الميثاق نت -

الإثنين, 09-ديسمبر-2013
لقاء/ فيصل الحزمي -
قال الشيخ جبري إبراهيم إن علماء اليمن ليس من صفاتهم إباحة دماء المسلمين، وإن حصل بعض الشيء فلكل جواد كبوة.
ودعا كافة القوى الى الالتفاف حول المؤسسة العسكرية لأنها درع الوطن.. وأضاف: ينبغي ألا نكيل الاتهامات لبعضنا البعض ونترك من يريد أن يهدم اليمن يسرح ويمرح كيف يشاء.. الى التفاصيل..

< ماتعليقكم على الحادث الاجرامي الذي استهدف مجمع العرضي؟
- حقيقة ان هذا الحادث اجرامي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهو ليس فقط خروجاً عن الدين بل خروجاً عن الانسانية فمن قاموا به او خططوا له انسلخوا من دينهم ومن إنسانيتهم فعندما يُقتل المرضى في المستشفى والاطباء وعندما تهدم مبان ومنشآت الدولة والأمة فذلك فساد وقد بينه الله سبحانه وتعالى في قوله : «ولاتفسدوا في الارض بعد اصلاحها» وهؤلاء يفسدون في الارض بعد اصلاحها، وقال تعالى : «وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الارض قالوا إنما نحن مصلحون» ولايجوز ان يصدر ذلك الفعل من مسلم أبداً.. فالمسلم كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده» فالمسلم لايشتم الناس ولايأكل أموالهم ولا يقتل ولا يفسد، والمسلم من حفظ لسانه من الذم ويده من الدم، وكل الأعمال التي لاترضي الله تعالى سواء أكانت باللسان او باليد.. فالمسلم هذا شأنه.. اذاً ماذا يعمل مادام وقد تخلى لسانه عن الذم ويده عن الدم، فإنه سيترك كل الأمور التي لاترضي الله سبحانه وتعالى وستكون لسانه تثني على الناس خيراً وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ويده تنمي وتبني البلاد وتقدم الخير والاحسان لكل البشرية هذا هو المسلم كما بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. أما هؤلاء الناس الذين يقتلون المسلم بغير حق فقد قال الله فيهم : «انه من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً».. فما بالك بمن يقتل بالعشرات والمئات كما رأينا في هذا الحادث وغيره من الحوادث فإنهم يحتملون في كل نفس اثم الناس جميعاً..
مزايدات حزبية
< كشفت التحقيقات الأولية ان معظم منفذي العملية سعوديو الجنسية.. وفي المقابل نسمع بعض خطباء المساجد يوجهون أصابع الاتهام للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه ويحرضون الناس عليهم.. برأيكم علامَ يدل هذا التصرف وما خطورة تلك الأقوال؟
- احياناً تكون هناك مزايدات حزبية وينبغي علينا كأمة مسلمة وشعب في سفينة واحدة ان نعي ان أمن اليمن أمن لنا جميعاً ليس للمؤتمر فقط ولا للاصلاح او الاشتراكي او حزب أو طائفة بعينها بل لنا جميعاً، لذا ينبغي ان نعرف اين يكمن الخطر ونبتعد عنه بل ونزيله.. أما كيل الاتهامات فذلك يدل على الضعف وليس من صفات الكرام ولا الشخصيات القوية.. ويجب ان يتم التحقيق وتبرز الحقيقة للناس جميعاً عبر وسائل الاعلام المختلفة حتى يعرف الشعب من هو عدوه.
المحاكم موجودة ولدينا اجهزة أمن لماذا لايعلنون اسماء الجناة ويتم فضحهم على الملأ، وإذا لم يستطيعوا محاكمتهم على الأقل يتم تعريتهم للناس لنعرف من هو عدونا أما ان يقال ان بعض منفذي العملية الاجرامية سعوديون فيجب ان يعرف الشعب هؤلاء السعوديين كيف دخلوا الى اليمن ومن الذي تواطأ معهم وسهّل لهم القيام بتلك الجريمة، ومن أمدهم بتلك المواد المتفجرة وكيف عرفوا تفاصيل المكان وبتواجد الرئيس فيه.. الخلل ليس من السعوديين بل من داخل اليمن، وكما يقال : «لاتخيس الحبة إلا من داخلها»، فالمعنى اننا في اليمن يجب ان نكون أمة واحدة ونخاف الله ونبحث عن مصلحة اليمن كلها.. ليس من مصلحة أحد فينا ان يتهم الفريق الآخر، يجب ان ننظر اين يكمن الخطر لأنه يهددنا جميعاً،
واذا كنا نرى ان ثمة من يهدم منشآتنا ويقتل ضباطنا ونحن منشغلون في الكيد لبعضنا فذلك هو الخطر بعينه.. ويجب ان نعرف لماذا تستهدف المؤسسة العسكرية بالذات هذا سؤال يجب ان نقوله لكل السياسيين وفرقاء العملية السياسية في بلادنا.. لماذا يستهدف الضباط والجنود في حين ينبغي ان نقدم لهم الشكر وتحية اجلال وان يعطى لهم وسام الشرف، فهم من يسهرون لننام بأمان ويتعبون لنستريح فنجدهم بالجولات ينظمون السير وفي الشوارع في البرد والحر والاعياد وعلى مدار الساعة،
هؤلاء الناس الذين يجب ان نشكرهم ونقدم لهم التحية تأتي الايادي الآثمة لتقتلهم، اذاً ما المراد من استهداف امن اليمن؟ هذا سؤال يجب ان يسأله كل يمني ويجيب عليه كل السياسيين وفي مقدمتهم حكومة الوفاق.. وعلينا جميعاً واجب الالتفاف حول المؤسسة العسكرية لأنها من تحمينا ويجب ان نضع الرجل المناسب في المكان المناسب خاصة في هذه المؤسسة المهمة لانها درع الوطن وعينه فينبغي ان نحافظ عليها وان تُنقَّى وتكون يداً وصفاً واحداً وهذه نصيحتي لكل الجنود البواسل وضباطنا الابطال ان يكونوا يداً واحدة ولاؤهم لله عز وجل وليس لغيره وان تكون اخوتهم فوق كل شيء وحب الوطن اعلى من أي شيء حتى يحموا أنفسهم ويحمونا معهم..
اليمن لكل اليمنيين
< برأيكم ما أسباب ودوافع هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تستهدف أمن الوطن؟ وكيف يمكن معالجة هذه الظاهرة الدخيلة على شعبنا..؟
- كما اسلفنا سابقاً انه لاينبغي ان نكيل الاتهامات لبعضنا ونترك من يريد ان يهدم اليمن يسرح ويمرح كيف يشاء.. ينبغي ان تجتمع الايادي وان ترتص الصفوف خاصة ونحن في مرحلة وفاق لذا يجب ان نستفيق جميعاً وان نتعاون ونتسامح ونتسامى فوق الجراح السابقة وننظر للمستقبل فالعدو يتربص بنا ولن يستثني احداً منا، فجميع اليمنيين مستهدفون.. واذا كان لهؤلاء الناس مطالب او ايديولوجية معينة فيجب ان يظهروا على العالم وان يطفوا على السطح بدلاً من هذه الحركات السرية التي تلجأ الى اعدام وتحطيم وقتل الابرياء، يجب ان يعلنوا عن أنفسهم ويقدموا برنامجهم للشعب وان وجد الشعب فيه خيراً للوطن والمواطن فسوف يمنحهم ثقتهم واليمن مفتوحة لكل اليمنيين.
<هل للفتاوى التكفيرية علاقة بما يحدث على أرض الواقع من قتل وتدمير؟
- لاشك ان انحراف الخطاب الديني سينحرف بالأمة لان القيادة تعتبر عقائدية ولكن لا اتوقع ولا اشك ان اياً من علماء اليمن يحرض اليمنيين على قتل بعضهم وإنْ حصل هذا فإن من يقوم بذلك في عقله شيء من الجنون ولايمكن ان يكون سوياً لان نصوص الشرع واضحة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأسامة عندما قتل رجلاً قال لا إله إلا الله وهو في المعركة: «أقتلته بعد ان قال لا اله إلا الله» فكيف يأتي رجل يدعي العلم ويبيح قتل المسلم.. على كل حال علماء اليمن ليس من صفاتهم اباحة دم المسلمين، ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا وإياهم، وان حصل بعض الشيء فلكل جواد كبوة ولكن ينبغي ان يعودوا من هذه الكبوة وان يحقنوا دماء المسلمين، واليمنيون جميعهم مسلمون ولايوجد فينا نصراني او مسيحي إلا ما ندر والحمد لله.
ولاؤنا لله
< نلاحظ استغلال بعض خطباء المساجد منابر بيوت الله لخدمة الاحزاب التي ينتمون اليها.. لماذا لم تقم وزارة الاوقاف والارشاد بدورها تجاه هؤلاء؟
- الاصل في الخطاب الديني ان يوحد ولايشتت وان يجمع ولايفرق وان ينشر الخير والسلام وكيف نعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه، فولاؤنا جميعاً لله قبل الاحزاب، ولا ينبغي ان نجعل المسجد مركزاً لنشر ايديولوجية الاحزاب ولنتحزب كيفما نشاء ولكن خارج المسجد اما بيوت الله فهي للناس جميعاً ودور للعبادة والذكر.. وبالنسبة لدور وزارة الاوقاف فقد وضعت ضوابط للخطباء والمرشدين والوعاظ بعدم التحزب والدعوة للخلاف ولا مانع ان يبقي الانسان مذهبه في نفسه بشرط ألا يجبر أحداً عليه.
< كلمة اخيرة؟
- انصح الشباب ان يكونوا واعين ولاينبغي ان يغرر بهم من يأتي ليفهمهم ان دينهم دين قتل وسفك للدماء.. عليهم ان يعرفوا ان دينهم دين الاسلام مشتق من السلام وتحية الله هي السلام والجنة الموعود بها هي دار السلام والمعبود هو الله السلام، إذاً فديننا كله سلام، وعليهم ان يعرفوا هذا حتى لا يصدقوا من يغرر بهم ليقتلوا أنفسهم ويقتلوا اخوانهم ومجتمعهم..
وقد حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ان فرقة في آخر الزمان : «يقتلون أهل الاسلام ويتركون أهل الاوثان» وهذا ما يحصل الآن بل ان هناك من يقول على المسلم انه أخطر على الاسلام من اليهود وهذا لايجوز وسوف يحاسب الله من يقول ذلك..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-35933.htm