الإثنين, 18-يونيو-2007
الميثاق نت -  حسن‮ ‬عبدالوارث -
مازلتُ‮ ‬أذكر‮ ‬ذلك‮ ‬اليوم‮ ‬الذي‮ ‬أستدعاني‮ ‬فيه‮ ‬رئىس‮ ‬التحرير‮- ‬خلال‮ ‬السنين‮- ‬الأولى‮ ‬لإشتغالي‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المهنة‮ ‬المهانة‮- ‬ليبلغني‮ ‬إنه‮ ‬قرَّر‮ ‬مكافأتي‮ ‬على‮ ‬جهدي‮ ‬المهني‮ ‬المتميز،‮ ‬بترقيتي‮ ‬إلى‮ ‬موقع‮ »‬رئىس‮ ‬قسم‮«..‬
وحينها‮ ‬لم‮ ‬أذق‮ ‬طعم‮ ‬النوم‮ ‬لثلاث‮ ‬ليالٍ‮ ‬متواصلة،‮ ‬إثر‮ ‬أن‮ ‬اعتراني‮ ‬شعور‮ ‬جارف‮ ‬هو‮ ‬مزيج‮ ‬من‮ ‬الفرح‮ ‬الشديد‮ ‬والخوف‮ ‬الرهيب‮!‬
فرحتُ لأنني حظيت بتقدير قيادتي المهنية على تعبي وجهدي الذي كان متميزاً بين أقراني حينها.. وخفتُ لأن الترقية إلى ذلك الموقع- على صغره- كانت تعني المسؤولية والالتزام والاجتهاد بصورة أكبر وأكثر وأوسع من ذي قبل..
وقد‮ ‬كان‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬عوني‮ ‬على‮ ‬الدوام،‮ ‬فلم‮ ‬أكن‮ ‬في‮ ‬موقع‮- ‬منذ‮ ‬ذلك‮ ‬الوقت‮- ‬حتى‮ ‬كنتُ‮ ‬أفيه‮ ‬حقه،‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يفيني‮ ‬حقي،‮ ‬بالوفاء‮ ‬والتمام‮.‬
تداعت هذه الذكريات إلى رأسي، وظلت تتداعى، إثر أن أجد صحافياً حديث العهد بالمهنة وقد صوَّر له خياله المريض أن خمس- أو حتى عشر- سنوات منذ تخرجه كفيلة بمنحه حق الحصول على موقع رئىس التحرير، على سبيل المثال.. أما صاحب خبرة الثلاث سنوات فيكاد يقنع بكرسي مدير التحرير‮!!‬
ولم أجد هذه الحالة شاذة على الاطلاق، في ظل استشراء ظاهرة خطيرة في الساحة الصحافية اليمنية.. إذ تجد عديداً من تُوضع اسماؤهم تحت صفة رئىس التحرير- لاسيما في الصحف الحزبية والخصوصية، ولا أستثني الرسمية- يثيرون جدلاً عنيفاً حول أحقيتهم بهذه المواقع، خصوصاً إذا‮ ‬عرفنا‮ ‬أن‮ ‬بعضهم‮ ‬لايجيد‮ ‬الكتابة،‮ ‬فيما‮ ‬البعض‮ ‬الآخر‮ ‬لايجيد‮ ‬القراءة،‮ ‬وثالثة‮ ‬الأثافي‮ ‬ذلك‮ ‬الذي‮ ‬لايجيد‮ ‬الاثنتين‮ ‬معاً‮!!‬
وأتحدى وزارة الإعلام- التي تمنح التراخيص لهؤلاء- أن تعقد لهم امتحاناً في اللغة العربية والثقافة العامة وأصول المهنة وعلومها وفنونها وآدابها.. ولو نجح منهم نصفهم فقط، فليعقدوا لي مشنقة في باب اليمن!!

wareth26‭.‬hotmail‭.‬com
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3512.htm