الإثنين, 18-يونيو-2007
الميثاق نت -
اليمن أحد البلدان الودودة والمضيافة في الشرق الأوسط حيث يلقى عمال المساعدات الأمريكيون ومشاريعهم الكثير من الترحاب. وبالرغم من هذه العلاقات الودودة، يُنظر إلى اليمن بأنها مكان مهم لعمليات القاعدة مثل الهجوم على المدمرة الأمريكية »يو إس إس« كول في أكتوبر 2000‮. ‬
من سوق صنعاء القديمة المزدحمة.. إلى جبال وصحارى المناطق القبلية، كلمات الترحيب الودودة يرددها الأطفال والكبار لأي زائر أمريكي، وحتى الشباب الذين يحملون الخناجر التقليدية أو الكلاشنكوف-خارج المدن- يحيون الأمريكيين بلطف.
الشعب اليمني البالغ تعداده حوالي 20 مليون نسمة هم مسلمون محافظون وداعمون بقوة للقضايا العربية مثل استقلال فلسطين. ومع ذلك فإن ثقافتهم التقليدية تطلب منهم أن يعاملوا الزوار من كل البلدان كضيوف محترمين.
شيء‮ ‬آخر‮ ‬عن‮ ‬قوة‮ ‬المجتمع‮ ‬التقليدي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬يمكن‮ ‬ملاحظته‮ ‬في‮ ‬السوق‮ ‬المزدحمة‮ ‬لصنعاء‮ ‬القديمة،‮ ‬حيث‮ ‬أبواب‮ ‬المحلات‮ ‬مكونة‮ ‬من‮ ‬فتحتين‮ ‬ولكن‮ ‬لا‮ ‬يستوجب‮ ‬ذلك‮ ‬وجود‮ ‬شرطة‮ ‬أو‮ ‬حراسة‮ ‬للمحلات‮ ‬لمنع‮ ‬سرقتها‮. ‬
عودة‮ ‬المساعدات
بعد انقطاعها لسبع سنوات، عاودت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية برنامج مساعداتها في اليمن عام 2003، مستهدفة خمس محافظات في شمال شرق البلاد (صعدة، الجوف، عمران، مأرب وشبوة). هذه المناطق النائية تفتقد إلى خدمات تعليمية وصحية كافية ويُنظر إليها بأنها تميل إلى تجنيد الإرهابيين.. كان تركيز برنامج المساعدات على صحة الأم والطفل والتعليم الأساسي والأمن الغذائي والديمقراطية. في عام 2005، تم رصد 14.7 مليون دولار كمساعدة لليمن وفي عام 2006، خصصت الوكالة الأمريكية تسعة ملايين دولار بعد أن خسرت اليمن موقعها في برنامج تحدي‮ ‬الألفية‮. ‬ولكنها‮ ‬عادت‮ ‬إلى‮ ‬برنامج‮ ‬تحدي‮ ‬الألفية‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬2007‮ ‬وبذلك‮ ‬ستستعيد‮ ‬اليمن‮ ‬مساعدات‮ ‬مالية‮ ‬من‮ ‬البرنامج‮ ‬بالإضافة‮ ‬إلى‮ ‬مساعدات‮ ‬البنك‮ ‬الدولي‮.‬
بينما اليمن تعتبر مكانا جميلا للزيارة، بمدنها وقراها القديمة والأسواق الآمنة التي ربما تماثل تلك التي كانت في زمن حضارة بابل، فمازال الكثير في هذا البلد تحت سيطرة ونفوذ زعماء القبائل الذين يجدون أحيانا صعوبة في العمل مع القبائل أو الجماعات الأخرى كفريق وطني‮ ‬واحد‮. ‬
يستحق‮ ‬المكافأة
وفي الأعوام الماضية، تعرض دبلوماسيون وسياح أجانب للاختطاف في مناطق قبلية للضغط على الحكومة من أجل جني فوائد منها أو لإطلاق سراح مساجين من قبائلهم. تم تحرير كل الأجانب بعد ساعات أو أيام قليلة لكن تلك الحوادث أثرت كثيرا على حركة السياح والمستثمرين والعملية التنموية‮ ‬في‮ ‬البلاد‮. ‬
العمل في هذا البلد شيء رائع ويواجه مصاعب ويستحق المكافأة ليس للأمريكيين فقط بل لليمنيين أيضا. فتدريب القابلات الصحيات على التوليد وتلقيح الأطفال وإرشاد المزارعين على وسائل الحفاظ على الجمال والأغنام بعيدة عن الأمراض ومساعدة المجالس المحلية في كيفية إنفاق ميزانيتها‮ ‬وتحسين‮ ‬المدارس،‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬أحدث‮ ‬تغيرا‮ ‬في‮ ‬حياة‮ ‬الناس‮ ‬في‮ ‬اليمن‮. ‬
برنامج أمريكي قيمته عشرة ملايين دولار ومدته ثلاث سنوات مخصص لإصلاح وإعادة بناء 77 مدرسة يمكنها استيعاب قرابة 17 ألف طالب. ولتأهيل المدرسين في تلك المدارس، تم تدريب حوالي 1500 مدرس وإداري بمناهج تعليمية وإدارية حديثة.
كان هناك الكثير من الشباب في منطقة مأرب الذين لم يحصلوا على فرصة لتعلم القراءة والكتابة، فتم إعداد برامج تعليمية لهم وتنفيذها في الكثير من مناطق مأرب. وفي بعض العائلات، كان الأطفال والآباء يتعلمون القراءة والكتابة معا.
حاجة‮ ‬متزايدة
ومثل الكثير من برامج المساعدات الأمريكية في اليمن، فإن برنامج التعليم يركز على المحافظات الشمالية الغربية من البلاد التي مازالت بحاجة كبيرة لتلك المساعدات كون ابناء هذه المناطق النائية يعانون من التخلف.
صعوبة تقديم هذه المساعدات إلى اليمن- حيث ربما يكون الحكم القبلي في تلك المناطق أقوى من سلطة الحكومة المركزية- تعود إلى أن الصراع القبلي والمشاحنات بين القبائل تصطدم مع أهداف تلك المساعدات. فهناك 4000 مدرسة في الخمس المحافظات المستهدفة، 77 مدرسة منها فقط حصلت‮ ‬على‮ ‬إصلاحات،‮ ‬لكن‮ ‬البقية‮ ‬مازالت‮ ‬بحاجة‮ ‬إلى‮ ‬مثل‮ ‬تلك‮ ‬الإصلاحات‮ ‬الضرورية‮. ‬
والقطاع التعليمي في اليمن لا يتلقى دعما من الوكالة الأمريكية فقط بل هناك داعمون آخرون مثل اليابان والبنك الدولي الذين يسهمون في تحسين أوضاعه. وفي مجال الأمهات، فإن الدعم الأمريكي لمجالس الأمهات قد ساعد في تأسيس دعم محلي لتحسين المدارس وحصول الأسرة بكل أفرادها‮ ‬على‮ ‬التعليم‮. ‬
‮ ‬الدين‮ ‬والمرأة
رجال الدين ساعدوا برامج المساعدات الأمريكية في اليمن، حيث كان العلماء يلقون خطبا دينية لسكان تلك المناطق يقولون فيها أن المرأة هي شقيقة الرجل وأن لها الحق في الحصول على التعليم. ويقومون بتشجيع الآباء على مقابلة ناشطين اجتماعيين ليشكلوا مجالس الأمهات.
ويتم تكوين مجموعة من سبع إلى عشر أمهات يلتقين في منزل إحداهن، حيث يقوم ناشطون اجتماعيون بإدارة نقاشات بشأن إصلاح المدارس واختلاط الأولاد والبنات في المدارس والحاجة إلى مدرسات وفوائد التعليم على الأسرة والمجتمع.
الكثير من اليمنيين كانوا ممتنين كثيرا لمساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مما جعلهم يطلبون الكثير من المدرسين من وزارة التعليم اليمنية. ومجالس الأمهات قدمت مساعدات مالية للطلاب الفقراء وأيضا نفذوا مشاريع إنتاجية صغيرة مثل الخياطة والحياكة.
‮❊ ‬واشنطن‮- ‬الوكالة‮ ‬الأمريكية‮ ‬للتنمية‮ ‬الدولية
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 12:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3513.htm