الإثنين, 18-يونيو-2007
الميثاق نت -
من جديد عادت العاصمة صنعاء لتمثل منارة إشعاع ديمقراطي على مستوى محيطها العربي مقدمةً لأشقائها عصارة ما أفرزته تجربتها الديمقراطية الناشئة، وذلك من خلال احتضانها -الأسبوع الماضي- نخبة من المفكرين والمثقفين العرب من أربع عشرة دولة عربية اجتمعوا لبلورة آلية عربية‮ ‬مجتمعية‮ ‬غير‮ ‬حكومية‮ ‬تسعى‮ ‬لتطوير‮ ‬وتعزيز‮ ‬التجارب‮ ‬الديمقراطية‮ ‬في‮ ‬الوطن‮ ‬العربي‮ ‬حيث‮ ‬خلصوا‮ ‬الى‮ ‬تأسيس‮ ‬الرابطة‮ ‬العربية‮ ‬للديمقراطية‮ ‬يرادفها‮ ‬ميثاق‮ ‬أو‮ ‬عهد‮ ‬يحدد‮ ‬الهدف‮ ‬والوسائل‮ ‬اللازمة‮ ‬لتحقيقه‮.‬
وغني عن القول إن الوطن العربي يجتاحه تيار الديمقراطية حالياً مواكبة للمفاهيم الراقية ومتطلبات العصر، وكل دولة منه تحمل تجربة ذات خصوصية تناسبها وتناسب ظروفها وأوضاعها، ولكن يبقى اللافت أن المشروع الوليد لهذه الرابطة يحمل فكراً جديداً يتمثل في أن منظمات المجتمع المدني والأهلي في كل دولة وعلى مستوى العالم العربي عامة تشكل أحد أهم الوسائل والآليات في دفع التوجه والتجارب الديمقراطية الى الأمام، وذلك بعيداً عن وصاية الحكومات التي لا يستقيم عقل أن تكون أباً روحياً للأحزاب وحارساً شرعياً للتجارب الديمقراطية.
ذلك ما أكده »إعلان صنعاء« وميثاق الرابطة العربية بأنها هيئة حقوقية وفكرية وثقافية وجزء من المجتمع المدني العربي بكل مكوناته أي أنها لا ترتبط بجهة حكومية أو خارجية أو جماعة دينية أو عرقية.. بمعنى أوضح فهي رابطة تجمع المنظمات والمؤسسات الأهلية العربية المعنية‮ ‬بهذا‮ ‬الشأن‮ ‬والراغبة‮ ‬في‮ ‬الانضمام‮ ‬والعمل‮ ‬في‮ ‬اطارها‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬العربي‮ ‬عامة‮ ‬أو‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬موطنها‮ ‬على‮ ‬وجه‮ ‬الخصوص،‮ ‬في‮ ‬مجالات‮ ‬تطوير‮ ‬وتعزيز‮ ‬العمل‮ ‬الديمقراطي‮ ‬وترسيخ‮ ‬مبدأ‮ ‬الرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر‮.‬
واللافت هنا أن المنظمات العربية داخل هذه الرابطة ليس مطلوباً منها أن تقوم بدور اللاعب الأساسي في العملية السياسية الديمقراطية المباشرة.. أي أن تكون مثلاً حزباً أو تنظيماً سياسياً أو تسعى الى عضوية المجالس البرلمانية.. ولكن لديها وأمامها أدواراً أكبر من ذلك وأكثر أهمية وايجابية اذا ما نظرنا الى خصوصية مجتمعاتنا العربية وتجاربها الناشئة فهي تستطيع أن تدفع باتجاه تعزيز التجارب الديمقراطية في أكثر من ميدان مجتمعي نحتاجه حالياً مثل التوعية بالحقوق الديمقراطية والقانونية والتشريعية اضافة الى مجالات حقوق الانسان وتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها سياسياً والقيام بأدوار الرقابة على أنشطة الأحزاب والحكومات وتقييم ادائها بالكامل.. وهذه المجالات وغيرها تمثل مربط الفرس لأي نشاط ديمقراطي خاصة في تجارب ناشئة وهي أدوار لا يمكن القيام بها أو أداؤها إلاّ عبر المنظمات الأهلية غير الحكومية، وهذا ما خرج به »إعلان صنعاء« أو على الأقل يسعى الى تحقيقه وهي خطوة مهمة يمكن لها أن تساهم في تعزيز الديمقراطية في وطننا العربي خاصة اذا ما وجدت القبول من المنظمات المجتمعية ووجدت معها الأدوات اللازمة لعملها وتحقيق أهدافها.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:38 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3525.htm