الميثاق نت -

الإثنين, 16-سبتمبر-2013
حاوره/ توفيق الشرعبي -
قال الدكتور محمد صالح قرعة عضو مؤتمر الحوار الوطني ان القضية الجنوبية تتطلب من وي الرأي والارادة ومن بيدهم القرار وضع حلول حقيقية يرتضيها ابناء المحافظات الجنوبية.
مضيفاً : ان اي حلول لاتلامس الحد الادنى على الاقل من تطلعات ابناء الجنوب ستقابل بالرفض.
مشيراً الى ان لجنة الــ16 انتجتها نقاشات جرت وراء الكواليس، وهي خطوة مهمة ستقرب الجميع من الحل وستبعدهم من التزمت والرؤية المخاصمة.
واكد ان مايهم الشعب اليمني هو ان يظل تحت راية واحدة وهذا لن يتأتى إلا في دولة اتحادية لانه لايمكن اعادة انتاج الدولة القائمة ولايمكن للجنوب ان يعود دولة شمولية.
الجوار التالي يحتوي على تفاصيل لقضايا مهمة.:
♢ بعد مسيرة طويلة من الحوار والنقاشات والمد والجزر بين المكونات والفرق هل صار مصير الحوار بيد 16 عضواً؟
- لا تتجنى الى هذا الحد عما يحصل في الحوار.. فمؤتمر الحوار الوطني لديه نظام داخلي يسير عليه.. ومنذ ما قبل الحوار نعلم جميعاً أن القضية الجنوبية هي المحور وهي المرتكز فيما يعانيه وطننا وينبغي أن تكون هناك حلول لهذه القضية التي تعد مفتاحاً لحل بقية القضايا..
فعندما يتفق عقلاء الوطن والذين يهمهم مستقبل وأجياله سيدركون أن القضية الجنوبية هي المرتكز وهي المفتاح الحقيقي لأن هناك جملة كبيرة جداً من المشاكل والمصاعب تعرض لها جنوب الوطن، خاصة بعد حرب 1994م ولم تكن هناك معالجات حقيقية، مما أدى الى تراكمها حتى انفجر الوضع في الجنوب عام 2007م عن طريق الحراك السلمي.
والحل الحقيقي الآن هو أن يجتمع ذوو الرأي والارادة ومن بيدهم القرار لوضع الحلول الحقيقية التي يرتضيها أبناء المحافظات الجنوبية باعتبارهم جزءاً من الشعب اليمني..
لقد وصل مؤتمر الحوار الى نقطة وجد ممثلي الحراك الجنوبي الذي دخلوا باسم الحراك الجنوبي الى مؤتمر الحوار، وهم جزء فقط من الحراك السلمي.. وهناك عدد آخر من أبناء الجنوب دخلوا الحوار من خلال الأحزاب أو المنظمات أو المستقلين أو المرأة أو الشباب أو قائمة الرئيس.. الخ.
لكن المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية تعطي للذين دخلوا باسم الحراك أحقية أن تكون لهم الكلمة الأولى رضينا أم لم نرضَ فهذا هو الواقع الذي يجب أن نفهمه.. وما حصل قبل عيد الفطر المبارك حينما عرضت الحلول التي تقدمت بها مختلف المكونات الى فريق القضية الجنوبية وجد الأخوة ممثلو الحراك أن ما قدم من رؤى حول الحلول لا ترضيهم ولا ترضي أبناء المحافظات الجنوبية.
♢ يعني أن حل القضية الجنوبية بيد ممثلي الحراك فقط؟
- هنا لا بد من الاشارة الى أنه حتى لو اتفق الجنوبيون الموجودون والذين يمثلون 50% في الحوار بأي حل اذا لم يكن هذا الحل يقترب مما يطالب به أبناء الجنوب فليس حلاً مقبولاً.
♢ أنتم أبناء المحافظات الجنوبية ما الذي تريدونه بالتحديد من مؤتمر الحوار الوطني؟
- نحن نريد من مؤتمر الحوار أن يخرج بحلول تكون قابلة للتنفيذ وللتطبيق وليست قفزاً على الواقع، ولهذا السبب ما تم التوصل اليه ليس نوعاً من الاحتكار لكن وجد أن القضية أهم وأكبر من الجانب الذاتي وغلبوا المصلحة العامة، وأنا أعتقد أن رئاسة مؤتمر الحوار والدول الراعية ورئيس الجمهورية غلبوا المصلحة الوطنية على باقي المسائل فاتخذوا هذه الخطوة، بأن يجتمع ثمانية من الحراك الجنوبي خمسة منهم من الحراك وواحد ممثل للمؤتمر الشعبي العام وواحد ممثل للاصلاح وواحد ممثل للاشتراكي، وثمانية من الأحزاب هم مفوضون من قياداتهم العليا التي بيدها القرار.
خلال الفترة الماضية دارت نقاشات وراء الكواليس وتم هذا الاتفاق فأنا أعتقد أن هذا الاتفاق سيقربنا من الحل وسيبعدنا عن التزمت وعن الرؤية القاصرة.. ومن هذا المنطلق أتمنى على الأخوة الذين أنيطت بهم هذه المهمة وعلى قياداتهم العليا التي ترعى عملهم أن توجههم التوجيه الصحيح وتنظر ما هو الحل الذي سيقبل به أبناء الجنوب بحيث تكون هذه الحلول مرضية وتطفئ اشتعال النيران هنا وهناك.
واذا لم تخرج بآراء وقرارات ترضي الناس في الميدان، وفي الشارع سواءً أكان في الجنوب أم الشمال، فلن تقبل.
وأنتم كإعلاميين حينما تتناولون مثل هذه القضايا بهذه الرؤية يجب أن تدعوا الناس الى الالتفاف حول القضايا التي ترضي المواطنين في صنعاء وفي الحديدة وصعدة وتعز ومأرب وشبوة والمهرة وكل المحافظات.... واذا كانت الحلول لا ترضي حتى الحد الأدنى فلن تقبل من أي أحد.
♢ ما الضمانات أو الأسس التي يمكن من خلالها أن نضمن ألا يكون هدفها لصالح طرف معين أو أنها لا تخدم القضية الجنوبية؟
- أي حل أو أي قرار أو توصية لا ترضي الشعب اليمني في الجنوب والشمال لن تلقى قبولاً، والحوار كما تعلم شفاف والمهم هو المصداقية في الطرح وتناول قضايا الشعب اليمني.
وما يهمنا هو أن يظل الشعب اليمني تحت راية واحدة، في دولة اتحادية وهي التي ممكن أن تحافظ على اليمن موحداً وهذا هو ما يهم المواطن.
أما ذلك الشخص أو الاشخاص أو الجهة أو الفريق الذي يريد الهيمنة على السلطة وعلى الثروة فقد ولّى هذا العهد.
وأنا أتمنى أنكم كإعلاميين أن توجهوا رسالة لنا جميعاً في مؤتمر الحوار الوطني وللشعب اليمني كله بأنه أية قرارات سيخرج بها الحوار ينبغي أن تكون لصالح الوطن ولصالح الأجيال وليست مقتصرة على حزب معين أو فريق معين أو جهة معينة أو قبيلة معينة أو محافظة معينة.. يجب أن نفهم أن شعبنا اليمني لن يقبل إلاّ ما هو في صالحه.. نحن اليوم أمام محك حقيقي.. محك عملي يفرز الصفر من الذهب.
♢ ما الشكل المطلوب لإبقاء الوحدة برأيك؟
- أنا شخصياً مع الدولة الاتحادية سواءً أكانت من اقليمين أم أكثر لأن هذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به أبناء المحافظات الجنوبية، لأن بعد ما حصل من ظلم وضيم فيها لم يعد بالإمكان الإبقاء على الشكل الذي كانت عليه الوحدة سابقاً.
وحقيقة أن في الاتحاد قوة فلماذا نهرب منه.. حتى لو افترضنا اتحادية من اقليمين فإنه لا يهمنا هذا الأمر وسيقوم ضده أولئك الذين عيونهم على الثروة وعلى السلطة.
♢ ما الضامن أن الدولة الاتحادية من اقليمين، لن تكون خطوة أولى لفك الارتباط خصوصاً وستكون هناك فترة انتقالية لتأسيس هذه الدولة وبإمكان الطرف الذي لم يشارك في الحوار ويريد الانفصال افتعال مشكلة جديدة خلال الفترة الانتقالية؟
- كلام سليم جداً، وأنا أشرت في بداية الحديث أن الذين يشاركون في الحوار لا يمثلون سوى جزء بسيط من الحراك السلمي الجنوبي.. وعليه ينبغي على بقية المشاركين من المكونات الأخرى «المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه والمنظمات والمرأة والشباب والمستقلين وقائمة الرئيس وغيرهم» أن يساعدونا على ايجاد حلول تصل الى ما فوق الحد الأدنى من مطالب أبناء المحافظات الجنوبية، وحينما نصل الى مثل هذا بصدق وشفافية وبنية صادقة سيكون الشعب اليمني بأكمله خصوصاً في المحافظات الجنوبية هو الحكم وسيرضى بهذا الأمر.
لأنه عندما تعطيه حلولاً تحاكي مطالبه تكون قد فوت الفرصة على من يريد أن يزايد من هذا الباب.
ونؤكد أنه اذا تعنت اخوتنا من الجهة الأخرى في الأحزاب تحت صبغة «شمالية» وبقية المكونات وظلوا بالعقلية السابقة التي دمرت الوحدة فاذاً لن يستطيع الفريق الذي يشارك أو الذي خارج مؤتمر الحوار أن يقفز على رغبة أبناء الجنوب.. يجب أن نعترف أن هناك رغبة «وحد أدنى وحد أعلى» فإذا وصلنا الى الحد المعقول الذي يرضى به أبناء الجنوب فإنهم سيرغمون بقية القيادات سواءً أكانت في الداخل أم في الخارج أن تسير في هذا المسار.. واذا أحسنا بناء الدولة الاتحادية بالنظام والقانون والعدل والمساواة فلن تسمع للأصوات النشاز أي صدى بعد ذلك.
أما اذا أردنا انتاج دولة مماثلة للتي هي قائمة الآن فهذا أمر سيجعل فئة بسيطة ترفع الصوت والسقف وسيتبعها عدد كبير من الناس.. لكن لنحرص من البداية على الخروج بقرارات تكون فعلاً قابلة للتنفيذ وفي الحدود التي يقبلها الشعب اليمني.
♢ كيف تقرأ فكرة انشاء اقليم شرقي وهل هو خطوة في حل القضية الجنوبية؟
- هو حلقة في سلسلة، وأنا مع الاقليم الشرقي ولكن بعد أن تحل القضية الجنوبية أولاً، لأنه لا يمكن أن يعود الجنوب دولة شمولية كما كان سابقاً.. فحينما يكون هناك اقليم جنوبي ستكون هناك ولايات داخله ولكل ولاية حكمها الذاتي المستقل ولن تكون هناك شمولية على الاطلاق، ونفس الأمر نتمناه في الشمال أي عدة ولايات لتجاوز الوضع الذي عاشته اليمن منذ خمسين عاماً جعل 90% من الشعب اليمني خارج اطار السلطة والنفوذ والثروة واستولت عليها مجموعة متنفذين تمثل الـ10% المتبقية.
♢ ما اليمن الذي تريده أنت شخصياً؟
- نريد يمناً جديداً بولايات في كل اقليم وأنا شخصياً مع دولة اتحادية بإقليمين.
♢ هل مؤتمر الحوار يعيش حالياً مرحلة الهروب من الاستحقاقات؟
- نحن الآن في مرحلة الاستحقاقات الحقيقية وتشكيل لجنة من 16 عضواً وإيلاء القضية الجنوبية كل هذا الاهتمام ليس هروباً من الاستحقاقات أو التخلي عن المسئولية.
♢ المؤتمر الشعبي العام حدد موقفه الرافض لأي حوار شمالي- جنوبي واعتبر ذلك انحرافاً بمسار مؤتمر الحوار ما تعليقك؟
- هذا كلام للإعلام.. ولكن الآن ما خرجوا به هو مفاوضات ندية حول قضية مركزية تهمنا جميعاً.. والذي يهرب من التسمية فهو يتقاطع مع جمهوره الذي في الشارع.
نحن انتقلنا من الحوار الى المفاوضات الندية ثمانية من الجنوب وثمانية من الشمال وهم من كل الأطراف والقوى.. وهؤلاء هم ممثلون لمن بيدهم القرار وأحزابهم أعطتهم الصلاحية.
♢ أنت قلت إنها مفاوضات ندية فهل ستكون قراراتهم تعلو على قرارات مؤتمر الحوار؟
- لا.. قراراتهم ستصب باتجاه الهدف الذي ينشده مؤتمر الحوار.. هم يقربون وجهات النظر ليصلوا الى صيغة ستناقش بعدها في فريق القضية الجنوبية ثم سيرفع فريق القضية ما سيتم الخروج به الى الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار.
وأنا أؤكد بأن تشكيل لجنة الـ16 كانت خطوة ذكية من قبل القائمين على الأمر لإنجاح مسئولياتهم.. وحقيقة كانت الخطوة نقلة مهمة وموضوعية وعلى الأحزاب أن يدعموا هذا النوع من المفاوضات ليصلوا الى حلول يعرفوا أنها ستكون مقبولة لدى الشارع في المحافظات الجنوبية.
♢ ألا ترى بأنكم الى الآن وأنتم على مشارف الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار ومازلتم تعولون على حسن النوايا؟
- نحن لا نتوقع أن يكون هناك مكون أتى الى الحوار وهو سيئ النوايا، واذا حصل هذا فنحن لن نصل معه الى أي حل.
وسيئ النية سيعرفه الشعب اليمني ولن يقبل منه أي كلام أو رؤية وسينكشف أمره وسيلفظه شعبنا اليمني.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34626.htm