الإثنين, 25-نوفمبر-2013
الميثاق نت -     عبدالفتاح علي البنوس -
< يوم تلو آخر والبلاد تسير باتجاه الهاوية نتيجة استمرار الفوضى والانفلات الأمني وعجز الحكومة عن وضع حد لهذه الأوضاع المزرية، ومع مرور الأيام كنا على درجة عالية من التفاؤل بأن هناك تحسناً يلوح في الأفق وبأن الفوضى الأمنية في طريقها للزوال وأن القادم سيكون أفضل بإذن الله، ولكنّ المعطيات والوقائع الملموسة على أرض الواقع أثبتت بأن الفوضى والانفلات الأمني في طريقها للتنامي والتشعب لتصل الى ما لا يتخيله أي واحد منا.
مساء الأربعاء تعرض الصحفي محمد العماد رئيس تحرير صحيفة «الهوية» لمحاولة اغتيال إجرامية جراء وضع عبوة ناسفة في سيارته نجم عنها إصابة الزميل العماد وإلحاق أضرار بالمنازل وبعض السيارات المتواجدة في موقع الانفجار، وكالعادة حضرت السلطات الأمنية بعد الانفجار من أجل اسعاف المصابين.. مساء الجمعة وبينما كان الدكتور عبدالكريم جدبان عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني خارجاً من جامع الشوكاني بأمانة العاصمة عقب صلاة العشاء تعرض لوابل من الرصاص سقط على إثرها مفارقاً الحياة، وكما هو متعارف عليه في كل الجرائم الارهابية التي تحدث داخل العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية فرَّ الجناة بسلام وأمان دون أن يتم التعرف عليهم، وهذا يُمثل قمة المسخرة التي وصلت اليها أجهزتنا الأمنية الهشة التي باتت أكثر وهناً من بيوت العنكبوت، ولعمري لم تمر اليمن بفوضى وفراغ أمني كما هو عليه الحال اليوم حتى في خضم الأزمات والصراعات والحروب التي شهدها الوطن.
بالله عليكم ماذا ننتظر بعد أن يُقتل عضو مجلس نواب وسط العاصمة صنعاء في ظل وجود أفراد الحملة الأمنية التي تنظمها وزارة الداخلية والتي قالت بأنها تهدف الى منع حمل السلاح والحد من الجريمة وضبط الدراجات والسيارات المخالفة للأنظمة واللوائح القانونية، ومع ذلك نجد من يتحدثون عن إنجازات ونجاحات أمنية وغيرها من الأكاذيب التي يتم الترويج لها خدمة لأهداف ومصالح سياسية وحزبية قذرة، إذا كانت وزارة الداخلية بكل إمكاناتها عاجزة عن حفظ الأمن وحماية المواطنين داخل أمانة العاصمة، فكيف سيكون الحال في بقية المحافظات؟!! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أين دوريات النجدة والأمن المركزي وأفراد الأجهزة الاستخباراتية المنتشرة في مختلف شوارع وأحياء العاصمة عندما تحدث هذه الجرائم؟!! أيعقل أن يختفي الجميع لحظة وقوع هذه الجرائم؟!
هناك مؤامرة قذرة وتساهل وتهاون مشبوه من قبل وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها من أجل استمرار الفوضى الأمنية واستخدامها كفزاعة من أجل توجيه الاتهامات للنظام السابق في إطار المكايدات الحزبية والسياسية لتبرير فشلها وضعفها وعجزها وعدم قدرتها على أداء المهام والمسؤوليات المنوطة بها.. وصار من الضروري جداً إقالة قيادة الوزارة والأجهزة الأمنية المقصرة في مهامها من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن والمواطن على حد سواء، ومهما كانت المبررات فإن وزارة الداخلية هي المسؤولة عن الفوضى الأمنية والفراغ الأمني والجرائم التي تحدث دون إلقاء القبض على المتورطين فيها.إن تصاعد موجة العنف ومحاولة بعض القوى تفجير الأوضاع الأمنية داخل العاصمة صنعاء مع قرب موعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني يكشف عن رغبة شيطانية تسيطر على بعض القوى المأزومة بهدف إفشال الحوار وافتعال أزمة سياسية جديدة وجر البلاد نحو دوامة العنف والصراعات من أجل الكسب الرخيص والمال المشبوه والمصالح السياسية القذرة التي لطالما كانت السبب وراء ما نحن عليه اليوم من واقع مرير وأوضاع في غاية الصعوبة، وينبغي أن يكون هناك تكتل وطني شريف ومخلص يقف في وجه هذه القوى ويُحبط مخططاتها ويقف لها بالمرصاد انطلاقاً من الحرص على المصلحة الوطنية وخصوصاً في هذه المرحلة الحساسة، فلا يُعقل الصمت على هذه الأوضاع والتي لا يمكن القبول بها على الإطلاق خصوصاً ونحن ننشد بناء الدولة المدنية الحديثة ونتطلع نحو الغد المشرق واليمن الجديد.
البلاد تسير نحو الهاوية ونحن نغالط بعضنا بعضاً، حيث ننتصر لمصلحة أحزابنا وتنظيماتنا السياسية ونقاتل من أجل ذلك، البلاد غارقة من ساسها الى رأسها في الفوضى والانفلات الأمني وهناك من يحاول إقناعنا بأن الحياة كلها مفروشة لنا بالورود وأن الأوضاع الأمنية «زي الفل» وأفضل بكثير من الماضي ويراهنون على ذلك، انتصاراً للمصلحة الحزبية، ولا أعلم ماذا يريد هؤلاء من وراء هذه المغالطات الفاضحة، قطاعات واختطافات وقتل ودماء وجرائم وفوضى خلاقة وفراغ أمني وفوضى أمنية غير مسبوقة ومع ذلك نجد السواد الأعظم من «عبدة الشمس» يُصرّون على عدم إدانة ورفض هذه الأوضاع لأن الوزارة تخضع لسيطرتهم، والاعتراف بفشل قيادتها يعني من وجهة نظرهم اعترافاً بفشل وعجز حزب الشمس الذي لطالما سعى من أجل الوصول الى السلطة، ولطالما قدم نفسه للشعب على أنه الخيار الافضل، فكانت تجربة حكومة الوفاق هي المحك حيث اظهرته على حقيقته واثبتت عدم كفاءته وقدرته على تحمل المسئولية، فهو يبحث عن السلطة كمغنم لا كمغرم، وهو يريد خدمة أنصاره والسيطرة على كافة مقدرات البلاد وتوظيفها من أجل مصالحه الخاصة.
المرحلة الراهنة بحاجة الى تغليب المصالح العليا للوطن والتحلي بروح الفريق الواحد من أجل ترجمة مضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتحقيق آمال وطموحات وتطلعات ابناء الشعب بعيداً عن الاستغلالية واللهث وراء المصالح الخاصة.. نريد ان يكون الوطن فوق الاحزاب والافراد اذا ما أردنا ان نصل الى الغايات والاهداف الوطنية المنشودة من مؤتمر الحوار الوطني، لانريد مداهنة وتدليساً او مجاملة او إنجازاً على حساب مصلحة الوطن، نريد تسمية الاشياء بمسمياتها، نكافئ المحسن ونعاقب المسيئ، نشيد بالانجازات وننتقد الإخفاقات وفي مقدمتها الامن المفقود والفوضى الخلاقة التي توشك ان تفتك باليمن واليمنيين.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:19 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-35668.htm