عبدالولي المذابي - خلال أسبوع واحد حققت لجنة تنفيذ اتفاق صعدة نجاحاً لافتاً في مهامها الأولية عقب انتقالها الى صعدة الاحد الماضي ومباشرة أعمالها بمستوى عالٍ من التنظيم والتفاهم والانسجام بين اعضائها.
ولاقت تلك النجاحات ارتياحاً واسعاً في الأوساط السياسية والاجتماعية محلياً وعربياً، بدءاً بسريان وقف اطلاق النار بشكل كامل وايجاد نقاط تفاهم مشتركة بين الجانبين تمهيداً لتنفيذ بقية القرارات التي أصدرها مجلس الدفاع الوطني في شهر مارس الماضي.
ومما يمد اللجنة بعوامل النجاح أن مهمتها تأتي عاقبة لاتفاق توسطت فيه لدى القيادة السياسية دولة شقيقة وعزيزة فحواه قنوع المتمردين بإلقاء السلاح والالتزام بالنظام والقانون، والقبول بالحلول السلمية لإنهاء الفتنة.
كما يعد نقطة مضيئة ايضاً اشراك ممثلين لألوان الطيف السياسي في تنفيذ هذه المهمة الوطنية، بتفاهم وانسجام، يحمل دلالات واضحة علي تعافي الحياة السياسية في اليمن ويشكل أنموذجاً متفرداً للحوار المثمر والتعاون الناجح بين الأطراف السياسية لتحقيق مصلحة وطنية عليا.
ولعل أهم العوامل التي وقفت وراء نجاح هذه اللجنة هو ذلك الدعم والتشجيع من القيادة السياسية وحرص الرئيس علي عبدالله صالح على اتباع الحلول السلمية وميله الى التسامح، والذي يأتي عادة من موقع القوة في الموقف، كما حدث مع المتمردين الذين أعلنوا قبولهم باتفاق صعدة في الوقت الذي أدركوا فيه اقتراب النهاية بعد أن ضيقت القوات المسلحة والأمن الخناق عليهم.
إن المتمردين قدروا الموقف بذكاء عندما اختاروا قطر كورقة رابحة في الوساطة بينهم وبين الدولة، وهي تخريجة ذكية حالت دون رفض القيادة السياسية للوساطة القطرية، والقبول تقديراً للمواقف القطرية المشرفة المساندة لليمن ووحدته في مختلف الظروف.
ويبقى القول إن القوات المسلحة والأمن كانت على مستوى عالٍ من المسئولية الوطنية والوعي بمصلحة اليمن عندما أعلنت تعاونها الكامل مع لجنة تنفيذ اتفاق صعدة والتزمت بوقف اطلاق النار، وهو موقف يستحق الاشادة والتقدير، لما ينطوي عليه من ادراك لواجبات هذه المؤسسة الوطنية في الحفاظ على سيادة الدولة واستقرارها.
|