الإثنين, 09-ديسمبر-2013
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
يوم 6 ديسمبر 2004م نفذ سعوديون ينتمون لتنظيم القاعدة هجوما على القنصلية الأمريكية بجدة، استخدموا متفجرات لاقتحام المبنى المحصن، واستخدموا أسلحة رشاشة وقنابل، وتمكنوا من احتجاز العاملين في القنصلية مدة ثلاث ساعات كانت ساعات رعب، ومواجهات مع الشرطة السعودية.. الإرهابيون الأربعة قتلوا خمسة موطفين، وأربعة من رجال الشرطة، ولكن في الأخير قضي عليهم باستثناء واحد قبض عليه، وكان من مصادر المعلومات التي أدت إلى نهاية خلية تنظيم القاعدة التي يقودها صالح العوفي، ويزيد أفرادها عن 55 إرهابيا بينهم يمنيين.
ويوم 5 ديسمبر2013م كان 12 إرهابيا - ومعظمهم سعوديين حسب تقرير رئيس هيئة أركان الجيش- قد تزودوا بصواريخ لو، وسيارة مفخخة ب500 كيلو «تي ان تي»، ورشاشات جيتري، وقنابل، وتمكنوا من دخول مجمع العرضي، ليشنوا ذلك الهجوم الكبير على المجمع الذي يضم وزارة الدفاع، ومستشفى متطوراً، فقتلوا 56، وجرحوا 215 بين عسكري ومدني، يمني وأجنبي، ودمروا المستشفى المتطور، وأحدثوا الأضرار الأخرى المعروفة، وكانت نهايتهم أنهم قتلوا جميعا باستثناء أربعة تم القبض عليهم، ثم خرج تنظيم القاعدة ببيان يقول فيه أن استهدف غرفة عمليات تدار منها طائرات أمريكية بلا طيار! وحزب الإصلاح فقط هو الذي يبرئ تنظيم القاعدة من ذلك الهجوم الذي لم يصفه بالإرهابي، وينفي نسبة البيان إلى تنظيم القاعدة لأسباب معروفة، وسارت خلفه قناة «اليمن» الفضائية الحكومية لأسباب معروفة أيضا.
إذا استبعدنا صحة المعلومات التي يتم تداولها بشأن استهداف رئيس الجمهورية في ذلك الهجوم من قبل شخصية عسكرية معروفة بتحالفها مع الإصلاح، و معروفة علاقتها بتنظيم القاعدة، إذا استبعدنا ذلك فأننا نزعم أن هجوم 5 ديسمبر2013م في صنعاء، خطط له الإرهابيون السعوديون ومن معهم من اليمنيين بمن فيهم من يوفر لهم الملاذ الآمن، خططوا له وفي بالهم ذكرى هجوم 6 ديسمبر2004م في جدة، فكثيرا ما يقوم تنظيم القاعدة بهجمات يراعي فيها المناسبات.. وفي الهجومين المتباعدين زمنيا، الذريعة هي نفسها، قنصلية أمريكية، وغرفة إدارة طائرات أمريكية، وفي كلاهما شارك سعوديون ويمنيون، إلا أن السعوديين في الهجوم الأخير كانوا أغلبية.. وفي كلا الهجومين أمكن القبض على مهاجمين.
لقد قاد هجوم جدة إلى نهاية واحدة من تجمعات القاعدة، كما أدت الهجمات الأخرى في السنوات التالية في السعودية إلى القضاء على تنظيم القاعدة، ونقل الإرهابيون السعوديون نشاطهم إلى اليمن، وشاركوا في القتال في أبين وفي صعدة وفي مأرب وقتل عدد كبير منهم، واصطادت الطائرات آخرين، ولكن هجوم الخميس الماضي الذي كان أكثر منفذيه سعوديون يشير إلى أن أعداد العناصر الإرهابية التي تحمل الجنسية السعودية في اليمن كثر، ويوفر لهم حزب الإصلاح ملاذا آمنا في جمعياته وجامعاته وشيوخه القبليين.. على أن المختلف في الهجومين هو حجم الهجوم الأخير في العاصمة وكثرة ضحاياه، وساحته، وهي وزارة الدفاع، فهل ستعمل الحكومة للرد على هذه الإهانة باتخاذ تدابير تجعل الهجوم بداية نهاية تنظيم القاعدة؟
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-35938.htm