محمد انعم - التوقف امام وثيقة جمال بن عمر تجعلنا نشعر برعب المخطط التامري الذي يتخفى وراء اسطر هذه الوثيقة التي لم تتضمن حتى البسملة في اولئ صفحاتها ،لذا لا غرابة ان تشرعن لسياسة عنصرية تميز بين ابناء اليمن الواحد وتغذي الانفصال مستفبلا بمنح امتيازات مباشرة لأبناء جزء من اليمن وحرمان سواهم في نصوص دستورية وقانونية ، في خطوة ستخلق اجيالا مشبعة بالكراهية والحقد والنقمة ضد بعضهم البعض ، بل بالاصح لدى اغلبية ابناء اليمن اخوانهم، وهذا مخطط قذر يهدف الى تقويض وضرب قداسة الوحدة اليمنية من فكر ووجدان اليمنيين في الشمال والجنوب.. كما حاول الطابور الخامس ان يعمق النزعة الانفصالية في الشمال والجنوب وتكريسها كهويات بديلة عن الهوية الوطنية.
هذه الوثيقة البربرية هي اشبه باعلان بيان استسلام تذعن فيه الاحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية على اخضاع البلاد لحكم فريق خبراء من مجلس الامن تحت قيادة جمال بن عمر و الى اجل غير مسمى.. اي احتلال اليمن بطريقة ناعمة عبر ما اسمته الوثيقة بهيئة المراقبة كما في (ص 6) فنجد ان هذه الهيئة المشبوهة والخبراء الاجانب هم من سيديرون البلاد وفقا لمهام الوصاية المحددة في ست نقاط الغت كل المؤسسات الشرعية للدولة اليمنية ..
ومن الفضائح المهينة لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني ولكل ابناء الشعب اليمني في هذه الوثيقة المشؤمة انها تتحدث في البند (10) عن حكومات محلية وبرلمانات وهو لم يسبق لمؤتمر الحوار الحديث عنها .. وان كانت بعض المكونات تطرقت في الرؤى التي قدمتها للحوار عن دولة اتحادية لكنها لم تتحدث فيها عن حكومات وبرلمانات في الاقاليم ، لان الجميع يدركون تماما ان وضع اليمن الاقتصادي وموارده لا تستطيع ان تتحمل تكاليف ست حكومات وستة برلمانات وفوقها حكومة وبرلمان اتحادي ايضا ، فيما موارد البلد شحيحة جدا ..
وهناك العديد من الالغام القاتلة في الوثيقة التي يجب اسقاطها كما شدد على ذلك الاستاذ عارف الزوكا مهما كانت العقوبات.. فعلا يجب ان تسقط هذه المؤامرة..
|