غيلان العماري - كالعادة تمضي المواقف الرسمية العربية في تسجيل حضورها الباهت، إزاء كثير من القضايا والتحديات التي تعترض بأذاها واقعاً عربياً عاثر الحظ والحضور...سوريا باحداثها الفاجعة الحزينة حلقة اخرى من حلقات الفشل الذريع لانظمة ثرثارة لاتجيد سوى الخنوع وان تكلمت فتبتعد تماماً عن قول الخير أو الانصاف.
كان المساندون للعدوان على سوريا قد أطلقوا لاحكامهم في اسباغ الصفة الانسانية على العدوان- العنان، وكانوا على أهبة الاستعداد لإطلاق زغاريد بهجتهم بذلك ،،فقط ظلوا ينتظرون الساعة المباركة لإلقاء القبض على بشار الاسد ونظامه المتهالك، والتي ستحظى -حسب حدسهم -بحفاوة غربية تمدد من واقع حضورهم الجاثم بكآبة على صدور شعوبهم المصابة بقلة الحيلة ووافر الحسرات!!
جاءت الوقائع مخيبة لآمالهم فلا هذا تأتى ولا ذاك حصل، مازال في الوقت متسع للسياسة وعلى طبول الحرب ان تتوقف...لا حرب اذاً وعلى العرب المتخاذلين ان يتجرعوا مرارة مواقفهم الراقصة على ازيز الناتو وجلبة الاساطيل الامريكية المفخخة بالدمار الشامل والتي لايزال أثرها الدامي يصبغ وجه حبيبتنا الحسناء ليبيا وقبلها العراق ؛حتى اليوم،،كنا نسمع في الماضي عن تجاوب وقبول، عن تعاون مشترك، عن مصالح مشتركة وهي رغم شكليتها الا انها لم تنزلق الى هذا المنحى المدمر من الاذعان والتبعية!
إلى متى سنظل نحلم بمواقف رسمية تخلع علينا حلل السموّ والانفة والكبرياء، بمواقف تحصننا من مواطن الشماتة والازدراء،،كفانا جلوسا على دكة الضعف، والهوان، نرغب في معاشرة الحياة على نحو من الألق والعنفوان وبكامل فحولة لا تتهيب العجز، أو الفشل،،نرغب ان نلج مضمار هذا العالم كأساسيين بعد ان هدنا الوقوف المتكرر على دكة الغياب...
لماذا يحاولون بخيباتهم اجبارنا على العودة الى الماضي،،ذلك عبء علينا ثقيل، الحاضر لا سواه من سيفتح لنا نافذة مشرقة نحو المستقبل ، الحاضر المدجج بالرؤى والاستراتيجيات العملاقة التي ترفض بشدة انصاف الحلول، والمواقف، ومن سيحملنا الى مربعات الكرامة والعيش الرغيد،،"لن نعيش نصف حياة، ونصف موت، لن نختار نصف طريق ولن نقف في منتصف الحقيقة واذا رفضنا سنعبر عن رفضنا كاملا لان نصف الرفض قبول " او كما قال جبران خليل جبران.
|