الإثنين, 23-سبتمبر-2013
الميثاق نت -   عبدالفتاح علي البنوس -
< محافظة المهرة واحدة من أعرق المحافظات اليمنية كانت في السابق عبارة عن منفى قبل الوحدة وظلت بعيدة عن دائرة الاهتمام رغم الأهمية التي تكتسبها وموقعها الاستراتيجي وما تمتلكه من مقومات وعوامل تجعل منها مهيئة لأن تصبح وجهة سياحية واستثمارية وحضارية فريدة، تمتاز هذه المحافظة بطيبة أهلها وعشقهم اللامتناهي للوحدة لأنهم لمسوا خيراتها فيما يتعلق بالتنمية المحلية ذات الصلة بالبنية التحتية من طرقات ومؤسسات خدمية وغيرها وقد سمعتُ خلال تواجدي فيها ثناءً منقطع النظير على الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح حيث يحظى بتقدير السواد الأعظم من أبنائها على الاهتمام الذي حظيت به منذ تحقيق الوحدة والنقلة النوعية التي شهدتها مقارنة بما كانت عليه في السابق، أدهشني مشروع أنفاق جبل فرتك التي اختصرت المسافة التي كان يقطعها أبناء المهرة وحضرموت من خلال تنقلهم بين المحافظتين والتي كانت تصل الى ما يقرب من عشر ساعات لتأتي مبادرة الزعيم بشق الانفاق والتي اختصرت الزمن الذي يقطعه المسافر من حضرموت الى المهرة والعكس الى أقل من خمس ساعات حيث حظي هذا المشروع باهتمام ومتابعة الزعيم حرصاً منه على تخفيف أعباء المواطنين الملقاة على عواتقهم جراء البعد الشاق.
النهضة التنموية التي شهدتها المهرة عقب تحقيق الوحدة المباركة قطعت أشواطاً متقدمة وهناك جوانب ومجالات لاتزال بحاجة الى المزيد من الرعاية والاهتمام وخصوصاً فيما يتعلق بالاستثمار الناجح للموانئ والشواطئ على امتداد مديريات المحافظة التسع وانعاش الجانب الزراعي واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة وتوزيعها على الشباب وإقامة المزيد من المعاهد الفنية والتقنية والمهنية وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب ومساعدتهم على الالتحاق بركب الوظيفة العامة والاسراع في تنفيذ مشروع المجاري والصرف الصحي.. من غير المعقول أن يتحول ميناء نشطون الى وكر للأشباح والغربان والطيور المهاجرة دون أن يكون هناك أي معالجات لهذه القضية، ولا أعلم ما هو مبرر الإهمال لهذا الميناء المهم وما هو سر الصمت والتجاهل لما يمر به من ظروف في غاية التدهور وذلك بسبب عدم توفر الامكانات والدعم المادي للقائمين على إدارة الميناء وكأن المهرة خارج دائرة اهتمام السلطات الرسمية؟!!
زرنا حوف متحف الطبيعة الربانية الساحرة، ولعمري ما رأيت أجمل منها ولكنها للأسف جوهرة بيد فحام، فما تمتلكه من مقومات طبيعية وعوامل جذب سياحية لا يحتاج سوى تعامل الحكومة مع هذه المنطقة بشيء من المسؤولية والحرص على المصلحة الوطنية وذلك بإحداث نقلة نوعية في جانب الخدمات والتنمية المحلية والعمل على توفير كافة مقومات الجذب السياحي والاستفادة من التجربة العمانية في صلالة التي تقع على الضفة المقابلة لحوف من الجبل الأخضر الفاصل بينهما، فكلنا نعرف صلالة ومهرجانها السنوي وما أحدثه هذا المهرجان من طفرة تنموية وحضارية وسياحية يعود بالنفع على الاقتصاد العماني بملايين الريالات.
صدقوني المسألة ليست صعبة أو شاقة كما يظن البعض، بل هي سهلة ومتاحة والمطلوب توفر الإرادة القوية المتطلعة لخدمة المهرة وكل سكانها وزوارها.
الحكومة معنية بمساندة جهود السلطة المحلية بالمهرة وذلك بتوفير الدعم المادي لاستكمال مشاريع التنمية وخلق بيئة استثمارية وسياحية جاذبة واستغلال قرب المهرة من الحدود مع سلطنة عمان من أجل استقطاب رجال المال والاعمال العمانيين لخوض غمار الاستثمار في حوف وفي غيرها من المناطق على مستوى المحافظة والاهتمام بتنشيط السياحة الداخلية من خلال تخفيض أسعار تذاكر السفر وخصوصاً خلال فترة موسم الإخضرار وروعة الطبيعة التي تكتسيها هذه الأرض الساحرة.. لقد صُعقتُ وأنا استمع الى شكاوى المواطنين من الأسعار الخيالية للرحالات الجوية الى المهرة والتي باتت مقتصرة على طيران السعيدة بواقع رحلة اسبوعية.
وشعرت بالحسرة عندما قيل لي بأن الخطوط الجوية اليمنية ألغت رحلاتها الى مطار الغيظة رغم أهمية هذا الخط الملاحي الجوي المهم، دونما استشعار لما قد يترتب على هذا القرار الجائر واللامسؤول، فهل يُعقل أن يُتخذ مثل هذا القرار الارتجالي بكل هذه البساطة؟!!
شخصياً - أظن وبعض الظن إثم - بأن هذا القرار يهدف الى عزل المهرة وتوقيف النشاط التجاري والاستثماري والسياحي فيها واتمنى ان تصل شكاوى المواطنين واستنكارهم لهاذ القرار الى الرئيس عبدربه منصور هادي ليصدر توجيهاته بإعادة تفعيل رحلات اليمنية الى الغيظة، وكنت أتطلع لو أن رئيس الجمهورية سار على خُطى سلفه في تلمس أوضاع المحافظات اليمنية عن قرب والوقوف على مستوى الخدمات والتنمية فيها على اعتبار ذلك من أولويات مهامه من خلال زيارات تفقدية يضع خلالها النقاط على الحروف، ومن خلالها يستطيع تقييم أداء السلطة المحلية ويتمكن من الوقوف على ما تحتاجه المحافظات من مشاريع في مختلف المجالات، وهنا اتساءل.. هل يعلم الرئيس هادي بإيقاف رحلات اليمنية الى الغيظة؟ وهل يعلم باحتياجات المهرة التنموية؟:! وبالخسائر التي تتكبدها الدولة جراء استمرار التهريب عبر المنافذ التابعة لمحافظة المهرة؟! و بأن أبناء المهرة يعشقون الوحدة ويتفاخرون ويعتزون باليمن الواحد الموحد وأن ذلك يتطلب من الحكومة مبادلتهم الوفاء بالوفاء والعمل على منحهم الدعم والرعاية والاهتمام الذي يحقق لهم ولمحافظتهم التطور والتحديث والنماء والازدهار.
المهرة جوهرة ثمينة ودرة زاهية وآية من آيات الجمال والسحر الرباني ومتنفس لكل الباحثين عن الراحة والاستجمام والاستثمار، المهرة محافظة متعددة الثروات وكثيرة الخيرات ومتنوعة المناخ والتضاريس، المهرة كنز مدفون ينتظر من يكتشفه ويعمل على استغلاله الاستغلال الامثل، واعتقد بأنه آن الأوان لتحقيق ذلك على أرض الواقع وهي مهمة منوطة بالرئيس والحكومة والسلطة المحلية ونتطلع الى سرعة ترجمتها على الأرض، لكي تأخذ المهرة مكانتها وتحظى بالاهتمام والرعاية التي تمنحها الألق والتميز والرقي والتقدم والتطور والازدهار.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:23 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34760.htm