كلمة الميثاق -
مشاريع تمزيق وتشظية اليمن التي تحاول بعض القوى تمريرها من خلال مؤتمر الحوار رفضها وتصدى ويتصدى لها اليوم ليس فقط المؤتمر الشعبي العام برئاسة الأخ المناضل موحد اليمن الزعيم علي عبد الله صالح ومعه أبناء الشعب اليمني الشرفاء الحريصين على صون المكاسب والمنجزات الوطنية الكبرى والعظيمة السياسية والاقتصادية المجسدة بالوحدة والديمقراطية والمشاريع التنموية المحققة خلال العقود الماضية من عمر الثورة والوحدة، بل لقد أصبح المجتمع الدولي الذي تلاقت مصالحه مع مصلحة اليمنيين كافة , وهو ما أكدت عليه الاسرة الدولية مؤخراً..
وفي هذا المسار فإن الدور الذي كان ينبغي أن تلعبه الحكومة لترسيخ الوحدة بتركيزها على تنفيذ برنامجها التوافقي الذي على أساسه إدارة مرحلة التسوية السياسية للمبادرة الخليجية خلال الفترة الانتقالية وهذا يجعل مهمتها الرئيسية السير بالتوازي مع مراحل تنفيذ المبادرة وتحقيق نجاحات على الصعيد الحياتي والمعيشي والخدمي والأمني المرتبطة بإنجاح التوافق لإخراج اليمن موحداً آمناً ومستقراً من أزمته عبر مؤتمر الحوار الوطني ليمضي قدماً لمواصلة مسيرة النهوض والبناء التنموي, لكن الحكومة سارت باتجاه معاكس يتعارض مع مسئولياتها ومهامها التوافقية، وهذا جعل دعاة الانفصال يسعون لتنفيذ تآمرهم في ظل انشغال الحكومة بممارسة الفساد والافساد في البلاد عبر بعض أعضائها المحسوبين على تلك الأطراف التي افتعلت الأزمة وكادت أن تقذف بالوطن إلى الكارثة الماحقة عبر نهجها الاحلالي ألتمكيني الذي لا يمكن تحققه إلاَّ على حساب إقصاء وتهميش الآخر ليشهد اليمن فساداً لم يسبق له مثيل في تاريخه المعاصر.
وفي هذا السياق وحتى لا يفهم ما نقول بأنه يندرج في إطار المزايدات والمناكفات والمكايدات، يكفي الإشارة إلى النتائج التي خرج بها اجتماع أصدقاء اليمن المنعقد الأسبوع الماضي والتي تؤكد ان أسباب عدم إيفائهم بالتزاماتهم المالية المعلنة يرجع بشكل رئيسي إلى فقدان المانحين ثقتهم بأداء الحكومة اليمنية وعدم إحرازها أي تقدم في تنفيذ المشاريع التنموية والاقتصادية على نحوٍ يمكنها عبر خطط واضحة ومدروسة من استيعاب الأموال المخصصة لتلك المشاريع مغلبة المصالح الحزبية والشخصية على المصلحة العليا لليمن وأبنائه.
وهذا الاستنتاج الذي خرج به المجتمع الدولي وقبله شعبنا الذي لمس وأحس وعانى من السياسات الفاشلة لحكومة باسندوة، لنخلص من كل هذا إلى استنتاج أن من كانوا وراء هذا الإخفاق المريع هم من أوجد حالة الاحتقان في التسوية السياسية ليجد مؤتمر الحوار الوطني وهو يشارف على الانتهاء في حالة انسداد بسبب المساعي الهادفة إلى حل القضية الجنوبية خارج السياق الوحدوي الذي نصت عليه المبادرة وقراري مجلس الأمن، وتحويل الحوار إلى مسار تفاوضي لتشطير وتقسيم اليمن, وهذا نهج مدمر لليمن وحاضر ومستقبل أجياله، لذا نرفضه وستظل الوحدة اليمنية كما كانت قدر ومصير شعبنا..