محمد اليافعي - استطاعت ازمة 2011م أن تكشف بصورة مدهشه عن الإنسان اليمني من الإنسان الوافد والمنحرف.. فمن خلال متابعة سلوكيات وممارسات تعامل البعض المتناقضة والمتضاربة مع المحيط الذي يعيشون فيه، فقد اتضح للجميع بجلاء من هم أهل اليمن الذين وصفهم سيد البشرية بالأرق قلوباً والآلين أفئدة وأصحاب الإيمان يمان والحكمة يمانية.. ومنهم الوافدين..
فقد أظهرت الأزمة أن مشعلي الحرائق والمتآمرين وسفاكي الدماء أغلبهم وافدون وليسوا من أصول يمنية.. على عكس الإنسان اليمني حيث نجد وبرغم بشاعة الأزمة ووحشية وهمجية تداعياتها ان من يقف خلفها ومن يسعرون نيرانها هم في الغالب من أصول غير يمنية.. ومن أولئك "الاغا" نصر طه مصطفى الذي يمثل كتلة من الكراهية والحقد وسادية الانتقام من اليمنيين عبر ممارسته أساليب تآمريه مكشوفة..
فحياة الاغا نصر المتقلبة تكشف عن امراض داخلية مدمرة، وهزائم نفسية وعقد نقص لا أول لها ولا آخر يعيشها هذا الشخص والتي تنعكس على حياته المضطربة ونفسيته التآمرية..
لذا فمن الطبيعي أن نجد نصر طه يلعن الإصلاح ويذم الإخوان إلى درجة الابتذال مقابل التصنع والخنوع والتودد والمدح للزعيم صالح وحزب المؤتمر إلى درجة الاسفاف التي كان لا يحبذها الكبار حتى وان كانت من أجل لقمة عيش ومنصب يلهث وراءه.
لكن بالأمس خرج علنيا نصر طه مصطفى بعقلية التركي الفج الذي لا يخجل عندما يدعى الورع والنزاهة والحرص على مصلحة اليمن بعقلية أجداده الذي ارتكبوا ابشع الجرائم ضد شعبنا وبرروا نهبهم لثروات اليمن بالدفاع عن الإسلام فيما هم لا يجيدون قراءة (الفاتحة) بدون لحن.. بيد انهم من أجل تحقيق مصالحهم كانوا يصلون ويتمسحون ليل نهار مثل ما يعمل الاغا نصر اليوم الذي يمكن تشبيهه بالثعلب الواعظ..
بالتأكيد أن الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية يعرف حقيقة نصر طه منذ عقدين.. ويعرف أيضاً أن مستحقات موظفي مكتب رئاسة الجمهورية الذين خرجوا بالأمس في مسيرة احتجاجية مطالبين باستعادة حقوقهم التي نهبها الفاسد نصر طه..
وبالتأكيد لم ينس رئيس الجمهورية القرار الذي أصدره لوكيل جهاز الرقابة وعاد ليلغيه كان سببه الآغا نصر طه.
ويعرف أيضاً ملفات فساده في وكالة سبأ.. ويعرف.. ويعرف.. الكثير من التفاصيل التي يعتقد الاغا نصر ان لا أحد يعرفها سواه..
نعم.. ليست كل مرة تسلم الجرة كما يقال.. فتوقيت المقابلة التي حدد موعدها الاغا نصر بهذه المرحلة غير بريئ واختيار القناة حملت رسائل للرئيس هادي أكثر منها للزعيم صالح.. حتى وأن بالغ في المدح للرئيس هادي فقد سبق له أن مدح سراً وعلنا "صوتاً وكتباً وكتابات" الزعيم صالح وبالأخير مثله مثل بقية الإخوان غدروا بالرئيس السابق وطعنوه في الخاصرة كما فعل تروست بقيصر روما.
أن على الرئيس عبدربه منصور هادي الا يكرر غلطة طيبة الرئيس السابق صالح ويأخذ حذره من هؤلاء المتزلفين والمداحين الذين لاتزال خناجر غدرهم تقطر من دماء سلفه.
لقد إراد الاغا نصر طه التقرب الى الرئيس هادي بطريقة مقززة جداً من خلال العزف على وتر "التمديد" واعادة ما يردده خطباء الإصلاح في الساحات لعل وعسى يواري فضائح فساده ويخفي تآمراته الكثيرة والتي لن يسلم منها الرئيس هادي نفسه وما ذلك القرار الجمهوري الذي حاول نصر تمريره في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الا دليل على سوء النية التي يبيتها نصر طه وجماعة الاخوان تجاه الرئيس هادي.
الجميع يدرك ان حديث الآغا على "المبايعة" او "التمديد" ليس حباً في الرئيس هادي وإنما محاولة لإحراقه خارجياً وداخلياً ومن ثم تمكين جماعة الاخوان من الانقلاب عليه بدعوى اسقاط الدكتاتور.. ولا نشك أن الرئيس هادي لا يدرك مراوغة الثعالب ومكر الطابور الخامس..
إيماءة:
يا راعية
يا بنت يا جُدَادِي
نفس الغنم
يِرْعَيْنْ
وسْط وادي
نفس الجِزَمْ
ونفسها الأيادي
جِزَمْ علي
في خدمةِ ابن هادي
عبدالكريم الرازحي
|