ابن النيل -
أنْ يشمل فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين بكامل رعايته.. من حيث توجيهاته الرئاسية الصريحة بالعمل على تزويده بمطبعة حديثة وتخصيص مبنى له خصوصيته التاريخية كمقر مركزي في أمانة العاصمة، ومن ثم منح فروعه بكلٍّ من محافظات الجمهورية مايتسع لبناء مجمعات سكنية لمنتسبيها، فضلاً عن اعفاء أعضائه على اختلاف توجهاتهم ورؤاهم من نصف قيمة تذاكر السفر بالطيران، ففي ذلك ماينطوي على أكثر من دلالة لها مغزاها.. بحيث تستوجب من جميعنا ضرورة التوقف عندها بقدر مستحق من التأمل والاهتمام.
ويأتي في مقدمة هذه الدلالات مايكمن في كون فخامته يدرك ربما أكثر من غيره من أقرانه الرؤساء حقيقة ان المبدعين ضمير أمتهم، وهو مايتطلب من أولي الأمر فينا توفير كل مامن شأنه تمكينهم من أداء دورهم الانساني المفترض في صياغة الوجدان الجمعي لبني وطنهم، وهو مالايتسنى لهم إلاّ عبر تحسين أوضاعهم الحياتية، كي لاتستبد بهم هموم الحياة، فيغرقون في متاهاتها المضنية، بعيداً عن دائرة اهتماماتهم الإبداعية الخلاقة.
وكثيرون هم المبدعون العرب- على سبيل المثال- الذين رحلوا عن دنيانا بعد صراع مرير مع المرض، دونما رعاية صحية على الأقل من القائمين على شئون بلدانهم.
بل إن معظم مبدعي أمتنا عادةً مايتعرضون لأقسى ألوان القهر والتعذيب والاضطهاد والملاحقة، لمجرد أنهم تجرأوا على انتقاد سياسات أنظمتهم، عملاً بما قاله وزير داخلية هتلر ذات يوم، من أنه كلما تردد على مسمع منه ذِكر مثقف أو كاتب.. كلما تحسس مسدسه.
ويبقى يمن ما بعد الثاني والعشرين من مايو عام 1990م نموذجاً متقدماً على أكثر من صعيد باتجاه مواكبته روح العصر، حيث اكتمال الشخصية الوطنية اليمنية في زمن التشرذم والانقسام، وحيث التجربة الديمقراطية المصاحبة وقد أنضجت نفسها بنفسها، وحيث اعتماد مبدأ الحوار سبيلاً لتصفية أي خلاف او اختلاف بين السلطة والمعارضة، الى غير ذلك من حيثيات التقدم والازدهار.
فهنيئاً لأدباء اليمن وكُتابها بما حظي به اتحادهم من طيب اهتمام ورعاية قيادتهم السياسية.. ممثلة بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح.. والى حديث آخر.