إقبال علي عبدالله -
< المشاهد والأحداث التي نسمعها ونشاهدها يومياً، سواءً أكانت أمنية أو سياسية واقتصادية بل في كل المجالات تؤكد أن التسوية السياسية التي نتطلع إليها جميعاً شعباً وأحزاباً ومنظمات مدنية حتى الدول الشقيقة والصديقة المهتمة والمتابعة للشأن اليمني، أقول نتطلع الى هذه التسوية والتي حددت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة خارطتها للخروج من الأزمة التي عاشتها ومازالت تعيشها عبر تداعياتها منذ بداية عام 2011م.. هذه التسوية وبعد مضي عامين تؤكد أنها كما تم افتعال الأزمة السياسية فإنها اليوم تواجه قنابل موقوتة خاصة وأن بعض أحزاب اللقاء المشترك وفي المقدمة قائد هذا اللقاء حزب التجمع اليمني للاصلاح وجناحه العسكري غير المشروع وأقصد الاخوان وتنظيم القاعدة.. فكيف لنا الوصول الى هذه النتيجة؟!!
هذه الحقيقة لا يمكننا نكرانها فالافعال التي يقوم بها حزب الاصلاح لعرقلة التسوية ومنها عدم الالتزام بما نصت عليه المبادرة الخليجية ومعلوم أن حزب الاصلاح وشركائه في اللقاء المشترك كانوا ممن وقعوا على المبادرة التي يبدو أنهم لم يقرأوا جيداً ما تضمنته، اضافة الى فشل حكومة الوفاق التي يرأسها محمد سالم باسندوة في تقديم شيء يذكر منذ تشكيلها وتنفيذ ما وعدت به في برنامجها التي تقدمت به للبرلمان لنيل الثقة، فنجد اليوم أن حكومة الوفاق وأعني تحديداً وزراء المشترك فيها الذين يتناصفون الحقائب الوزارية حسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية، بدلاً من العمل بصورة موفقة لإنجاح التسوية وعودة الأوضاع في البلاد الى ما كانت عليه قبل الأزمة خاصة الأوضاع الأمنية التي تتدهور يوماً بعد يوم في ظل صمت متعمد من قبل الحكومة الوفاقية، وكذلك الانهيارات الاقتصادية والخدمية والهدف من كل تلك الافعال وما سيترتب عليها.. هي زرع القنابل الموقوتة في طريق التسوية التي نتوهم أننا في الطريق إليها دون وجود أي مؤشر ايجابي يشير الى أن البلاد تسير الى التسوية.. فكل يوم نسمع عن انفجار في طريق التسوية.. انفجار يعلم الجميع وفي المقدمة تعلم القيادة السياسية من يقفون وراءه.. فلم يكتف حزب الاصلاح وجناحه المسلح في خلق التوتر والاقتتال مع الحوثيين، كذلك تحريك الشارع في المحافظات الجنوبية وتفجير الأوضاع الأمنية فيها ودعم تنظيم القاعدة لتأسيس دولة اسلامية في محافظتي أبين وشبوة.. والعمل بصورة منظمة في ممارسة اقصاء كوادر المؤتمر الشعبي العام وتوجيه التهم للمؤتمر وقيادته التي قادت البلاد خلال ثلاثة عقود وإيصالها الى بر الأمان وتحقيق الانجازات التي مازالت وستظل شاهدة على عظمة قيادة المؤتمر الشعبي وزعيمه علي عبدالله صالح.
في قراءة لكل هذا التخبط الهستيري لحزب الاصلاح وشركائه نصل الى نتيجة لا أعتقد أنني مخطئ في الوصول اليها، هي أن أحزاب المشترك وفي المقدمة حزب الاصلاح يضعون القنابل وإن كانت موقوتة في طريق الوصول الى تسوية سلمية والخروج بالبلاد من تداعيات الأزمة التي تتسع يوماً بعد يوم..
من هنا لقد كان المؤتمر الشعبي العام حريص في اجتماع لجنته العامة الأسبوع المنصرم على كشف الحقائق للرأي العام حتى يدرك الجميع وفي المقدمة القيادة السياسية أن الصمت على افعال الاصلاح سينعكس عليها وعلى الوطن.. فهل يدرك الجميع هذا الخطر؟!