حوار/ جمال مجاهد - السفير المصري أشرف عقل لـ “الميثاق”:الدعم المصري للثورة اليمنية ارتبط بطرد الاستعمار البريطاني وإعادة توحيد اليمن
قال السفير المصري بصنعاء أشرف عبد الوهاب عقل إن مصر رأت ان انتصار ثورة 26 سبتمبر عام 1962 هو انتصار لها ودحر لأعدائها، وبالتالي دفعت مصر بإمكانياتها المادية والبشرية إلى جانب الثورة اليمنية فامتزج الدم اليمني والمصري على سفوح الأودية والسهول والجبال في معركة المصير الواحد.
وأكّد السفير عقل في حديث مع “الميثاق” أن الدعم المصري للثورة اليمنية ارتبط بعملية إخراج الاستعمار البريطاني من الجنوب وإعادة توحيده مع اليمن بعد ان تفجّرت في 14 أكتوبر 1963 من جبال ردفان لتحرير الجنوب اليمني، وتحولت تعز وإب إلى ميادين لحشد وتدريب المقاتلين ضد الإنجليز، كما فتحت المعاهد والكليات العسكرية والمدنية المصرية أبوابها لاستقبال أبناء الجنوب اليمني. وأمام حرب شرسة وبدعم غير محدود من مصر لم يجد الاستعمار البريطاني أمامه سوى الرحيل وإعلان استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م.
وأشار عقل إلى أن رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي أعلن في الخامس من سبتمبر الجاري عن قرار بتشكيل مجموعة عمل لمتابعة برنامج الحكومة المصرية لحماية المسار الديمقراطي مشكّلة من ممثلين عن الحكومة ورئاسة الجمهورية المصرية وشخصيات عامة. مؤكّداً أن هذه المجموعة ستتولى متابعة استكمال خارطة الطريق وفقاً لما جاء في الإعلان الدستوري بما يضمن مشاركة كل القوى السياسية المصرية ومتابعة جهود الحكومة نحو إتاحة العمل السياسي والمشاركة في التنافس الديمقراطي لكل المواطنين دون إقصاء لأحد عدا الخارجين على القانون والمحرضين على العنف.
وأوضح السفير المصري أن الفترة الانتقالية ستنتهي صيف عام 2014 وسيكون لدى المصريين رئيس منتخب وبرلمان منتخب، وقبل نهاية العام الجاري سيكون هناك دستور جديد يلبي طموحات ومطالب الشعب المصري.. إلى نص الحوار.:
< يحتفل الشعب اليمني بالذكرى الحادية والخمسين لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة التي أطاحت بحكم الأئمة وأسست النظام الجمهوري.. كيف تنظرون لهذه المناسبة الوطنية الخالدة التي تشهد على وحدة الدم اليمني والمصري والتضحيات المشتركة؟
<< في البداية أتوجه بالتهنئة الحارة لليمن قيادةً وحكومة وشعباً بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 51 لثورة 26 سبتمبر عام 1962م، وأتمنى لليمن دوام التقدم والازدهار في ظل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
لقد مثّلت مرحلة الثورة اليمنية نوعاً من الالتحام الوجداني والعقلي والعملي المباشر بين الثورة الناصرية في مصر والثورة اليمنية، وكان الثوار اليمنيون قد وصلوا في هذه المرحلة إلى قناعة مفادها أنه لم يعد ممكناً التعايش مع النظام الملكي أو القبول بمعالجات توفيقية كما حدث في حركة 1948م أو في محاولة الثلايا عام 1955م عن طريق استبدال إمام مستبد بإمام عادل أو دستوري.
وبناءً عليه، فلا بد من تغيير جذري يزيل النظام الإمامي من جذوره، ويقام على أنقاضه نظام جمهوري، كذلك كان الثوار قد اقتنعوا بأنه لا بد من التواصل مع الزعيم جمال عبد الناصر لضمان تأييده ونصرته للثورة خوفاً من أن يتكرر معهم ما حدث للمحاولات الثورية السابقة. ومن جانب ثالث كان الثوار قد اقتنعوا أيضاً بأن النهج الفكري والعقائدي الذي يمثله عبد الناصر هو الأقرب إلى قناعتهم رغم أن البعض منهم كانت له ميول حزبية لحزب البعث مثلاً، وكما أشارت بعض الدراسات التي تناولت ما كتب حول أٍسرار قيام الثورة اليمنية.
وقد قام الثوار بتشكيل تنظيم الضباط الأحرار على غرار ما تم في الثورة المصرية، وقاموا بإبلاغ عبد الناصر بكل شيء عن تنظيمهم وتوجهاتهم والذي في ضوئه تبنت القاهرة عملية الموافقة على دعمهم عسكرياً وسياسياً بعد نجاح الحدث الثوري، ومن الجدير بالذكر أنه يتم النظر إلى أهداف الثورة اليمنية الستة بأنها كانت مستوحاة من أهداف الثورة المصرية.
وفي ليلة 26 سبتمبر1962م تحرك الثوار ونجحوا في إسقاط نظام الإمام وأعلنت الجمهورية التي التف الشعب اليمني حولها، ووفى عبد الناصر بوعده للثوار عندما أرسل جيشه للدفاع عنها بعد أن بدأ التآمر الخارجي ضدها معتمداً على فلول المرتزقة المحليين والأجانب. وفي مرحلة السنوات الخمس الأولى للثورة تحملت مصر إلى جانب الحماية العسكرية مسئولية بناء الدولة اليمنية الحديثة في الجوانب الإدارية والتعليمية وفي مختلف المرافق الحياتية لليمن حيث تم إرسال الخبراء والمختصين للعمل على تحديث الإدارة، كما تم بناء المدارس الحديثة وتوفير أكفأ المدرسين لها، كذلك جرى استقبال البعثات الطلابية العسكرية والمدنية في المعاهد والكليات والجامعات المصرية والصديقة في الدول الحليفة للثورة الناصرية مثل الإتحاد السوفيتي السابق والصين ودول المنظومة الاشتراكية. كذلك فقد ارتبط الدعم المصري للثورة اليمنية بعملية إخراج الاستعمار البريطاني من الجنوب وإعادة توحيده مع اليمن »الأم«، بعد ان فقد تفجّرت في 14 أكتوبر 1963 من جبال ردفان ثورة تحرير الجنوب اليمني، وتحولت تعز وإب إلى ميادين لحشد وتدريب المقاتلين ضد الإنجليز، فيما فتحت المعاهد والكليات العسكرية والمدنية المصرية أبوابها لاستقبال أبناء الجنوب اليمني. وأمام حرب شرسة وبدعم غير محدود من مصر لم يجد الاستعمار البريطاني أمامه سوى الفرصة للرحيل وإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 م.
أعداء الثورة
< كيف تردون على من يشكّك في دوافع الدعم المصري لليمن إبان ثورة 26 سبتمبر؟
<< رغم الالتحام المباشر للثورتين المصرية واليمنية، فقد وجدت بعض الحساسيات والاحتكاكات بين بعض القيادات اليمنية والمصرية خاصةً في مجال تدخل القيادات العسكرية المصرية في الشئون الإدارية للبلاد مما أتاح الفرصة لأعداء الثورة للتشنيع والتشكيك في دوافع الدعم المصري لليمن.
إلا أن إجماع أغلب مؤرخي الثورة اليمنية يؤكّد صغر هذه الإِشكاليات وحقارة التخرّصات لأعداء الثورة، ورغم أن عدوان يونيو 1967م وجّه ضربة كبيرة لقاعدة النضال العربي في مصر وتسبّب في احتلال إسرائيل لمساحات واسعة من أراضي ثلاث دول عربية إلى جانب فلسطين، فقد فرض على عبد الناصر الانسحاب من اليمن، إلاَْ أن الثورة اليمنية ظلت صامدة وانتصرت على أعدائها في حصار السبعين الذي كان آخر المحاولات الكبيرة للملكيين وأعداء اليمن لإسقاط الثورة والنظام الجمهوري.
وقد كان لهزيمة يونيو 1967م وخروج الجيش المصري من اليمن تأثيرات سلبية على قوة العلاقات السياسية بين البلدين حيث وقع انقلاب 5 نوفمبر 1967م المعادي للتوجهات الثورية الناصرية وتم التصالح بين الملكيين والجمهوريين واقتسام السلطة بينهم وارتبط نظام صنعاء بالسعودية التي أصبحت تدير كل شئونه وتوفر له متطلباته المالية، كما حلت الدول المعادية للنظام الجمهوري محل مصر وحلفائها في تقديم المعونات والخبرات العسكرية والأمنية مثل السعودية وإيران والأردن.
تلاحم يمني - مصري
< كيف ساهمت العلاقات التاريخية بين اليمن ومصر وثورة 23 يوليو عام 1952 في تفجير ثورة 26 سبتمبر عام 1962؟
<< نشأت في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي علاقات حميمة بين مصر واليمن لم تكن قائمة على المصالح الاقتصادية والسياسية فقط، بل كانت علاقات قوية ومتينة حيث ربطت مثقفي البلدين وقامت على أساس الثقافة والمدنية التي تشرّب بها الرعيل الأول من أبناء مصر واليمن، ومن هؤلاء المسمري والعنسي والزبيري والنعمان وغيرهم ممن تمكّنوا من تحقيق طموحاتهم في مصر، ودفع بهم إلى طريق المخاطرة الثورية من أجل تغيير الواقع اليمني المتخلف.
ولم يقتصر تأثير مصر على الطلاب اليمنيين الذين درسوا فيها، بل امتد هذا التأثير إلى داخل اليمن وبالذات في صفوف الشباب المستنير في المدن الرئيسية على مستوى المحافظات الشمالية والجنوبية، وقد كان للصحف والمجلات التي يقرأونها خاصةً كتب محمد عبده وطه حسين والأفغاني والرافعي والمازني والعقاد وغيرهم دوراً كبيراً في خلق الوعي حيث أثمر احتكاك الشباب اليمني المستنير بمصر وثقافتها ومدنيتها وعياً وطنياً وضيقاً بالحكم الإمامي، ونتيجة لذلك تكوّنت حركة المعارضة اليمنية التي تفجّرت محاولتها للقضاء على حكم الأئمة عام 1948 من أجل إدخال تعديلات جوهرية في نظام الحكم.
كما كانت هذه المرحلة بالذات منذ منتصف الخمسينيات فترة تسرّب أجهزة الراديو إلى اليمن وكذلك الكتب والمجلات المصرية التي تدعو إلى التحرر والوحدة العربية والثورة على الظلم والاستعباد، مما مثّل مرحلة انجذاب وتأثير غير عادي باتجاه القاهرة وما تعبّر عنه من توجّهات فكرية وأيديولوجية بما يمكن معه القول أنها مثّلت في نهاية المطاف الخميرة للثورة اليمنية، كما كان لإذاعة صوت العرب من القاهرة دوراً في بناء العاطفة والوجدان القومي والوحدوي لدى الكثيرين في المجتمع اليمني.
ولم يقتصر دور مصر على دعم ثورة 26 سبتمبر في المحافظات الشمالية “سابقاً” بل تعدى ذلك إلى الإسهام في تفجير ثورة 14 أكتوبر ضد المستعمر البريطاني في المحافظات الجنوبية “سابقاً” حيث قامت بتدريب الثوار وتسليحهم وتقديم الخبرة لهم. ولم تترك القوات المصرية المحافظات الشمالية حتى كانت ثورة المحافظات الجنوبية قد حققت أهدافها وتزامن انسحاب القوات المصرية من المحافظات الشمالية مع تحقيق المحافظات الجنوبية لاستقلالها عن المستعمر البريطاني.
”أصدقاء اليمن”
< انعقد في نيويورك في الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري الاجتماع الوزاري السادس لمجموعة أصدقاء اليمن.. كيف توضّحون الدور المصري لدعم اليمن في هذا الإطار؟
<< وزير الخارجية المصري نبيل فهمي شارك في الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن والذي رأس أعماله كل من الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية ووزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية أليستر برت ووزير خارجية اليمن الدكتور أبو بكر القربي.
الوزير نبيل فهمي ألقى كلمة مصر أمام الاجتماع والتي تضمنت الإشادة بالجهود الحثيثة لكافة الأطراف اليمنية والتي كانت حريصة على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والذي قابله في الوقت نفسه إرادة عربية ودولية داعمة.
فهمي أكّد أن العلاقات المصرية- اليمنية تتسم بالتميز والخصوصية وأن مصر مستعدة باستمرار لتقديم كل ما هو ممكن في المجالات الفنية والتقنية وتدريب الكوادر اليمنية لدعم اليمن الشقيق، فضلاً عن استمرارنا في فتح الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية والتعليمية والدينية أمام أبناء اليمن.
حماية المسار الديمقراطي
< ما الخطوات ذات الأولوية التي تركّز الحكومة المصرية عليها خلال المرحلة الانتقالية بعد نجاح الثورة الشعبية التي قامت في 30 يونيو وساندتها القوات المسلحة المصرية وحققت بتدخلها رغبة الشعب؟
<< أعلن رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي في الخامس من سبتمبر الجاري عن قرار بتشكيل مجموعة عمل لمتابعة برنامج الحكومة المصرية لحماية المسار الديمقراطي. وتختص هذه المجموعة بمتابعة برنامج الحكومة لحماية المسار الديمقراطي خلال المرحلة الانتقالية بما يحقق المشاركة السياسية والمجتمعية لكل أبناء الوطن ووضع الضوابط التي تكفل استمرار المسار الديمقراطي بشكل سليم ويضمن الحريات والحقوق الأساسية للمواطنين ويكفل للشعب المصري الاختيار الحر لبرلمان ورئيس منتخبين.
المجموعة الجديدة المشكّلة من ممثلين عن الحكومة ورئاسة الجمهورية وشخصيات عامة سوف تتولى متابعة استكمال خارطة الطريق وفقاً لما جاء في الإعلان الدستوري بما يضمن مشاركة كل القوى السياسية، ومتابعة جهود الحكومة نحو توفير الأمن والاستقرار للمواطنين والحماية لأرواحهم وحرياتهم وممتلكاتهم ومكافحة العنف والإرهاب أو الخروج على القانون، ومتابعة بناء المؤسسات التي تساهم في دعم المسار الديمقراطي مثل تفعيل دور المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للعدالة والمساواة وتمكينها جميعاً من القيام بأدوارها، والتشاور مع القوى السياسية والمجتمع والعمل على استكمال الإطار القانوني والإداري والتنفيذي الذي يضمن اكتمال ونزاهة العملية الديمقراطية.
كما ستقوم المجموعة بالمساهمة في حماية الحقوق والحريات العامة لكل المواطنين وفقاً للمبادئ الدستورية والقوانين والمواثيق والاتفاقات الدولية بما في ذلك ضمان حق التظاهر السلمي وفقاً للقانون والمعايير الدولية، ومتابعة جهود الحكومة نحو إتاحة العمل السياسي والمشاركة في التنافس الديمقراطي لكل المواطنين دون إقصاء لأحد عدا الخارجين على القانون والمحرضين على العنف، ومتابعة التزام كل الأطراف الراغبة في المشاركة بالمسار السياسي بنبذ العنف دون قيد أو شرط ومع تسليم السلاح.
ومن المقرّر أن تقوم المجموعة أيضاً بمتابعة جهود الحكومة في التصدي لكل أشكال التعرض لدور العبادة واحترام حق جميع المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان في حدود النظام العام وعدم استخدام دور العبادة في العمل السياسي والعمل على تأسيس ثقافة وممارسات عدم التمييز بين المواطنين واقتراح التشريعات التي تحمي المواطنة والمساواة بين كل فئات المجتمع المصري، والعمل على وضع الإطار القانوني والمهني الذي يحمي حرية الرأي والتعبير ووضع مواثيق الشرف الصحفي والرقابة الذاتية على الإعلام واستقلاله، ودعوة كل المواطنين للتكاتف والتوجه لبناء الوطن ودعم الاقتصاد المصري وإعلاء قيم العمل وزيادة الإنتاج، ووضع برنامج قومي للعدالة الانتقالية لإعادة التوافق والوحدة والوئام للمجتمع المصري عن طريق آليات المكاشفة والمحاسبة والمصالحة واستكمال أعمال لجان تقصي الحقائق من مختلف الجرائم ومتابعة إصدار قانون العدالة الانتقالية.
دستور جديد
< كيف تقيمون الخطوات الجارية لتعديل الدستور المصري المعطّل؟
<< رئاسة الجمهورية أكّدت التزامها بإرادة الشعب التي تجلت في الـ 30 من يونيو وتأكّدت في الثالث والـ 26 من يوليو 2013، بأنها ماضية قدماً في تحقيق خطوات الاستحقاق الديمقراطي لخارطة المستقبل وفي الأطر الزمنية الواردة في المادة 30 من الإعلان الدستوري فيما يخص الانتخابات البرلمانية والرئاسية. كما أكّدت أنها ستدعم الجهود المطلوبة لإتمام “لجنة الخمسين” عملها في إعداد المشروع النهائي للتعديلات الدستورية خلال ستين يوماً من ورود مقترح لجنة الخبراء لها، وكذلك ستدعم كل الجهود الواجبة لإجراء حوار مجتمعي يشمل كل قطاعات المجتمع وتنوّعه السكاني خلال الإطار الزمني المحدد لذلك.
نؤكّد لشعبنا الأبي أننا لن نسمح بأية محاولات لإرباك المشهد المصري أو إرهاب وترويع المصريين أو بأية محاولات من جماعات التطرّف والعنف لتعطيل حركة المصريين نحو مستقبلهم وسنضمن- بإذن الله- أن تبوء كل تلك المحاولات الآثمة بالفشل والخسران. نحن بحول الله وقوته وبنصرته لإرادة هذا الشعب عازمون وماضون إلى تحقيق خطوات مستقبلنا المستحق نحو دولة مدنية ديمقراطية حرة وعادلة لكل المصريين وبكل المصريين.
مستقبل مصر
< كيف ترى مستقبل مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013؟
<< عندما خرج الشعب المصري في 25 يناير 2011 على نظام فاسد وأعلن مطالب واضحة ورفع شعار “عيش حرية عدالة اجتماعية”، وفي الفترة من 2011 حتى 30 يونيو 2013 أنت تعلم ما جرى فيها من خطوات، انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية أتت بجماعة الاخوان المسلمين إلى الحكم. عندما فشل النظام الذي جاء بعد ثورة يناير 2011 خرج الشعب في 30 يونيو ليثور مجدداً على هذا النظام الذي أظهر فشلاً في تحقيق الأهداف التي طالبت بها ثورة 25 يناير. أخطاء هذا النظام تمثلت في أنه حاول الاستئثار بالسلطة لمصلحة فريق معين وجر البلاد إلى طريق لا تحمد عقباه فانتهى عهد هذا النظام بعودة جميع ألوان الطيف المصري لتأخذ بزمام الأمور وتسير على درب تنفيذ خارطة الطريق التي اتفقت عليها كافة القوى السياسية والتي تستهدف إرساء العدالة الاجتماعية والدولة الديمقراطية المدنية.
مصر بعد 30 يونيو وضعت خارطة طريق تم بموجبها تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيساً مؤقتاً للبلاد ثم جاءت وزارة كفاءات لتدير هذه المرحلة، وتولت لجنة العشرة وضع ملاحظاتها على دستور 2012 الذي أوقف العمل به.
ثم جاءت لجنة المائة أو ما تسمى لجنة الخمسين “هي تتكون من 50 عضواً أصلياً و50 احتياطياً” لتنجز عملها بتعديل الدستور، وسوف تنتهي من عملها في غضون 60 يوماً، ليتم تحديد الخطوة التالية بعد ذلك سواء كانت انتخابات رئاسية أو انتخابات برلمانية لم يتم الاستقرار عليها حتى الآن ولكن ستنتهي المرحلة الانتقالية تماماً في صيف 2014 وسيكون لدينا رئيس منتخب وبرلمان منتخب ويستكمل تنفيذ خارطة الطريق.
قبل نهاية العام الجاري سيكون هناك دستور جديد يلبي طموحات ومطالب الشعب المصري. هذه المرحلة التي تمر بها مصر فيها تحديات اقتصادية وأمنية من حملة من الإرهاب تستهدف زعزعة استقرار مصر التي تتطلع إلى دعم كافة الدول الشقيقة والصديقة لكي تتجاوز هذه المرحلة الدقيقة. ما أود التأكيد عليه هو أن مصر تستعيد أمنها وأمانها يوماً بعد يوم، والعديد من الدول قد بادرت بالدعم والمساندة لجهود مصر، ولا زالت مصر تتطلع للمزيد حتى يمكنها طي صفحة الماضي وتحقيق الأهداف والمطالب التي خرج من أجلها أبناء مصر حتى يعود الاستقرار بشكل كامل وتتوحد كافة جهودهم من أجل التنمية. الظرف الاستثنائي الذي تمر به مصر لا يمكن أن يؤثر على اهتمامها وعلى دورها على الصعيد الدولي والقضايا الملحة التي تواجهها أو أن تبعدها عن التشاور والتنسيق المستمر مع الدول الشقيقة والشريكة في مختلف المحافل الدولية.
|