ابــن النيل -
ما من مرة.. مُنيت فيها أمة العرب.. بانكسار هنا أو هناك، أيّا كان حجمه، إلاّ وكانت مواقفك الجادة والمسئولة يا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح.. انعكاساً صادقاً وأميناً لنبض الملايين من أبناء شعبك وأمتك، وهو ما عهدناه منك على مدى سنوات طويلة مضت.. وماتزال، وليس أدل على ذلك مما سبقت الجميع إليه، متمثلاً في صريح قولك لرفاق السلاح في الوطن المحتل قبل أيام من أنه لا يشرّف أي مسئول فلسطيني البقاء في السلطة في ظل هذا الاقتتال المدمر بين شركاء المستقبل والمصير.
وأجدني مطالباً هنا.. بالتأكيد على حقيقة أنه لم يقلها أحد سواك، بمثل هذه الدقة، وبكل هذا الحرص، وقد تراوحت مواقف أركان نظامنا الرسمي العربي ككل.. بين سعيهم سياسياً لتطييب الخواطر كما يقولون، وبين ابداء المزيد من الأسف لهذا الذي حدث، أو مناشداتهم الدبلوماسية الرقيقة لايقاف نزيف الدم، وبين الإعراب عن خشيتهم مما قد يترتب على ذلك من آثار ونتائج، أو محاولاتهم البروتوكولية الخالصة لتقريب وجهات النظر بين قطبي الخلاف والاختلاف في حركتي فتح وحماس.
أما أنت يا فخامة الرئيس.. فوحدك من أثلجت صدورنا، في الوقت الذي لم يشغلك كل هذا وذاك عن أية محنة عربية أخرى مماثلة، وقد كان موقفك المبدئي الأصيل مما آلت إليه أوضاع بني قومنا في العراق.. ومايزال، هو الأكثر وضوحاً والأقرب ملامسة لواقع الحال في هذا البلد العربي الشقيق، تماماً.. مثلما كان لمواقفك الانسانية النبيلة تجاه ما أصاب لبنان وشعبه إبان ما اصطلح على تسميته بالحرب السادسة بيننا وبين كيان العدو.. أثرها وتأثيرها المستحق في عميق نفوسنا كذلك.
نعم.. يا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، تلك هي الحقيقة التي تستوجب من جميعنا ضرورة التوقف أمام فحواها بكامل التقدير والامتنان، دونما أدنى ممالأة أو مغالاة، والى حديثٍ آخر.