الثلاثاء, 12-نوفمبر-2013
الميثاق نت -   مطهر الاشموري -
لا أحد منا هو من يختار أباه أو أمّة ولا قريته أو منطقته ولا نسبه أو انتسابه، ومع ذلك فقد يصبح للأنساب والانتساب السلالي أو المناطقي أو القبلي أهمية في الحياة أو الأحياء حسب مكونهم الثقافي والمعرفي.. الخ..
اذا وعيي تفتح أو فهمي بدأ يعي الفرز أو الاصطفاف لصراع في ذروة صراع الجمهوريين والملكيين بعد سنوات من ثورة سبتمبر 1962م فإنه يفترض أن يفضي كل ذلك الى متراكم معرفة وإدراك وثقافة لا تبلور فقط للفرد مواقف من محطات وتطورات كأحداث وصراعات سياسية بل توصله الى مستوى من الفلسفة تجاه الحياة ومتغيراتها حتى وان لم يدرك ذلك بالضرورة كفلسفة ربطاً بالمؤثرات والتأثير المهم في الواقع كالدين والدولة أو الحكم والمعارضة أو غير ذلك ولكل فرد ما قد تكون أجندة وأولويات لحياته الخاصة أو فلسفة للتعامل معها.
منذ نزول منهج «الزنداني» المدرس في التربية الدينية بعد حروب المناطق الوسطى كإنما ظللت أنشغل لذاتي ومع ذلك بعناوين راجت وروجت مقل «الاسلام هو الحل» أو «العلمانية هي الكفر» أو الاسلام دين ودولة.
الثورة الايرانية تجسد من منظورها أن الاسلام دين ودولة وديمقراطية فيما حروب الجهاد في افغانستان تقدم اسلاماً آخر أولويته محاربة الإلحاد كجهاد.
فإذا نحن نريد ديمقراطية لمرجعية دولة دينية فالأنموذج إيران أما اذا كنا نريد ديمقراطية تكون هي المرجعية أو الشعب هو المرجعية فهل تلك هي العلمانية وهي الكفر بالضرورة أو هي فصل الدين عن الدولة؟
عندما نقر دستوراً ينص على أن الاسلام هو المصدر الرئيس للتشريع وعندما يتم تفعيل القضاء لتكون أحكامه على أساس الشريعة أو هذا التشريع في الدستور فذلك يوكد أن الدين لم يفصل عن الدولة وبالتالي فذلك يغني عن اقحام الدين في الصراع على الحكم بالاشكال القديمة التي بدأت منذ الخلفاء الراشدين ثم الخلافات الأموية والعباسية أو ما تكرس وأُسس بعد الحرب العالمية الثانية حتى أنموذج الثورة الايرانية.
مثلي لا يستطيع غير التعايش مع الواقع والتسليم بالأمر الواقع حتى قومية أو أسلمة أو ماركسية أو علمانية نظام أو حكم لكنه إن كان لي أن أبوح برأيي فلست مع تطرف أيديولوجيا وأدلجة إن ربطت بالدين أو من تفكير ونظيرات وضعية.
ولهذا وبعد حرب 1974م سألت الشيخ الزنداني وهو عضو مجلس رئاسة وبجواره الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقول: تتحدثون الآن على القضاء على التطرف اليساري فما الضامن للشعب اليمني ألا يكون الصراع القادم مع ما يعرف بالتطرف الأصولي؟ الزنداني رد والمؤتمر الصحفي «متلفز» إنه لا يفهم غير أطراف ووسط العصا التي يمسك بها وبها لوح على أساس أن العبيد لا تساق إلاّ بالعصا.
رؤيتي منذ ذلك الوقت بأن المشكلة في المنطقة تاريخياً هي في استعمال الدين في الصراع على الحكم، ولذلك فلست مع عودة إمامة أو «عمامة» كما لست مع الدقنة «الموضة» لتحكم.
لا نحتاج خلاف اجتهاد في الدين ونريد أحزاباً سياسية تثري الحياة وتطورها في خلاف اجتهادات بناء وإعمار وتنمية الحياة وتطورها.
ولهذا فموقفي لم يتغير حين حروب صعدة ولا حين تطورات ما بعد تفعيل محطة 2011م، ولا يعنيني تغيير ومتغير الآخر أو ما يمارسه من فلسفة صراعية أو للصراعات حين كنت أقول خلال حروب صعدة بأنني لست مع الحوثية ولست مع الصراع بالدين أو من أرضية الدين ربطاً بالحكم أو بتفعيل متغيرات ومحطات في المنطقة فالبعض حتى وهو يعرف يقيني أنني صادق يتظاهر بعد التصديق ليفصّلني في موقف أو يفصل لي موقفاً.
حتى وهو بذلك يوصمني أو ينصص عليَّ ما يريد فذلك لا يعنيني ولا أهتم به أو أكترث.
اذاً أصبح «الاخوان» أو «أنصار الله» هم الحكم والحكام في اليمن بأي شكل أو وسيلة ديمقراطية أو غيرها فسأعيش هذا الواقع وأتعامل معه كأمر واقع في ظل قناعات لفرد لا تؤثر في تغيير نظام ولا تحسب بين مخاطر أو أخطاء وعلى أي نظام.
العالم الاسلامي «القرضاوي» لم يقتل فقط من خلال فضائية «الجزيزة» كإفتاء العالم الاسلامي «البوطي» وإنما قتل معه أكثر من مائة مسلم يودون الصلاة وهذا ينفي وينسف الاسلام نسفاً فما الذي أبقوا عليه كإسلام أو من الاسلام من ينسبون هذا الافتاء للاسلام.؟!
الاسلام الذي يجاهد في افغانستان من أجل أمريكا وفي سوريا معها وفي سياق موقفها ليس الاسلام ولا العقيدة التي اعتنقناها فكيف لمثل القرضاوي أن يجرؤ على افتاء يتعارض ويتقاطع كلياً مع سلوك وأفعال وأحاديث خاتم الأنبياء والمرسلين ومع مضمون الاسلام ونصوص القرآن؟
خلاف طرفين سياسيين اسلاميين كتأسلم سياسي في منطقة أو في بلد يعني مستوى من الاجتهاد وضعف حجة الطرفين في التأصيل كإسلام لأنه لو أن طرفاً امتلك الحجة كاملة لنفى أو نسف الآخر.
الصراع على الحكم من خلال الدين أو استعمال الديمقراطية كأرضية صراع على الحكم بالدين إنما يضعف الدين ويلحق به أكبر الضرر لأن وجود أربعين حزب اسلامي في مصر كما كان يطرح يعني وجود أربعين اسلام وأربعين شريعة اسلامية.هؤلاء كأطراف سياسية باتت تريد الوصاية على الدين كما وصاية الكنائس في أوروبا في العصور الوسطى وكأنهم على هذا الأساس قبلوا بالديمقراطية التي ظلوا يكفرونها ويكفرون من يقبل بها أو يسير فيها.
إنني أساساً أتعامل مع هذا الواقع أو الأمر الواقع على مستوى بلد أو على مستوى المنطقة لأن ثقل السعودية هو ثقل يرتبط باسلام كما ثقل ايران كذلك.. ولا يمكن التعامل مع هذا الواقع أو الأمر الواقع إلاّ بفلسفة أو مروناتٍ تقلل الضرر أو تعظم النفع لواقع ومصالح بلدك.
لو أن «أنصار الله» كطرف ديني كانوا في وضع وتموضع وجبروت «الاخوان» خلال تفعيل محطة 2011م لكنت مع تدعيم وتقوية طرف وجبهة «الاخوان» لإعادة توازن وموازين بالحد الأدنى للواقع.
لا يوجد في واقع وتموضع الصراع القائم خيار غير ذلك أو أفضل منه فإذا التلقائية وفرت أو توافر ذلك فلم يعد بمقدور أحد أفضل مما اتاحته أو وفرته! حتى نصل الى الوعي بالصراعات سنظل في ترقيع الصراعات بصراعات!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-35416.htm