المحرر السياسي - ليست عبقرية أن يقال بالحاجة الدائمة والمُلَّحة للإصلاح والتحديث والتطوير في شئون الحياة جميعها، عامها وخاصها.. وربما كانت الأهمية بأجمعها مقترنة بالجانب العملي والمستوى التطبيقي.. وهذا هو ما فات ويفوت، على الدوام، القيادات والوجوه الحزبية المعارضة، التي أسرفت، حد الشطط، في محاضرة الناس واعتلاء منشابر الخطابة في الندوات والفعاليات المختلفة والمشابهة، وحتى خطبة صلاة الجمعة.. كما تكرس مؤخراً، حول مفردة »الإصلاح«، بالتباعد العملي والمتوارث، عن المستوى السلوكي والمثال التطبيقي على أرض الواقع ومسرح التجربة.. بدءاً بالنفس والحزب والمشروع الحزبي والسياسي المقترن بهما.. فلا أحد يتصور أو يفهم الإصلاح مجرداً عن الصلاح عملياً.. واستمراراً.
^ التجربة اليمنية المعيشة تشهد، ويشهد لها العالم.. المراقب والمنصف، بأن الحركة قرينة الفكرة، وأن التغيير والتطوير والإصلاح المستمر، هو ما تعيشه التجربة عملياً وتقوله شواهد الحال وفواعل الممارسة والأداء على كافة الصعد وفي سائر مناحي الحياة، سياسياً، واقتصادياً، وتشريعياً، وعلى المستوى الإداري والوظيفة العامة.
^ولاتزال الجمهورية اليمنية محط أنظار وإشادة الأشقاء والأصدقاء.. ويشاركنا العالم تجربة رائدة وجادة تتوخى الارتقاء الدائم والتطوير المستمر في آليات وقدرات الجهد الوطني.. بالنظر إلى حيوية التراكم المرحلي في النجاحات الديمقراطية والإصلاحات المعززة لها والمترافقة معها قدماً بقدم وخطوة بخطوة.. على أن الجميع مدرك، تماماً، لحقيقة ثابتة وضرورية.. وهي أن القمة لم نبلغها بعد، والتطوير عملية دائمة لاتتوقف ولا نهاية لها تُرجى.
^بالتفاعل والقياس إلى ذلك.. لايزال خطاب فرقاء الشتات المعارض يتربص الأخطاء وينتقي الزلات، الواردة دائماً والطبيعية في كل حال وعمل، هنا وهناك.. ليمارس، لاحقاً، هوايته المستبشعة في إدانة الآخر والترويج لليأس والانسحاق له.. ظناً منهم بأن المعارضة لا عمل لها سوى مشاغبة من يعمل ويكد ويتعلم من الأخطاء باستمرار دون ادعاء للعصمة أو ما شابه.
إن هؤلاء فقدوا قيمة استكشاف الفعل وإتيان العمل وإنصاف أنفسهم من أنفسهم.. وحصروا مشروعهم وذواتهم في مجرد صخب يتراكم كالسراب.. فيما هم أعجز عن إصلاح »بيوتهم« الحزبية وصياغة مشروع واضح يحدد جهة ومستوى علاقتهم مع التجربة وشراكتهم مع المستقبل- ليصلحوا أنفسهم أولاً.. عندها فقط يمكن أن نتفق.
|