الإثنين, 25-يونيو-2007
محمد‮ ‬الجرادي -
لولا أن «الكلام حال الخطبتين حرام» و»من لغى فلا جمعة له« لكان متوقعاً أن تتحول خطبة الجمعة إلى ساحة مثيرة للنقاش.. ولكان على شيخنا الفاضل »الخطيب المفوه« أن يجد نفسه ملزماً بالرد على استفهامات معظم »المصلين« الذين هالَهم اصراره العجيب ليس على عدم »الرؤية الموضوعية والحيادية« في طرحه لما يحدث من تطورات مؤسفة على الساحة الفلسطينية- الفلسطينية.. وإنما أيضاً اصراره على اطلاق الاتهامات والتخوين والعمالة على كل من يختلفون مع »حماس« حركة أو حكومة من أبناء فلسطين!!
حماسة »الخطيب المفوه« أخذته إلى أبعد من ذلك.. فراح- يبرر للفوضى التي تصنعها »حماس« ويرى أن معها الحق في الاستمرار على موقفها باعتبار أنها تواجه ذلك كنتيجة منطقية لعدم قبولها الاعتراف بإسرائىل!!
بالطبع لم تكن من وسيلة أمام شيخنا الفاضل حتى ولو إدانة مايحدث من مواجهات مسلحة بين أبناء الصف الفلسطيني ومظاهر التدمير والخراب التي تطال البنى التحتية في المدن الفلسطينية بفعل هذه المواجهات، كما لم يكن من سبيل أمام »شيخنا المفوه« حتى إلى دعوة القوى الفلسطينية‮ ‬التي‮ ‬وصلت‮ ‬إلى‮ ‬طريق‮ ‬مواجهة‮ ‬بعضها‮ ‬البعض،‮ ‬إلى‮ ‬الحوار‮ ‬والاعتصام‮ ‬بحبل‮ ‬الله‮ ‬والوحدة‮!!‬
فقط.. بدا له سهلاً الجزم بأن ما تصنعه »حماس« اليوم في الساحة الفلسطينية هو في مصلحة الشعب الفلسطيني الذي منح هذه الحركة ثقته ديمقراطياً وأغضب بهذه الثقة عملاء الأمريكان من الفلسطينيين وكذلك الأذيال من البلاد العربية!!
^ شيخنا الفاضل هداه الله- وهدانا معه إلى سواء السبيل- لم ينسَ - وهو يستطرد في شرح المعاناة التي تواجه »حماس« منذ صعدت إلى الحكومة.. وما رافقها من مضايقات وصلت حسب قوله إلى تهريب المساعدات الشعبية التي يتم جمعها هنا وهناك حتى تصل إلى حكومة »حماس« والشعب الفلسطيني‮- ‬أن‮ ‬يدعو‮ ‬إلى‮ ‬مساندة‮ ‬هذا‮ ‬الموقف‮ ‬ومد‮ ‬يد‮ ‬العون‮ ‬إلى‮ »‬اخوانهم‮« ‬هناك‮!!‬
وللأمانة‮.. ‬ظهر‮ ‬شيخنا‮ ‬بارعاً‮ ‬في‮ ‬الإحالة‮ ‬التاريخية‮ ‬الإسلامية‮ ‬لهذا‮ ‬المأزق‮ »‬الحماسي‮«.. ‬فما‮ ‬تعيشه‮ »‬حماس‮«- ‬كما‮ ‬قال‮- ‬يقترب‮ ‬كثيراً‮ ‬من‮ ‬ظروف‮ ‬محنة‮ ‬الصحابة‮ ‬والمسلمين‮ ‬في‮ ‬مكة‮ ‬مع‮ ‬بزوغ‮ ‬فجر‮ ‬الإسلام‮!!‬
algradi79@yahoo‭.‬com
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3606.htm