الميثاق نت - الصورة:سيارة العماد التي تعرضت للتفجير والى جانبها خبير متفجرات ...

الإثنين, 25-نوفمبر-2013
الميثاق نت/ذويزن مخشف -
دخل الصحفيون اليمنيون مرحلة جديدة من استهداف أرواحهم في تطور خطير ولافت لاتساع رقعة العنف ضدهم.

الأسبوع الماضي كان سجل الصحفيين هو الأسوأ في تزايد الانتهاكات والمخاطر تجاه الصحافة ومنتسبيها كنتاج لصدور تصريحات رسمية واخرى دينية تكفيرية ما جعل ذلك الاسبوع يشهد سلسلة من الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون تعد هي الأخطر على مدى عقود.

في احيان كثيرة تجد تصريحات المسؤولين في مقدمتهم من تلقى عليهم مسؤولية حماية وسلامة الصحفي سبباً في بلوغ جريمة الاعتداء على شخص الصحفي.. تلك هي الجريمة التي تهدد علناً بتقويض التقدم في مجال الحريات الإعلامية التي يفترض بالحكومة أنها تعمل على توسعتها وليس تضييق الخناق عليها.

بدأت عملية الاعتداء على الصحفيين في 14 نوفمبر الجاري حينما وقف وزير الداخلية عبدالقادر قحطان أمام اعضاء مجلس النواب للرد على استجوابه حول الانفلات الأمني في البلاد وتزايد عمليات الاغتيالات التي تستهدف قيادات ومسؤولين في المؤسستين العسكرية والأمنية غير أن الوزير الذي ينتمي لجماعة الإخوان بدا غير جاد في معالجة القضية فقد وصف المشكلات الأمنية في البلاد منذ عامين بأنها مجرد خيال في رؤوس وسائل الإعلام وأصحابها بقوله:"بعض المشكلات الأمنية نتيجة للإعلام السيئ.

لعل حديث الوزير قحطان يعد أول تحريض علني على استهداف الصحفيين إذ تلته الحكومة نفسها التي اتهمت في اجتماع يوم 20 نوفمبر الإعلام بافتعال المشكلات وحرضت هي الأخرى ضد الصحافة.

حكومة الوفاق الوطني هاجمت وسائل الاعلام وشنت حملة تحريض على العاملين فيها رسمياً وذلك قبيل ايام على اكتمال العام الثاني من عمر الحكومة المشكلة مناصفة بين المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه بموجب مضامين المبادرة الخليجية والتسوية السياسية الموقعة في العاصمة السعودية الرياض في 23 نوفمبر عام 2011م .

لا يبدو موقف الحكومة إزاء الصحفيين إلا اجراء استباقياً لتبرير اخفاقاتها الامنية والاقتصادية، فساعات من اجتماعها وقفت فيه امام ما وصفتها "الهجمات المستمرة التي تشنها وسائل اعلام بعض الجهات بعينها على حكومة الوفاق.

وفي تبرير مريب لإخفاقاتها قالت حكومة باسندوة ان "الجهات التي تقف اليوم خلف تلك الحملات المغرضة هي التي تضع العراقيل التي تعيق اداء حكومة الوفاق.

واضافت في بيان تحريضي رسمي:"أن الحكومة إذ تؤكد على اهمية حرية التعبير والحق في ممارسة النقد المسئول، فإنها ترى ان ما يجري هو ما يمكن وصفه بحملة ممنهجة تهدف الى تضليل الرأي العام الوطني بسيل من الافتراءات والاكاذيب تتنافى كليا مع الحقيقة بهدف إحداث وافتعال إرباك ومشكلات امام قيام الحكومة بمهامها الوظيفية الكبرى والوفاء باستحقاقات هذه المرحلة والمتمثلة في تعزيز الامن والاستقرار والشراكة والوفاق الوطني".

استرسلت الحكومة في هجومها على الصحافة، ليزيد من الطين بلَّة التحريض الديني والهجوم التكفيري للدعاة والشيوخ لتنفجر عملية الاستهداف الحقيقي للصحفيين بالتصفية وعمليات الاغتيال.

الاسبوع الماضي اخذ منحى هو الأخطر في استهداف الإعلام حيث تعرض مقر صحيفتي الشارع والأولى -الذي يقع في مبنى واحد - لمحاولة تفجير بإحراق مخازن الصحيفتين بمواد بترولية شديدة الاشتعال ما كان سيؤدي لانفجار المبنى واحتراقه على رؤوس من بداخله.

كتب الزميل محمد عايش رئيس تحرير صحيفة(الأولى) منشوراً على صفحته في الفيس بوك، عقب ساعات من محاولة حرق المبنى قال فيه إن رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة طلب من أحزاب "اللقاء المشترك" وما يسمى "المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية"، تشكيل "لجنة" لرفع قضية ضد صحيفة "الأولى" ومحمد عايش.

ووقعت حادثة حرق الصحيفتين مساء الاثنين 18 نوفمبر.. ونقل بيان للصحيفتين عن شهود عيان من أهالي الحي، إن شخصين ملثمين سكبا مادة مشتعلة من تحت باب المخزن، وأضرما النار فيها، ما أدى لتسرب النيران إلى داخل المخزن، ونشوب حريق في النصف الخارجي منه، وتمكنا بمساعدة عدد من شباب الحي من إخماد الحريق.

حتى الان الجهات الأمنية لم تتوصل الى الفاعلين ويسير التحقيق ببطء، علماً أن الصحيفتين كانتا تلقتا، عدداً من التهديدات من أشخاص مجهولين على خلفية أدائهما الإعلامي، كما تلقتا تهديداً مبطناً من قبل ناشط في حزب معروف، قام بتصوير مداخل الصحيفتين، وسيارة الزميل نائف حسان، مع رقمها، وهي متوقفة أمام البناية، وبعث بالصور بدون تعليق إلى إيميل الزميل محمد عايش، وحين تم التواصل مع الحزب الذي ينتمي له الناشط، وعد بأن يبحث في حقيقة الحدث، ولكنه لم يقدم، لاحقاً، أي تفسير.كما ورد في البيان.

لم يمضِ سوى يومين على الحادثة إلا ووقعت محاولة اغتيال الزميل محمد العماد رئيس تحرير صحيفة(الهوية) وهي صحيفة صدرت حديثاً بواسطة عبوة ناسفة زرعت في سيارته.

قال شهود عيان ومصدر أمني إن سيارة انفجرت في الشارع الخلفي لشارع الزبيري حيث تقع معظم البنوك التجارية وسط العاصمة صنعاء مساء الأربعاء.

واضافوا: أن السيارة التي انفجرت كانت متوقفة بجوار موقف سيارات بنك اليمن الدولي حينما حاول الصعود اليها وهو ما ادى الى اشتعال النيران بها وسيارتين بجوارها وقد تسبب الحادث بسقوط عدد من المصابين الذين تم اسعافهم الى المستشفى الجمهوري.

العماد أصيب بالحادث ومواطنون اخرين وربما أن رئيس التحرير الهمه الله بفتح السيارة المؤمَّنة عن بعد لذلك انفجرت قبيل وصوله اليها بلحظات.

ما من مجال للشك أن تصريحات المسؤولين الحكوميين والتكفير الديني زاد من استهداف الصحفيين ودفع الى بلوغ الجريمة والوصول بها الى هذه المرحلة.. إن كان الصحفي سلم من محاولة القتل العمد فإنه لن يسلم من الاعتداء الجسدي والإهانة والضرب المبرح.. ففي13 نوفمبر تعرض الزميل ماجد الشعيبي رئيس تحرير صحيفة(اليوم الاول) الصادرة من عدن للاعتداء والضرب من قبل جماعة دينية متشددة أثناء تواجده في مطعم حلب السياحي بمدينة عدن مع زميل له أثناء تناول وجبة العشاء.

يأتي الحادث على خلفية قيام الشعيبي بتغطية صحيفته للأحداث في دماج بشكل متوازن ومحايد لكن الرسالة الإعلامية دائماً لا تلقى الرضى وقبول الأطراف المتصارعة.

يكتب الشعيبي بعد ضربه: "الأمر الذي قتلني أنه في الوقت الذي كنت فيه أموت امام أعين الناس واصرخ بملء صوتي لكي ينقذوني، كانت مجاميع الناس يشاهدون بمتعة تلك الايادي الكثيرة التي أوسعتنا ضرباً وإهانة أنا وصديقي ياسين الحكم وكأننا مجرمان".

وتابع: "لقد انهزمت ذاتي قبل جسدي وما كنت اشعر بضربهم بقدر ما كنت أموت لاهانتهم لنا أمام الناس واقتيادنا بتلك الطريقة البشعة لمسجدهم وباشروا هناك معنا التحقيق حول أي جهة نتبع وهل أنا مرسل من "الحوثي" لتصوير المسجد ، لقد نجا جسدي من الموت ربما ولكني مت ألف مرة".

إدانت منظمات حقوقية للإعتداءات التي تعرض لها صحفيون ومؤسسات إعلامية خلال الأيام الماضية لم يشفع وقف مؤشر استهداف الصحفيين وحرية الإعلام في اليمن، وحتى دعواتهم تلك المستمرة للحكومة بتحمل مسؤوليتها والحفاظ على أمن وسلامة منتسبي وسائل الإعلام لم تفعل فقد نهب منزل الإعلامي المعروف والشاعر محمود الحاج، كما تعرضت ابنة الصحفي والكاتب عبدالكريم الخيواني لحادث اعتداء بدراجة نارية في ساحة جامعة صنعاء كلية الإعلام ويبدو انه متعمد في عملية استهداف واضحة لمحاولة إسكات قلم الكاتب.. وترقد ابنة الخيواني في العناية المركزة منذ اسبوع.

وأخيراً وليس آخر تهديد صريح بالتصفية الجسدية لمراسل وكالة رويترز وصحيفة(البيان) الإماراتية الزميل محمد الغباري إذ توالت رسائل الى جواله تهدد بقتله من قبل جماعة مسلحة.

جاءت رسالة تهديد الغباري من رقم الهاتف (715436572) وتضمنت تحذيراً له من (جماعة مسلحة تريد قتله).

وقال الغباري: ان الرسائل بحسب تأكيد مسؤول في شركة هاتف سبأفون كانت ترسل عن طريق نظام الواتس آب لذلك يصعب التعرف على هوية الشخص فالرقم خارج إطار مراقبة الشركة.

لا تتوانى نقابة الصحفيين اليمنيين في اصدار البيانات المتضامنة مع الصحفيين لكنها تظل حبراً على ورق لا توفر الحماية للزملاء، فالانتهاكات والمخاطر تجاه الصحافة والصحفيين تتزايد.. فأي بيئة آمنة سيعمل فيها الصحفي في اليمن.

*الصورة:سيارة العماد التي تعرضت للتفجير والى جانبها خبير متفجرات ...
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-35671.htm