنظيم خمسة منتديات فرعية شملت عدداً من محافظات الجمهورية.
وتطرق الأصبحي إلى الدور الهام الذي يضطلع به المجتمع المدني خلال المرحلة الحالية ورؤيته في أن تأسيس عقد جديد في البلاد يتطلب إشراك الحقوقيين من القضاة والمحاميين وذلك باعتبار أن صوت هذه الفئة من رجال القانون مهم جداً في رسم ملامح الدولة المدنية الحديثة و رؤيتهم في هذا الاتجاه.
وأضاف الأصبحي بأن مؤتمر الحوار الوطني يعتبر بالفعل النافذة التي نطل عليها ومن خلالها إلى الدولة المدنية الحديثة.
وعبر عن تمنياته في أن يخرج المؤتمر العام على مدى يومين برؤية حول إصلاح الدولة في اليمن من وجهة نظر حقوقية وقانونية ،وتطلعه في أن يكون للجميع دور في صياغة الرؤية لبناء اليمن الجديد.
من جانبه استعرض رئيس منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن الدور الهام الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في تنفيذ العديد من الأنشطة التي تسير في اتجاه تعزيز المرحلة الانتقالية .
وأشار إلى أنه قد تم خلال أعمال مؤتمر الحوار الوطني انجاز الكثير من القضايا و يعتبر الخلاصة لكل مجريات الوضع في البلاد .
|