الإثنين, 30-سبتمبر-2013
الميثاق نت -  سمير النمر -

< ونحن نعيش الذكرى الحادية والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبمتبر المجيدة حيث تأتي هذه الذكرى والوطن يتعرض لأبشع وأقذر مؤامرة منذ انطلاق ثورة 26سبتمبر.. هذه المؤامرة التي يجري تنفيذها الآن في اليمن جاءت كنتيجة لأحداث ما يسمى بالربيع العربي الذي انطلق قبل عامين في عدد من الدول العربية ومن يتأمل للأحداث التي مرت بها هذه الدول يلاحظ أن مخطط الربيع العربي استهدف بشكل أساسي الدول العربية ذات الأنظمة الجمهورية والتي قامت فيها ثورات تحررية ضد الاحتلال البريطاني والفرنسي واستلهم أهدافها من العمق الوطني والقومي لهذه الشعوب، حيث كان من أهم أهداف هذه الثورات التحرر من الاستعمار والاستبداد بكل أنواعه، وبناء جيش وطني قوي قادر على الدفاع عن الاوطان ومكتسباتها، والسعي نحو تحقيق الوحدة العربية الشاملة، وإقامة أنظمة جمهورية ديمقراطية، وإرساء مبدأ العدالة الاجتماعية، والدفاع عن القضايا المصيرية للأمة العربية وعلى رأسها قضية فلسطين وغيرها من الأهداف التي تتشابه في مضامينها في مختلف الدول العربية وعلى رأسها مصر والعراق واليمن وسوريا وليبيا، ولذلك جاءت أحداث الربيع العربي لاستهداف وطمس ملامح التجربة الوطنية التي خاضتها هذه الشعوب ضد المستعمر الاجنبي، ومحوها من ذاكرة الأجيال، وتدمير كل مكتسباتها التي تم بناؤها على مدى عقود من الزمن، وعلى رأسها الجيش الوطني ووحدة الشعوب، من خلال إعادة تقسيم هذه الشعوب على أسس طائفية ومذهبية وإثارة الصراعات الداخلية بين مكونات الشعب على هذه الأسس، وتدمير الجيوش الوطنية وتفكيكها بمختلف الطرق والوسائل وما يحدث في سوريا واليمن وغيرهما من الدول التي هبت عليها موجة الربيع العربي إلا دليل واضح وجلي على بشاعة هذا المشروع والذي للأسف الشديد- كان الاخوان المسلمون هم الأداة الرئيسية لتنفيذه نظراً لتقاطع مشروعهم الأيديولوجي والفكري مع أهداف الثورات العربية التحررية الوطنية التي قامت في هذه البلدان إبان فترة الخمسينيات والستينيات في اليمن كانت ثورة سبتمبر وأهدافها خلاصة لنضالات الشعب اليمني في تلك الفترة وصدى حقيقياً للثورات العربية ضد الاستبداد والاستعمار، ولاشك أن هناك الكثير من الاهداف التي تم تحقيقها، خلال الفترة الماضية وأهم أهداف سبتمبر التي تحققت الوحدة اليمنية وبناء جيش وطني قوي والنظام الديمقراطي وغيرها من الإنجازات التي تحققت ولا ينكرها إلا جاحد أو عميل، وها نحن - للأسف الشديد - بعد خمسين عاماً وبفضل ما يسمى بالربيع العربي ومن خلال الاخوان المسلمين والذين يحاولون الاجهاز على عدد من أهداف ثورة سبتمبر من خلال تمزيق وتفكيك الجيش اليمني تحت مسمى الهيكلة وتجنيد عشرات الآلاف من مليشيات داخل الامن والجيش، والانقلاب على الديمقراطية والسعي نحو التمديد والمحاصصة، والعودة باليمن الى زمن التشطير، وتدمير مكتسبات وإنجازات ثورة سبتمبر في كل مناحي الحياة، ولذلك لا نستغرب أن الإصلاح »الاخوان في اليمن« ظهروا اليوم وعلى غير عادتهم في السنوات الماضية مبتهجين في ظاهر الأمر بالذكرى الحادية والخمسين لثورة 26سبتمبر، بينما هم في الحقيقة يحتفلون بالإجهاز على ثورة سبتمبر، ومن هنا فإني أدعو جميع أبناء الشعب اليمني وقواه الحية والوطنية المؤمنين بثورة سبتمبر وأهدافها العظيمة الى الاحتفال بذكرى سبتمبر بطريقة أخرى غير طريقة الاصلاح، وذلك من خلال انتفاضة شعبية عارمة في أرجاء الوطن اليمني تحت عنوان الانتصار لأهداف سبتمبر والحفاظ على مكتسباتها حتى نضمن استعادة ثورة سبتمبر وأهدافها العظيمة وننتصر لدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق أهداف سبتمبر.. ما لم فما علينا إلا أن نبارك للإصلاح احتفالاته بمناسبة الاجهاز على ثورة سبتمبر‮ ‬ومواراة‮ ‬آخر‮ ‬آهدافها‮ ‬الثرى،‮ ‬وحينها‮ ‬سنكون‮ ‬قد‮ ‬حجزنا‮ ‬لنا‮ ‬مكاناً‮ ‬في‮ ‬صفحات‮ ‬التاريخ‮ ‬السوداء‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬أن‮ ‬تلاحقنا‮ ‬لعنات‮ ‬التاريخ‮ ‬والأجيال‮ ‬المتعاقبة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-34879.htm