الميثاق نت: - حضرالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم الاحتفال الكبير الذي أقيم بالأكاديمية العسكرية العليا احتفاءً بالعيد الـ46 للاستقلال الـ30 من نوفمبر وبتخريج عدد من الدورات العسكرية من كلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني وكلية القيادة والاركان.
وكان في استقباله وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد ورئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن احمد علي الاشول والمفتش العام اللواء الركن محمد علي القاسمي ومدير الأكاديمية العسكرية العليا اللواء الركن علي سعيد عبيد وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.
وفور وصول الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي قاعة الاحتفالات الكبرى عزفت الموسيقى السلام الجمهوري وسط حفاوة الاستقبال الرائع والمميز وفي هذه المناسبة العظيمة القى رئيس الجمهورية كلمة قال فيها:
هذا اليوم الخالد في حياة شعبنا اليمني الذي رحل فيه آخر جندي بريطاني لنطوي وإلى الأبد حقبة الاستعمار ونبدأ مرحلة بناء الدولة الوطنية في جنوب الوطن فيما كانت الجمهورية الفتية في شمال الوطن تواجه هجمة شرسة من مخلفات نظام الإمامة البائد واجهها اليمنيون من الشمال والجنوب على السواء باستبسال حتى ردوها على اعقابها وتحقق النصر الكبير ضد الحصار الجائر على صنعاء في 8 فبراير 1968م.
لقد كان هذا النصر الى جانب الاستقلال المجيد هما البداية الحقيقية لمسيرة نضالية طويلة باتجاه استعادة وحدة التراب اليمني تمترس خلالها ابناء الشعب الواحد ضد بعضهم البعض تارة بالسياسة وتارة بالسلاح وتارة بالمؤامرة لكن الله تعالى أراد أن تتحقق الوحدة بالاسلوب السلمي في 22 مايو 1990م ولولا ان القائمين عليها لم يكن لديهم رؤية واضحة لبناء الدولة الجديدة الفتية لما تصاعدت الخلافات مجدداً حتى تفجرت حرباً مؤسفة مؤلمة في صيف عام 1994م لتصنع جراحات أخرى في الجسد اليمني الواحد وبتلك الاجراءات الظالمة التي جرت في السنوات التي اعقبتها وبدلاً من معالجتها تم توسيعها وتعميقها بالمزيد من الممارسات الخاطئة والسلبية للأسف الشديد وها نحن اليوم نعمل على معالجتها بالتعاون مع كل الوطنيين الشرفاء الذين يريدون ان يروا هذا الوطن الكبير سليماً معافى من كل جروح الماضي وأخطائه المؤلمة.
وأكد الرئيس عبدربه منصور هادي قائلاً: لقد كان الجيش وسيظل العنوان الأبرز للوحدة الوطنية وان كانت طرأت عليه في الفترات الماضية بعض الاختلالات في هذا الجانب فانه اليوم يتعافى منها بفضل ما تم انجازه حتى الان من خطوات على صعيد اعادة الهيكلة وهي الخطوات التي ستتواصل في المرحلة القادمة لتشمل كل المستويات القيادية في القوات المسلحة اضافة الى استكمال هيكلة جميع المناطق العسكرية وانني على ثقة ان ما بدأناه سنستكمله في الفترة القادمة على أفضل وجه ممكن بحيث نجد أمامنا جيشاً وطنياً بكل معنى الكلمة وها هي خطوة اختيار طلاب الكليات العسكرية وفق حصص محددة للمحافظات تتم بنجاح كبير وهي خطوة أخرى على صعيد تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية داخل القوات المسلحة باعتبارها اساس الوحدة الوطنية ولحمتها.
وأشار الأخ الرئيس الى انه وبقدر الاهتمام الذي نوليه لاعادة بناء القوات المسلحة والأمن بناء وطنياً صحيحاً فاننا بذات المستوى من الاهتمام يجب ان نعمل على اعادة بناء الجهاز المدني للدولة بصورة صحيحة من خلال تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي شملت معظم جوانب البناء المؤسسي لجهاز الدولة المدني وهذا ما يدعونا للتفاؤل بتحقيق مؤتمر الحوار الوطني للنجاح الكبير الذي ينتظره ابناء شعبنا رغم كل العوائق التي يتم صنعها أمامه حتى لا يصل الى المنتهى الذي نرجوه.. الا ان كل ذلك لن يزيدنا الا تصميماً على الوصول الى المحطة الاخيرة في مؤتمر الحوار في اقرب وقت ممكن وتجاوز كل تلك العوائق المصطنعة التي لم تقتصر فقط على أروقة المؤتمر بل امتدت الى مختلف جوانب حياتنا من خلال استهداف الخدمات العامة ومن خلال عمليات القتل الممنهجة سواء لرجال الامن والجيش او للمدنيين والسياسيين ومحاولات نشر الفوضى في الشارع اليمني عبر الاضرابات وغيرها من الممارسات السلبية التي تهدف الى ارباك عمل الحكومة دون اي تقدير للظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها الدولة لكنني على ثقة ان شعبنا بارادته الصلبة التي تجاوز بها أزمات سابقة أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة سيتجاوز ما يخطط له البعض من محاولات لجر عجلة التاريخ الى الوراء فأولئك يجب أن يدركوا أن عجلة التغيير قد درات نحو مستقبل افضل ولا يمكن لشعبنا مهما كان ما يعاني منه الآن أن يعود الى الماضي الذي كان السبب الرئيسي لكل هذه المعاناة وعلينا ان نتذكر دوماً ان شباب اليمن لم يخرج الى الساحات في فبراير 2011م إلا بعد ان وصل الانسداد السياسي الى منتهاه والاختلالات الامنية الى مستوى كبير والاوضاع الاقتصادية الى أسوأ حالاتها فيما كانت التنمية والسياحة والاستثمارات قد توقفت كلياً واصبحت آفاق المستقبل غامضة سوداء ولا يمكن لأي سلطة جديدة مهما كانت قدراتها أن تتجاوز تلك الصعوبات في عام او عامين فما بالكم اذا كانت هناك عوائق جديدة يتم وضعها لاعاقة مسيرة التغيير مع انني لا ابرئ بعض التقصير في أداء الحكومة وسببه الاساسي التأثير الحزبي مع انني اشرت عدة مرات بأن تنسى انها تمثل أحزابها ولكن تمثل خروج اليمن الى بر الأمان وبهذا أدعوا كل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني وكل افراد الشعب لاغلاق صفحة الماضي والتركيز على اخراج البلد من الازمة السياسية والامنية والاقتصادية.
ودعا الاخ الرئيس الاخوة الذين يوجهون الرصاص صوب صدور بعضهم البعض في منطقة دماج بمحافظة صعدة ان يتوقفوا فوراً عن اطلاق النار فانهم لن يحصدوا الا الندم والخسران باستمرار مواجهاتهم العبثية فما يحدث هناك من مواجهات يدمي القلب والعين ويؤجج لفتنة خبيثة ستعم مناطق كثيرة ولا بد للطرفين ان يفتحا المجال للقوات المسلحة لأخذ مواقعها في الأماكن التي يتمترسان فيها وتأمين المواطنين فهي أولاً وأخيراً قوات الدولة والشعب وهي المعنية بوقف هذه المحنة ولو ان الطرفين استفادا من دورس الماضي لأدركا ان مثل هذه المواجهات المؤلمة لا تنتهي بمنتصر ومهزوم بل بخسارة تعم الجميع.
وفي ختام كلمته قال الأخ الرئيس أتقدم لخريجي الدورات الثلاث من كلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني وكلية القيادة والاركان بخالص التهاني على ما حصدوه من العلم والمعارف طوال عام كامل، وارجو ان تنعكس معارفهم بأداء أفضل يقدمونه خلال الفترة القادمة في خدمة قواتهم المسلحة الباسلة تطويراً وتقدماً.
كما لا يفوتني أن أوجه تحية خاصة لهذه المؤسسة العلمية الشامخة الأكاديمية العسكرية العليا التي تخرج منها وتعلم فيها المئات من القيادات العسكرية ولرئاستها وأساتذتها يمنيين وأشقاء عرب.. وكل الاجلال والتقدير لكل افراد قواتنا المسلحة المرابطين في كل بقعة من أرض هذا الوطن العظيم ودعوات الرحمة والمغفرة لكل شهدائنا وشهداء الثورة اليمنية المباركة.
هذا وكان الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي قد افتتح المعرض العلمي الأكاديمي واطلع على محتوياته العلمية والبحثية التي أعدها الباحثون من الخريجين في مختلف المجالات العسكرية والاستراتيجية التي ستمثل جانباً معرفياً هاماً في رفد الأكاديمية والباحثين من الدارسين بالكثير من المعلومات والمعطيات الهامة في حياتهم العلمية والعملية.
ودون الأخ الرئيس كلمة في سجل الزيارات عبر فيها عن سروره بزيارة المعرض العلمي الخامس عشر للدورات المتخرجة من كليات الأكاديمية العسكرية العليا وأثنى على الجهود المبذولة لتنظيم المعرض.. متمنياً للأكاديمية مزيدا من النجاح والتقدم واستمرار العطاء لخدمة البحث العلمي في القوات المسلحة.
كما ألقى مدير الأكاديمية العسكرية العليا اللواء الركن علي سعيد عبيد كلمة رحب فيها بالأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وبالضيوف الكرام في حفل تخرج دفع جديدة من كليات الأكاديمية.. مشيراُ إلى إن تخرج هذه الدفع والدورات على اختلاف مستوياتها وتخصصاتها هو ترجمة واقعية لسياسات الدولة وتوجهات القيادة السياسية ومشاريعها في البناء والتطوير العسكري الحديث وتأكيد وترسيخ لمبادئ ومحددات السياسة الدفاعية وأولوياتها باعتبار القوات المسلحة ملكاً للشعب وجزءاً منه، مكرسة وظيفتها لحمايته والانتصار لخياراته السلمية وتطلعاته المشروعة.
وأوضح بأن التحديات الماثلة اليوم تضع منتسبي القوات المسلحة أمام مسؤوليات تاريخية وواجبات عظيمة ومهام استثنائية في مواجهتها والتصدي لها، بكل يقظة وحزم وقوة.. وأن رهان الشعب في مثل هذه المرحلة الخطيرة سيظل قائماً على مؤسستي الدفاع والأمن كبح جماح قوى الشر والإرهاب والتآمر والتخريب.
فيما أوضحت كلمة الخريجين التي ألقاها العميد الركن إسماعيل الموشكي أن الكوكبة المتخرجة اليوم لديهم من الأمل والطموح ما يمكنهم من ترجمة ما تحصلوا عليه من العلوم والمعارف العسكرية في شتى ميادين العمل.. مؤكداً أن الأكاديمية العسكرية تمثل مرتكزاً هاماً لإرساء الأسس والركائز القوية لبناء الدولة اليمنية الحديثة من خلال ما تضطلع به من دور ريادي في تأهيل القيادات العسكرية والمدنية.
كما أكدت كلمة الدارسين من الاشقاء في الدول العربية التي ألقاها العميد الركن مشهور أحمد علي الطوالية من الأردن الشقيق على أهمية التسلح بالعلم والمعرفة لمواجهة المخاطر التي تحدق بالأمة العربية.. مشيداُ بالدور الذي بذلته قيادة وهيئة التدريس في الأكاديمية العسكرية العليا في تزويد الدارسين بمختلف العلوم الحديثة في المجالين العسكري والمدني وبما يواكب مجريات التطور والتحديث.
وخلال الحفل قدم مدراء كليات الدفاع الوطني والحرب العليا والقيادة والأركان تقارير تفصيلية استعرضوا من خلالها سير مراحل التأهيل للدارسين في الكليات منذ التحاقهم والمراحل التي مروا بها في الجوانب النظرية والعملية والمشاريع والمباريات الحربية والأبحاث الفردية والأنشطة والفعاليات التي نفذها الدارسون في الدورات الثلاث في مختلف الاتجاهات العسكرية الاستراتيجية والتعبوية والتكتيكية.
كما ألقيت خلال الحفل قصيدة للشاعر الكبير محمد سالم الأحمدي قدم من خلالها رؤية شعرية مكثفة عن واقع المشهد اليمني والجهود المخلصة التي تبذلها القيادة السياسية والمخلصون من أبناء الوطن بالانتقال إلى آفاق التطور والنماء وتجاوز كافة الصعاب.
كما ألقى الشاعر المقدم ركن/ مقبل صالح السفياني قصيدة شعرية نالت استحسان الحاضرين.
وفي نهاية الحفل قام رئيس الجمهورية ومعه وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بتكريم أوائل الخريجين في الدورات من الكليات الثلاث وتكريم أقدم الدارسين في الانضباط وتكريم الخريجين من الأشقاء من الكليات الثلاث، وتكريم أعضاء هيئة التدريس من الأشقاء العاملين في الأكاديمية العسكرية.
من جانبهم قدم الدارسون الخريجون دروع كليات الحرب العليا والدفاع الوطني والقيادة والأركان للأخ رئيس الجمهورية ليتم بعدها قراءة قرارات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بمنح خريجي الدورة السادسة حرب عليا زمالة كلية الحرب مع جميع الامتيازات ومنح خريجي الدورة الخامسة دفاع وطني زمالة كلية الدفاع الوطني مع كافة الامتيازات وكذا منح خريجي الدورة الخامسة عشر قيادة وأركان مشتركة درجة الماجستير في العلوم العسكرية ولقب الركن مع كافة الامتيازات.
وحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ) فقد حضر الحفل رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور علي ناصر سالم، ومستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والامن اللواء الركن علي محسن صالح، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية والملحقين العسكرين ومناضلي الثورة اليمنية
|