سمير النمر - < بعد السقوط المدوي للإخوان على المستوى الشعبي والسياسي يبدو أن إخوان اليمن هم الأقل تضرراً رغم موجة السخط الشعبي ضدهم بسبب ممارساتهم الاقصائية وسقوطهم الأخلاقي على كافة المستويات.. ولعل المناخ السياسي داخل اليمن والمتمثل في المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني هو الذي ساعد الإخوان في الحفاظ على الكثير من المكاسب السياسية في ظل التقاسم والمحاصصة والاخونة التي تجري على قدم وساق في مختلف مؤسسات الدولة تحت غطاء الوفاق والرئيس التوافقي، ولعل إخوان اليمن قد استفادوا من تجربة الإخوان في مصر للحفاظ على ما حققوه من مكاسب وها هم اليوم يدشنون برنامجهم القادم للحفاظ على هذه المكاسب من خلال عدد من الاستراتيجيات أولها إفشال وتعطيل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من خلال الصفقات وإثارة الملفات الكفيلة بتفخيخ مؤتمر الحوار الوطني لنجد أنفسنا مرغمين على السير الإجباري نحو التمديد وعدم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهذا هو هدف الإصلاح لأنهم يعلمون أن إجراء الانتخابات ستشكل لهم ضربة قاصمة كفيلة بالقضاء على ما تحقق لهم من مكاسب سياسية في ظل حكومة الوفاق، ولهذا نجد الإصلاح يدفع بالبلد بمساندة قوى خارجية نحو هذا الاتجاه الإجباري للتمديد وما على القوى السياسية الاخرى الا الموافقة أو أن البلد ستدخل في فوضى وفتنة كخيار يفرضه الإصلاح إذا لم يتم التمديد له، وها هي مؤشرات هذا الخيار قد بدأت بشكل واضح سواء من خلال التصعيدالسياسي والمطالبة بإسقاط الحصانة أو من خلال تحريك خلايا القاعدة المرتبطة بالإخوان للهجوم على المعسكرات وقتل جنود الأمن والجيش كما حدث في شبوة أو من خلال الاعتداء على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط، مستغلين حالة الانفلات الامني وضعف مؤسسة الجيش التي تم تدميرها واختراقها من قبل الإخوان تحت مسمى الهيكلة، كما يلوح الاصلاح بأنهم سيرفضون نتائج الانتخابات القادمة إذا فاز أي حزب آخر بزعم عدم السماح بعودة النظام السابق كما يسمونه، أو الدخول في شراكة بعيداً عن إفرازات صناديق الانتخابات.
واعتقد أن كلام اليدومي في آخر لقاء له بقناة «سهيل» قد وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية المرحلة القادمة التي بدأ الإخوان بتدشينها من خلال تحريك خلايا القاعدة والهجوم على معسكرات في شبوة إضافة الى المظاهرات والاستفزازات التي يقومون بها على أكثر من صعيد.
ومن هنا نؤكد أن جميع القوى السياسية والاجتماعية داخل اليمن أمام امتحان حقيقي لمواجهة هذا المشروع الذي ينفذه إخوان اليمن وحلفاؤهم.. ومواجهة هذا المشروع يتطلب خطة استراتيجية وعملية تكفل مواجهة هذا المشروع بصورة فعلية بعيداً عن بيانات الإدانة والشجب والتنديد التي ملها الشعب اليمني ولم تعد ذات جدوى، فهل سنشهد في القريب العاجل برنامجاً فعلياً لمواجهة ذلك المشروع أو نقول يمدد اليدومي ولا يبالي ..سؤال مطلوب من المؤتمر الشعبي العام وكل القوى الحية في الوطن الإجابة عليه بشكل عملي.
|