الإثنين, 04-نوفمبر-2013
الميثاق نت -    حوار/توفيق عثمان الشرعبي -
♢ تقييمك لما مرّ من عمر الحوار الوطني؟
- جئنا الى مؤتمر الحوار الوطني من أجل التصالح والتسامح لإخراج الشعب المطحون من الأزمات التي مرت عليه.. وأزمة 2011م كانت عاصفة على الشعب، ولكن الحمد لله أن تدخل الدول الشقيقة والصديقة هدّأ من حدة الأزمة الطاحنة، رغم أن الأزمة لاتزال في نفوس البشر.. نحن جئنا الى مؤتمر الحوار من أجل أن ينبذ كل واحد ما عاناه ولتصفية الملصقات السوداء العالقة في القلوب.. وليس تصفية الحسابات.. ولكننا لاحظنا منذ البداية أن هناك أجندات من بعض الأحزاب توكل الى اعضائهم واكتشفنا أن من يقال عنهم شباب مستقلون هم شباب أحزاب، وكل من قدم الى الحوار من الساحات هو منتمي للأحزاب.
وما أساءني شخصياً في هذا المؤتمر هو الاساءات والبذاءات القبيحة جداً، والتي ليست من أخلاقنا كيمنيين والتي يتطاول بها البعض على الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح.. هذا الرجل الذي عمل للوطن وقدم كل عمره في سبيل خدمة الوطن والشعب، ولا يستطيع أحد إنكار ما قدمه الرئيس السابق من خدمات وإنجازات ومشاريع تتحدث عن نفسها في كل مناطق الوطن.
هناك من حاول من خلال مؤتمر الحوار الوطني لمحو ذاكرة اليمنيين من كل انجازات الزعيم علي عبدالله صالح، ولما فشلوا في ذلك تحولوا لكيل الشتائم.
♢ ما نلاحظه في المؤتمر من خلال المناقشات أن عاد المراحل طوال.. رغم أن رئيس الجمهورية أكد في خطاب له أن 90% من مخرجات الحوار قد أنجزت؟ ما تعليقك؟
- كنا لا نحب أن نسمع من رئيس الجمهورية أن 90% من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني قد تم الانتهاء منها.. ولا ندري هل هذا الحديث هو مغالطة الشعب واذا كان كذلك فالشارع اليمني يدرك كل كبيرة وصغيرة تجري في مؤتمر الحوار.. نحن أردنا من مؤتمر الحوار اخراج الشعب من محنته وإعادة أمنه واستقراره، والحفاظ على وحدته ولكننا نشهد على الواقع تفاقم الأزمة وغياب الخدمات وممارسة عقاب جماعي لهذا الشعب في المقومات الأساسية للحياة.. فالكهرباء تخرب وانابيب النفط تفجر، والمؤسسة العسكرية والأمنية تتساقط يوماً بعد يوم.. فعن أي مخرجات توافقنا عليها حسب ما قاله رئيس الجمهورية.
♢ أنتم في فريق العدالة الانتقالية ما الذي حققتموه حتى الآن؟
- الى هذه اللحظة ونحن في فريق العدالة الانتقالية لم نستكمل التقرير النهائي.
♢ كيف تقرأين الأحداث التي يتعرض لها بعض أعضاء مؤتمر الحوار كالاختطاف.. أو الضرب.. أو التهديد.. الخ؟
- كثير من هذه الأحداث زوبعات لمجرد الظهور والحضور الزائف.
♢ ماذا عن مشروع العزل السياسي الذي ناقشه فريق الحكم الرشيد وهو موضوع اذا كان لابد أن يُطرح كان فريقكم هو المعني بذلك؟
- عندما يكون الموضوع من أساسه مجرد «خبالة» فتوقع أن يقوم بذلك كل من يحمل نفساً مريضة أو يعيش حالة نفسية.. وهذا المشروع برز مؤخراً لإشغال مؤتمر الحوار وإلهاء المتحاورين عن القضايا ذات الأهمية.
♢ لماذا يريدون إشغال مؤتمر الحوار؟
- من أجل تمرير أجندات خاصة تتعلق ببناء الدولة وكذلك القضية الجنوبية، هم يريدون تمرير مفاهيم دعاة الانفصال وكذلك جمال بن عمر التمزيقية.
♢ أشرت الى أن هناك مفاهيم تمزيقية يسعى البعض لفرضها.. ماذا عن دوركم في موتمر الحوار؟
- هناك مساعٍ لا تخدم الحوار ولا تخدم الوحدة ولا تخدم اليمن وما لا يدركه أصحاب هذه المساعي أن اليمن ستظل موحدة بإرادة الشعب الواحد.. ستظل اليمن قوية بإخلاص الوطنيين والشرفاء من أبنائها.
♢ برأيك.. هل الاتحادية بأقاليم متعددة هي الحل الأقوى من بين الحلول المطروحة.. وما الشكل الذي ترينه أنت مناسباً لليمن؟
- مثلما قلت لك إن هناك أجندات يسعى البعض لفرضها وهناك رؤى مختلفة تقدمت بها المكونات بهذا الخصوص وما أراه مناسباً لليمن.. هو مزيد من الصلاحيات للمحليات، وتبقى المحافظات.. وأؤكد أن ما يريده بعض أعضاء الحراك أو بن عمر أو بعض الدول أو ما تريده جماعة «الاخوان» لا يمكن له أن يتحقق، ولا يمكن أن يصلوا الى مبتغاهم وكأنهم لا يستوعبون أن الوحدة اليمنية ضحى الشعب بخيرة رجاله من أجلها وضحى بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ عليها، ولا يمكن لأحد أن يجعل كل هذه التضحيات تذهب هدراً.
♢ هناك أطراف تطرح موضوع الحصانة، وتتحدث عن محاكمات وتهدد بالقضاء بهذا الخصوص.. هل فعلاً سيُقدم مؤتمر الحوار الوطني على مناقشة مثل هذه المواضيع؟
- الرد في هذا المجال إهدار للوقت.. لأن الحصانة قانون سيادي لا يختلف عن النصوص الدستورية، ومن يتحدث عن هذه الحصانة يعرض جهله وغباءه وسذاجته.. فالحوار الوطني هو أحد مخرجات هذه الحصانة التي تعد أهم بنود ومبادئ المبادرة الخليجية.. وعندما أسمع مثل هذا الطرح أو أقرأ البيانات بهذا الخصوص أشفق على الحالة التي وصل اليها هؤلاء المتخبطون الذين لم يعودوا مستوعبين لما يجب أن يقوموا به.. وما هو دور مؤتمر الحوار الوطني..
♢ هل تعتقدين أنه سيتم تمرير أجندات من خلف مؤتمر الحوار؟
- مستحيل أن يتم ذلك.
♢ لماذا؟
- لأن الملفات جاهزة.. وارادة الشعب واضحة.
♢ برأيك لماذا نجد المؤتمر الشعبي العام أكثر الأطراف تمسكاً بالوحدة ودفاعاً عنها باستماتة؟
- لأنه يدرك تماماً أن إرادة الشعب هذا هو توجهها، ولأن الوحدة أحد أهم منجزات المؤتمر الشعبي العام.. اضافة الى أن المؤتمر ليس لديه مشاريع وأجندات ومصالح حزبية تدفع به الى التغاضي عن المشاريع التمزيقية كما هو حال «الاخوان المسلمين».
♢ لماذا تصطدمين دائماً مع رئاسة مؤتمر الحوار؟
- لأن هيئة رئاسة مؤتمر الحوار تنزعج من كلمة الحق.. ولأن البعض من أعضائها يحلّو لهم سماع الاساءة الى قامة وطنية كبيرة بحجم الزعيم علي عبدالله صالح.
♢ لماذا تبادرين بالدفاع عن الزعيم علي عبدالله صالح في أكثر من محطة وجلسة من جلسات مؤتمر الحوار الوطني؟
- لأنني لا اسطتيع تحمل الباطل ولأنني أؤمن أن هذا النوع من المسيئين إن سكتنا لهم، تمادوا في غيهم وتطاولوا يوماً بعد يوم.. وأقول لهم ليس لدينا استعداد أن نتحمل أية اساءة لزعيم وقائد نحسب انفسنا كلنا هو.. ولن نسمح لأي سفيه أن يتهجم عليه أو يسيئ له.. رغم أنه أهمل الوطنيين في السابق وأشبع الخنازير..
♢ هل يعني هذا أن هناك اعضاءً في الحوار لايزالون يتصرفون من منطلق الانتقام وتصفية الحسابات؟
- نعم.. وخصوصاً الناصريون، هؤلاء لا يطيقون أي شيء يتعلق بالمؤتمريين.
♢ ما التصرف الذي تندمين على قيامك به؟
- أنني شاركت في مؤتمر الحوار الوطني، ولو كنت أعرف أنني سأسمع كل هذه المغالطات والمكايدات والاساءات لما شاركت ولا يشرفني أن أشارك في هذه المهزلة التي ستحسب علينا.. خصوصاً وأنني استاذة جامعية وتاريخي نظيف.
♢ ما الدور الذي تتشرفين بالقيام به؟
- تكليفي من قبل الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن السابق بإلقاء محاضرات على منتسبي الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي، وقد تنقلت في أكثر من 14 محافظة وألقيت أكثر من مائتين محاضرة.. كمهمة وطنية على حسابي الخاص رغم أنه عُرض عليَّ مبالغ مالية كبيرة مقابل ذلك لكنني اتحدى أي أحد يقول إنني أخذت فلساً واحداً.
♢ ما الذي حصلت عليه من المؤتمر الشعبي العام إزاء مواقفك الوطنية؟
- لم أحصل حتى على كلمة شكر.. لكن يكفيني فضل علي عبدالله صالح أنني نلت شهاداتي العليا في عهده، وبموافقته على منحتي الدراسية.. ولا استطيع أن أجازيه على هذا الفضل ولا حتى أولادي من بعدي.
♢ هل حصلت المرأة على حقوقها في مؤتمر الحوار الوطني؟
- هناك حقوق حصلت عليها المرأة بجهدها وبشق الأنفس وفي مقدمة ذلك نظام الكوتا.. والتي نتمنى أن يبادر المؤتمر الشعبي العام بتطبيق ذلك في أطره القيادية وعلى مستوى بقية مكوناته الأخرى.
♢ برأيك لماذا تتزايد عمليات الاغتيالات للقيادات العسكرية والعمليات الارهابية على نقاط ومعسكرات الجيش والأمن؟
- شيء طبيعي.. خصوصاً اذا عرفت من هم الذين يتم اغتيالهم فهم يدفعون ثمن مواقفهم الوطنية الى جانب الشرعية الدستورية في عام 2011م، وهذا طبعاً كان مخططاً له منذ 2003م أي بعد عودة علي محسن من ألمانيا.. فقد سعى للتخلص من قيادات الحرس الجمهوري التي كان يشعر أنها تهدد حضوره وزخمه العسكري.
♢ باعتبارك أكاديمية واستاذة جامعية لها حضورها في هذا المجال كيف تقيمين الوضع التعليمي خصوصاً بعد أزمة 2011م؟
- الوضع التعليمي منهار بامتياز خصوصاً التعليم الجامعي الذي كان يحتذى به.. أصبح التعليم ينجر وراء المناكفات الحزبية.. التعليم تم اختراقه حزبياً من قبل «الاصلاح» ولا يمكن أن يعود الى ما كان عليه سابقاً.. التعليم يعيش أزمة أخلاق.. انتهكت حرمته وأصبح المعلم أو الدكتورمعرضاً لأي اعتداء أو إهانة.. وبإمكان أي طالب أن يتهجم على عميد كلية بكل بساطة.. التعليم بحاجة الى غسيل لتصفيته من شوائب الحزبية.. واعتقد أن الغمة ستنقشع عن هذا المجال المهم مادام وهناك شباب يمني طيب ومُتزن..
♢ هل مازال هناك أمل في مؤتمر الحوار؟
- إن شاء الله تسير الأمور نحو الأفضل..
♢ السؤال الذي برز مؤخراً لدى بعض الأطراف هو.. ماذا بعد الحوار في ظل مقترحات بمرحلة تأسيسية؟
- هذا من ضمن تخبطات تلك الأطراف التي لا تدري من أين وكيف تسيطر.. والغريب أن هناك في مؤتمر الحوار من لا تتجاوز أعمارهم أو أعمارهن الـ18 عاماً ويريدون أن يكونوا بديلاً لمجلس النواب المنتخب.. كيف يفكر هؤلاء.. وما مؤهلاتهم.. ما هي خبراتهم.. ما هو تاريخهم.. اللهم بعض «الهرجلة» التي تعلموها في مؤتمر الحوار أو في أحزابهم وشعبوا أن يكونوا بديلاً ويحلوا محل مجلسي النواب والشورى هذه هي المهزلة وعدم النظر للأمور بعين المسئولية!!
♢ هل تتوقعين أن تجرى انتخابات نيابية وفقاً لما هو محدد؟
- اذا لم تجر الانتخابات فمعنى ذلك أن المبادرة الخليجية والتسوية السياسية نُـسفت بكاملها.. وما قيمة المبادرة والحوار وكل هذا العجين اذا لم نكن نسعى لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في وقتها المحدد 2014م؟!
♢ كلمة أخيرة؟
- أتمنى على الأحزاب أن تلتفت الى الوطن وتعي جيداً أن الوطن باقٍ والكل زائل!
.. هذا ما قلته لرئيس الجمهورية
♢ هل قابلت فخامة الأخ عبدربه منصور هادي منذ توليه زمام الحكم؟
- نعم.. قبل أربعة أشهر في مؤتمر الحوار الوطني وقلت له: لقد غلطت يا فخامة الرئيس في هيكلة الجيش.. وطبعاً هذا كان أمام عدد من أعضاء مؤتمر الحوار.. فقال: لي كيف، فقلت له: أولاً هذه طبخة «اصلاحية» وليست رؤى أو مقترحات من الدول الراعية للمبادرة الخليجية.. ثانياً: انك قربت علي محسن عندك، وأزحت قائداً عسكرياً محترفاً انفقت اليمن على تدريسه من دم قلبها.. وكان عند مستوى المهمة واستطاع خلال فترة وجيزة أن يوجد جيشاً وحرساً خاصاً على أعلى المستويات المهنية والوطنية والكفاءة القتالية..
فقال الرئيس بالنسبة لعي محسن هو مستشار!!
فقلت له يا سيادة الرئيس أنت ستكون المستشار له وهو رئيس الدولة والأيام بيننا..
فقال لي: طيب أيش باقي عندك!!
فقلت له: أنت أيضاً عملت عملية انفصال..
فقطب حاجبيه وقال: كيف؟!
فقلت له: لما تأخذ 30 صاروخاً حرارياً الى أبين، وعملت أربع مناطق عسكرية من الجنوب وأعطيت الشمال منطقة هذا ما معناه؟
فقال: بالنسبة للصواريخ فعندنا «تنظيم القاعدة» منثر في أبين.
فقلت له: عناصر القاعدة تحتاج الى مسدس كاتم الصوت وتجري بعدهم من شارع الى شارع ولا تحتاج الى صواريخ حرارية هذا استنزاف للأسلحة من داخل صنعاء.. وهذا غير منطقي!!
فقال: عاد عندك شيء تشتي تقولينه؟
فقلت له: باقي فكرة أن يكون مقر الفرقة حديقة عامة.. لماذا لا تجعل هذه المساحة مدينة سكنية لأبناء الشهداء عسكريين أو مدنيين.. خليها مدينة طبية!!
فقال لي يا دكتورة عادوه مارضاش يسلمها.. عادوه يشتي مننا مائة مليون دولار.. هيّا خلصتي!!
فقلت باقي لي واحدة يا فندم..
فقال: أيش؟
فقلت له: اعرف أن علي عبدالله صالح سلم لك السلطة سلمياً ومثل ما أعطاك فلا تبخل عليه في خدمة الوطن وكن رئيساً لكل اليمنيين ولا تكن رئيساً لفئة؟
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-35335.htm