إقبال علي عبدالله -
< أعتقد أنه من الطبيعي بل والمشروع أن المواطن اليمني عليه في البحث عن وطن آخر جديد يجد فيه الأمن والأمان والعيش الكريم والخدمات الضرورية التي تمثل العقد الاجتماعي بين المواطن والوطن.. نعم اعتقد أنه بعد نحو عامين من المآسي الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فإنه من حقنا -ونحن نشاهد ونتابع أن مآسينا تزداد يوماً بعد يوم- أن نبحث اليوم عن وطن آخر جديد وإن كان الوطن الأُمّ يسكن بل محفوراً في قلب ووجدان كل واحد منا، والعيش في خارجه محاولة للانتحار.. هذا الكلام وأكثر منه هو كل ما اسمعه اليوم يخرج من أفواه الغالبية من المواطنين في أي مكان باليمن أذهب اليه للزيارة أو العمل.. وأضيف مما سمعته: «نحن نعيش اليوم في وطن مفقود عنه الأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية والعيش الكريم.. مفقود من حكومة تقوده الى بر الأمان فحكومة ما تسمى بـ«الوفاق» التي يرأسها محمد سالم باسندوة تدار وتتحرك -منذ الاعلان عن تشكيلها في السابع من ديسمبر عام 2011م استنادً الى ما جاء في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي جرى التوقيع عليها من قبل كافة الأطراف السياسية في البلاد في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر عام 2011م- تتحرك وتدار من قبل بعض المشائخ والفاسدين.. وتحديداً نقول إنها تعمل بأوامر من حزب الاصلاح وليس وفق المبادرة وما جاء في البرنامج العام الذي قدمته الى البرلمان لنيل الثقة في الرابع والعشرين من ديسمبر عام 2011م.. لذلك نرى اليوم الوطن بعد عامين قد وصل الى ما وصلت اليه أموره من تدهور مخيف شهد به العالم من أشقاء وأصدقاء قبل المواطن اليمني نفسه.
ولعل ما يزيد الطين بلة استخفاف رئيس الحكومة الذي قارب العقد الثامن من عمره.. فبدلاً من إعلانه واعترافه بفشله في ادارة البلاد وليس حكومته التي جاءت بدعوة الوالدين وليس حسب الكفاءات، جاء في إحدى لقاءاته التلفزيونية الفضائية ليتفاخر أنه لا علم له ولا يعرف شيئاً عما يعانيه المواطن من مآسٍ ومرارة العيش في ظل الحكومة التي يترأسها.. والمصيبة الأدهى اعترافه بأنه لا دخل له بما يجري في الوطن وما يشهده من انفلات أمني وازهاق ارواح الأبرياء من افراد قواتنا المسلحة والأمن ولا بما يجري من أعمال تخريبية وتدمير للبنى التحتية من كهرباء ومياه ونفط وغاز وطرقات.. بل -وهذا ما يؤكد استخفافه بالمواطنين- قال إنه «يعلم بكل ما يجري عبر التلفاز والفضائيات مثله مثل أي مواطن!!» تصوروا.. كيف سيكون حال الوطن في ظل اصرار الدولة على بقاء هذه الحكومة ورئيسها الذي أصبح حديثه الذي يفتخر به بأنه ناضل من أجل إخراج المستعمر البريطاني من جنوب الوطن!!
نقولها بصدق -دون خوف ممن يمتهنون قتل الصحفيين وتكميم أفواههم وكسر أقلامهم -بأننا والحال كذلك علينا البحث عن وطن آخر نجد فيه آدميتنا وكرامتنا وأمننا واستقرارنا.. أو علينا بثورة في الشارع لإخراج هذه الحكومة التي تمتص دماءنا وجعلتنا نأكل من براميل القمامة وكذلك إخراج الفاسدين والمفسدين الذين وجدوا من حكومة الوفاق حامياً لهم وكنزاً يسرقون منه أموال الوطن.. علينا الاختيار اليوم إما البحث عن وطن آخر وهذا انتحار، وإما ثورة تعيد للوطن كل ما فقده منذ أزمة العام 2011م، اعتقد أن الاختيار الثاني في أيدينا لأن الوطن ملك لنا وليس لجماعة الاخوان التخريبية..
نقول مجدداً إن الوطن في خطر والقادم أصبح في علم المجهول.. فلنتحرك قبل أن نجد أنفسنا مشردين في بقاع الأرض -لا سمح الله.