الإثنين, 18-يونيو-2007
الميثاق نت -   عبدالقوي‮ ‬الشميري -
التحولات التي افرزتها المتغيرات الاقليمية والدولية تضعنا أمام استحقاقات كبيرة وملزمة غير قابلة للتنصل كما ان المسئولية الوطنية لا يمكن أن تنحصر على شخص دون آخر أو فئة دون اخرى، وإنما هي مسئولية تكاملية بين مختلف شرائح المجتمع .واذا كانت بلادنا قد قطعت شوطاً كبيراً في اتجاه البناء والديمقراطية بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة السياسية وكل ابناء الوطن الشرفاء والمخلصين فإن طموحاتنا وحاجتنا الى مرحلة جديدة من العمل المثمر والكفيل بالنهوض بمختلف جوانب الحياة تفرضها ضرورة المواكبة للمحيط الاقليمي والدولي، الأمر الذي يجعلنا أمام تحديات أكثر جسامة تتطلب منا جميعاً السمو فوق الصغائر وعدم الانجرار الى المكايدات او الارتهان الى مفاهيم خاطئة تغلب عليها رغبات ونزعات ذاتية لتجعل من وسائل وأساليب الاداء أدوات للصراعات والتنصل من المسئولية والقائها على الغير، فذلك لا يمكن أن يساعد على تحقيق أي تقدم بل على العكس فإن مثل تلك المماحكات التي لا تهتدي الى العقل ولا المنطق هي من تقف حجر عثرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة لإعاقة عملية البناء والتنمية والنهوض بالوطن، ولذا فإن الأمر يستدعي الى وقفة جادة من كل القوى الفاعلة في المجتمع لمراجعة الذات وتقييم أدائها وتوجيهه في الاتجاه الذي يخدم الوطن ويعزز من عملية التكامل والتعاون الهادف الى الدفع بعملية التنمية والبناء باعتبار تلك هي الغاية التي نتطلع اليها جميعاً وهي الوسيلة التي يمكن من خلالها القضاء على اشكاليتنا.
^ ولما كانت بلادنا قد تجاوزت أهم المخاطر والصعوبات التي كانت تحيط بها وتواجهها خلال الفترة الماضية والتي لم يكن من السهل تجاوزها لولا ارادة وتصميم كل ابنائها الشرفاء والمخلصين، فإنه من المهم اليوم أن ندرك بأننا أمام مرحلة جديدة ومسيرة متجددة نحو المزيد من التطور مع الفارق الذي تفرضه الطموحات والمتطلبات والمتغيرات لكل زمان، والذي لا يمكن أن يتلاشى بالتقادم مع مرور الأيام ولكنه حتماً ينمو طالما ظلت العملية التطويرية قائمة كميدان لسباق لا ينتهي، فارسها الانسان وغايته الانسان وأداته الانسان.
غير أن مسيرتنا نحو المستقبل بالتأكيد ستكون أكثر يسراً من الأمس لأن ما وصلت إليه اليمن اليوم من تراكم فكري ومادي قد شكل الأسس اللازمة لخلق وتوفير العوامل التي يتطلب توافرها لإحداث التقدم والبناء والتطوير.. فهي اليوم أكثر حضوراً وأكثر استجابة من ذي قبل لإحداث النهوض المأمول خاصة وأننا نقف أمام برامج وخطط واضحة الرؤية والأهداف ولعل من أهمها البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية باعتباره يمثل انطلاقة نحو التنمية، كذلك توافر الامكانات المادية وإن لم تكن بالقدر المطلوب، ولكن في الحد الأدنى، اضافة الى المقومات الجغرافية والسياسية والاقتصادية والتاريخية سواءً المكتسبة أو التي تم تحقيقها في مختلف الجوانب قد جعلت اليمن يحظى باهتمام كبير على المستوى الاقليمي والدولي وهو ما سيساعد على تعميق شراكات التعاون الاقتصادي في شتى المجالات، ولعل المؤشرات التي بدأت نتائجها تظهر بشكل واضح سواءً من خلال النتائج المثمرة لمؤتمر الدول المانحة، وكذلك مؤتمر فرص الاستثمار أو من خلال توافد العديد من المستثمرين الى بلادنا للاستثمار في عدد من المجالات الحيوية، قد أكدت ذلك، ناهيك عن الجهود الحثيثة والرعاية والاهتمام الذي تبذلها وتوليها القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية لجوانب التنمية وهو ما يشكل دعماً أساسياً للتوجه الجاد للحكومة في هذا الجانب، لتحقيق أعلى قدر من النجاح سواءً من خلال استكمال وتطوير وتوسيع مشاريع البنية التحتية أو من خلال تهيئة المناخات المناسبة وتطوير علاقة الشراكة الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة، الى غير ذلك من الاجراءات التي قامت وتقوم بها والتي من شأنها أن تسهل عملية الاستثمار لكل الراغبين من أبناء اليمن ومن الاشقاء والاصدقاء للاستثمار في اليمن.
غير أن تلك الجهود والتوجهات يكون نجاحها مرهوناً بمدى الاستشعار بأهميتها والعمل على مؤازرتها من قبل كل مواطن يمني أياً كان موقعه وانتماؤه باعتبار ان الغاية التي نسعى إلى تحقيقها لايمكن إطلاقاً ان تكون محل خلاف أو تباين طالما وانها تصب في مصلحة الوطن والمواطن،‮ ‬فتلك‮ ‬ثوابت‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬نعيها‮ ‬ونلتقي‮ ‬جميعاً‮ ‬في‮ ‬مربعاتها‮ ‬لنكمّل‮ ‬بعضنا‮ ‬البعض‮ ‬لا‮ ‬أن‮ ‬نتنافر‮.‬
^ كما علينا أن ندرك- كقوى سياسية في المجتمع- أن عملية البناء أصعب من الهدم، فالبناء تظل معالمه شامخة بينما الهدم تتلاشى معالمه من الذاكرة وتبقى آثار جروحه تكشف عن نفسها يوماً بعد يوم، ليتأكد للناس جميعاً أن من حاول ان يزيف الحقائق ويعيق عملية البناء والتنمية‮ ‬تحت‮ ‬دوافع‮ ‬ونزعات‮ ‬ورغبات‮ ‬شخصية‮ ‬وحزبية‮ ‬لن‮ ‬يكون‮ ‬له‮ ‬مكان‮ ‬لدى‮ ‬الجماهير‮ ‬لأن‮ ‬الحقيقة‮ ‬لاتحمل‮ ‬إلا‮ ‬وجهاً‮ ‬واحداً‮..‬
ترى‮ ‬هل‮ ‬تستوعب‮ ‬ذلك‮ ‬أحزاب‮ ‬المعارضة‮ ‬المتواجدة‮ ‬على‮ ‬الساحة‮.. ‬وهل‮ ‬تستطيع‮ ‬التخلص‮ ‬من‮ ‬نزعاتها‮ ‬والانتقال‮ ‬من‮ ‬مشاريعها‮ ‬الشخصية‮ ‬إلى‮ ‬مشروع‮ ‬الوطن‮ ‬الكبير‮..‬؟
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3511.htm