نعمت عيسى -
< فاجأتنا حكومتنا بقراراتها الغريبة والعجيبة والتي ليس للموظف فيها «ناقة ولا جمل» بإعلانها عن قطع راتب يوم من كل موظف لتقوم بنقل اخواننا المرحلين من السعودية كلاً لمنطقته، فإن كانت الحكومة تسعى لحل تلك المعضلة فلتقم بإيجاد الحلول من جرابها وليس من جراب الموظف ولتجمع مصروفات نقلهم من خزائن وزاراتها ومن مخصصات نثرياتهم وتسهيلاتهم وإيراداتهم للإسراع في نقل اخواننا المنتظرين في الحدود اليمنية.
ألا يكفي أن حكومة الوفاق هذه لم تقدم للشعب وخاصة الموظف أي إنجازات أو حتى زيادات في الرواتب ولم تقم حتى بكبح مؤشرات الاسعار أكان ذلك في المشتقات النفطية أو الأغذية الأساسية، ولم تقم حتى بتوفير البدائل الاقتصادية بدعمها لاحتياجات المواطن المهمة في مأكله ومشربه لتخفف عنه الحمل بسبب غلاء المعيشة التي يعانيها إضافة الى أنها لم ترفع المستوى المعيشي للمواطن، وأوقفت عطايا الدولة المتمثلة بإكراميات رمضان وزادت الموظف تعباً فوق تعب..
ألا تستحي حكومتنا بإصدار مثل هذه القرارات وكأنها صاحبة حق أو فضل على الموظف ولها حرية التصرف بماله.. من أي جانب سمحت لنفسها أن تفرض شيئاً على موظفي الدولة وكأنها هي من تقوم بإعطائهم هذا المال من جيوبها بدون أن تأخذ آراءهم حول ذلك.
ألاّ تعلم حكومتنا بقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- : «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، وأنها هي التي يجب أن ترعانا وترعى مصالحنا بدلاً من أن تسلبنا حقوقنا لترعى به رعيتها التي وجب أن ترعاهم وترعانا من مالها ومدخراتها وليس العكس.. نحن لا نريد إلاّ أن تدعنا حكومة العامين وشأننا ولا تتدخل في حقوقنا بغير وجه حق من باب «إن لم تنفعنا فعليها أن لا تضرنا»، ونريدها أن تغيّر من سياستها المتسلطة على الشعب وأن تضع تاج الحكمة على رأسها وتفكر قبل أن تقرر حتى لا ينقلب السحر على الساحر.
وفي الاخير نقول لها لا يصح أن نتعب ونعصر وتأتي أنتِ بكل سهولة لأخذ ما عصرناه دون إذن، وعليك القيام بإيجاد الحلول لرعيتك من جعبتك وليس من جعبتنا.. فالشرع قال: «أنت ومالك لأبيك» ولم يقل أنت ومالك «للحكومة».. وعلى المتقين السلام..