الإثنين, 25-يونيو-2007
‬استطلاع‮/ ‬عبدالعزيز‮ ‬عبدالله -
‬إلى‮ ‬منطقة‮ ‬التحرير‮ ‬أخذتني‮ ‬قدماي‮ ‬حاملاً‮ ‬عين‮ ‬الصحيفة‮ ‬لاستجلاء‮ ‬الواقع‮ ‬من‮ ‬حرم‮ ‬الأمن‮ ‬الداخلي‮ ‬في‮ ‬مركز‮ ‬شرطة‮ ‬الشهيد‮ ‬جمال‮ ‬جميل‮ ‬الكائن‮ ‬في‮ ‬شارع‮ ‬التحرير‮.‬
ومن‮ ‬دون‮ ‬أي‮ ‬حسابات‮ ‬كان‮ ‬الاختيار‮ ‬بريئاً‮ ‬وقدراً‮ ‬نموذجياً‮ ‬لفُسحة‮ ‬الأمل‮ ‬ونبل‮ ‬الغاية‮.‬
^ كنت اعتقد أن مركز شرطة جمال جميل قسم بوليسي فقط يؤدي مهمة واحدة ولكني وجدته يضم في داخله عدة إدارات هي إدارة المرور وإدارة الأحوال المدنية وإدارة الهجرة والجوازات وإدارة قسم الشرطة، وبأناقة المبنى الذي تتحصن به هذه الإدارات وحُسن ترتيبه وهيبة معماريته تتجلى بيسر خدمة أربعة في واحد متميزة في الانفراد والتخطيط بحيث يجد المواطن نفسه أمام خدمات متعددة فلا يشعر بمشقة البحث ومغبة الشتات وضياع الوقت في قضاء حوائجه.. تلك ميزة بكل تأكيد تحسب لقيادة وزارة الداخلية لكنها بالطبع أكثر حاجة إلى التجويد.
لاشيء في مركز شرطة جمال جميل يستلفت انتباهك مع أول قدم تضعها للوصول إلى المقصود غير الانتشار الأمني الكثيف في ساحة المركز، حيث تجد الكراسي التي يقعد عليها الملتزمون بتقديم الخدمة منصوبة عند مدخل البوابة باتجاه الداخل وكأنك في مصيف لأحد منتجعات السياحة، بالإضافة إلى مكاتب بعض المختصين من ذوي الرتب وحملة الأقلام تجدها قد هجرت أمكنتها الطبيعية في غرف العمل واحتلت مكاناً من ساحة المركز في زاوية تلتقي مع بداية المدرج المؤدي إلى المبنى العام وهي صفة ينفرد بها الذين يتوافق برجهم مع برج الحوت كما قرأت.
أولئك الذين هجروا مكاتبهم إلى الفضاء الرحب حريصون على الحظوة بالمقابلة الأولى للمواطن لاختصار تعبه في صفقة مقاولة شاملة، وربما العمل في الهواء الطلق والفرار من الاحتباس والاستسلام لحرارة الصيف في الغرف تأتي من ضمن الدوافع لملازمة الساحة.
الملاحظ لذلك التواجد الأمني الواسع بالقبعات الزرقاء يستدل بما ليس فيه شك على التزام الجميع بالحضور والتقيد بالدوام وبالزي الميري وتلاوة أذكار الصباح كلاً وفق مذهبه دون أن يكون بحاجة إلى استطلاع حافظة الدوام.
وحده مدير القسم الرائد/ يحيى صالح أبوحاتم من وجدته ملتزماً مكتبه ينظر في قضية مدنية لخصماء لم يتوقف عداد صياحهم المرتفع المزعج للسكينة العامة والخارج عن آداب الخلاف، جلستُ أتابع الموقف بشغف لأرى كيفية التعامل المسئول تجاه هذه القضية ومطابقة ذلك للإجراءات القانونية‮ ‬فكانت‮ ‬الخلاصة‮ ‬إحالة‮ ‬القضية‮ ‬إلى‮ ‬المحكمة‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬استعصت‮ ‬الحلول‮ ‬مع‮ ‬اطراف‮ ‬القضية‮.‬
بحثت‮ ‬عن‮ ‬بقية‮ ‬الموظفين‮ ‬في‮ ‬مكاتبهم‮ ‬فكانت‮ ‬خاوية‮ ‬على‮ ‬غبارها،‮ ‬الكل‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬المركز‮ ‬يعمهون‮.‬
احتراميات
^ مع بداية دخولي المركز بدأ الجاثون باختناق عند البوابة من ذوي البزات الخضراء يتطلعون نحوي بوجوه مُسفرة كما لو أنني رجل مهم لدرجة اخجلتني نظراتهم التي شعرت معها أن كل واحد منهم تتملكه رغبة للوقوف لتحيتي، ولما دعممت واتخذت طريقي منحرفاً عنهم ناداني أحدهم بصوتٍ‮ ‬مزروع‮ ‬بالأمل‮ »‬ها‮ ‬ماتشتي،‮ ‬أي‮ ‬خدمات‮« ‬فلما‮ ‬لم‮ ‬يلتقط‮ ‬في‮ ‬اجابتي‮ ‬ما‮ ‬يتماشى‮ ‬مع‮ ‬أمله‮ ‬أهملني‮ ‬كأن‮ ‬لاشيء‮ ‬يعنيه‮ ‬في‮ ‬الأمر‮.‬
مهمات‮ ‬بمقياس‮ ‬رختر
‮^ ‬العجيب‮ ‬لدى‮ ‬رجال‮ ‬الأمن‮- ‬امتلاك‮ ‬البعض‮ ‬منهم‮ ‬بحكم‮ ‬الخبرة‮ ‬والأقدمية‮ ‬في‮ ‬العمل‮ ‬مقياساً‮ ‬اشبه‮ ‬بمقياس‮ ‬رختر‮ ‬للتمييز‮ ‬بين‮ ‬المهمات‮ ‬العرطة‮ ‬والعرزة‮.‬
فتجدهم في المهمات الدسمة يتسابقون على القيام بها، لاحظت ذلك مع أمر تكليف سطعت بين سطوره »العرطة« التي تهللت بها وجوه المكلفين بالمهمة.. على خلاف المهمات »العرزة« لاترى فيها غير التخلف والتقاعس وغمط الواجب لدرجة إذا كنت في شكوى تقدمت بها وغريمك من العيار الثقيل‮ ‬لاتجد‮ ‬من‮ ‬يلبيك‮ ‬أو‮ ‬ينصفك‮ ‬منه‮.‬
من‮ ‬قانون‮ ‬الأتاوات
^ الأجرة.. التكاليف.. الرُسَّامة، مصطلحات مالية رائجة في اقتصاد المخافر الأمنية يعتمد سقفها المالي على القوة الشرائىة في السوق ونسبة الاشفاق العسكري، ضحيتها في الغالب مواطن مسكين عليه أن يتكبدها تحت بهررة العيون الحمر وطابور الجزاء، ولو أدى به الأمر إلى أن‮ ‬يقع‮ ‬بذنبها‮ ‬في‮ ‬قائمة‮ ‬المعسرين،‮ ‬وهو‮ ‬أسلوب‮ ‬تأديبي‮ ‬افلحت‮ ‬فيه‮ ‬اقسام‮ ‬الشرطة‮ ‬في‮ ‬التخفيف‮ ‬من‮ ‬المترددين‮ ‬عليها‮ ‬للشكوى‮ ‬والانصاف،‮ ‬واقناع‮ ‬الناس‮ ‬بخيرية‮ ‬التصالح‮ ‬على‮ ‬أيدي‮ ‬فاعلي‮ ‬الخير‮.‬
الاتاوات السابقة التقيت بها جهاراً نهاراً ووجهاً لوجه في مركز شرطة جمال جميل احزنني فيها مشهد لأحد المواطنين الغلابى في سن الشباب وقد وقع بين أيدي جنديين نزعت منهما الرحمة يطلبان منه الأجرة وهو يعدم ذلك، حاول المواطن أن يستوعد بها كدين في رقبته لاتبرأ ذمته‮ ‬إلا‮ ‬بتسليمها‮ ‬لكنهما‮ ‬رفضا‮ ‬ذلك‮ ‬بالاستناد‮ ‬إلى‮ ‬مادة‮ ‬في‮ ‬قانونهم‮ ‬الخاص‮ »‬مابش‮ ‬من‮ ‬يدين‮ ‬اجره‮« ‬عندها‮ ‬اضطر‮ ‬هذا‮ ‬المواطن‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬يرهن‮ ‬بطاقته‮ ‬الشخصية‮ ‬عندهما‮ ‬مؤقتاً‮ ‬إلى‮ ‬حين‮ ‬يحضر‮ ‬لهما‮ ‬الأجرة‮..‬
وهي‮ ‬فائدة‮ ‬جديدة‮ ‬اكتشفتها‮ ‬للهوية‮ ‬الشخصية‮ ‬إذ‮ ‬يمكن‮ ‬الانتفاع‮ ‬منها‮ ‬في‮ ‬أقسام‮ ‬الشرطة‮.‬
‮^ ‬عن‮ ‬الأتاوات‮ ‬بمسمياتها‮ ‬فتشت‮ ‬كتب‮ ‬القانون‮ ‬بما‮ ‬فيها‮ ‬قانون‮ ‬الشرطة‮ ‬في‮ ‬محاولة‮ ‬للوصول‮ ‬إلى‮ ‬تشريع‮ ‬لها،‮ ‬فلم‮ ‬أعثر‮ ‬على‮ ‬شيء‮ ‬من‮ ‬ذلك،‮ ‬ولم‮ ‬أجد‮ ‬سوى‮ ‬أنها‮ ‬واحدة‮ ‬من‮ ‬رزء‮ ‬الميراث‮ ‬الذي‮ ‬خلفه‮ ‬حكم‮ ‬الأئمة‮.‬
على‮ ‬ذمة‮ ‬التحقيق
^ ليس هناك أوحش وأظلم من السجن ولو كان قصراً فالحرية لاتُشترى بالذهب كما حفظنا من الابتدائية، فماذا لو كان هذا السجن المسمى حجزاً احتياطياً في القانون وهو في الواقع ظلمة من الظلمات، عندها لاتملك إلاَّ أن تنسى آدميتك في تلك الغياهب وتتحيون إلى ماهو أدنى من الحيونة‮ ‬غصباً‮ ‬عنك‮.‬
هذا ما شاهدته وأنا أزور الحجز الاحتياطي القابع تحت الأرض والمكان الأسوأ في مركز شرطة جمال جميل حيث وجدت الشمس في خصام مع نزلاء السجن لاتظهر عليهم، ليكتفوا بمصابيح أديسون الكهربائية وقوداً للتدفئة والتشمُّس الصناعي.
وحيث‮ ‬لا‮ ‬وجود‮ ‬لمتنفسات‮ ‬الهواء‮ ‬الصنعاني‮ ‬تجد‮ ‬الروائح‮ ‬الكريهة‮ ‬تحكم‮ ‬قبضتها‮ ‬على‮ ‬عمليتي‮ ‬الشهيق‮ ‬والزفير‮ ‬تاركةً‮ ‬السجناء‮ ‬في‮ ‬صراع‮ ‬مع‮ ‬الأوبئة‮ ‬والضيق‮ ‬النفسي‮ ‬وفقدان‮ ‬الحواس‮.‬
في ذلك القبو الأرضي أحوال الطقس تختلف تماماً عما في نشرة الأحوال الجوية والنهار يتساوى مع الليل، ودرجة الحرارة الصغرى والكبرى هي نفسها الموجودة في افران الخبز مع هطول لأنواع من الحشرات والصراصير الزاحفة والطائرة..
حياة‮ ‬عليلة‮ ‬محصورة‮ ‬بين‮ ‬شخوص‮ ‬الأرق‮ ‬وجدران‮ ‬تتنهد‮ ‬ذكريات‮ ‬أليمة‮ ‬لإنسان‮ ‬مر‮ ‬من‮ ‬هنا‮ ‬على‮ ‬ذمة‮ ‬التحقيق‮.‬
صرخنا‮ ‬لماذا‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬فكانت‮ ‬الفوضى‮ ‬هي‮ ‬الاجابة‮ ‬التي‮ ‬اطلقتها‮ ‬حناجر‮ ‬الموقوفين‮ ‬بحرارة‮ ‬اهتز‮ ‬لها‮ ‬الشاوش‮.‬
محلك‮.. ‬قف
^ ما سأورده هنا ليس مقتضباً من يوم ساخن لمسلسل الاقتتال الذي تدور أحداثه في قطاع غزة بين فصائل الدم الفلسطيني، ولكنها واقعة مشهودة من أمام مركز شرطة جمال جميل وفي شارع التحرير بالتحديد، واقعة جسدت الانفلات الأمني أمام فوهات الفوضى ورسمت الصورة الحقيقية التي‮ ‬يغيب‮ ‬فيها‮ ‬القانون‮ ‬وتتهاوى‮ ‬فيها‮ ‬هيبة‮ ‬الدولة‮ ‬أمام‮ ‬طلقات‮ ‬الرصاص‮ ‬ومنطق‮ ‬القوة‮.‬
مشهد‮ ‬حي
الاثنين‮ ‬الماضي‮ ‬وأثناء‮ ‬تواجدي‮ ‬في‮ ‬مركز‮ ‬شرطة‮ ‬جمال‮ ‬جميل‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المهمة‮ ‬الاستطلاعية‮ ‬كان‮ ‬النهار‮ ‬يعرض‮ ‬على‮ ‬شاشة‮ ‬الظهيرة‮ ‬مشهداً‮ ‬حياً‮ ‬احتشدت‮ ‬له‮ ‬جموع‮ ‬المواطنين‮ ‬بازدحام‮ ‬وحذر‮ ‬شديد‮.‬
بضعة‮ ‬أمتار‮ ‬تفصل‮ ‬مكان‮ ‬الحدث‮ ‬عن‮ ‬مركز‮ ‬الشرطة‮.. ‬الجنود‮ ‬يركضون‮ ‬نحو‮ ‬المكان‮.. ‬حركة‮ ‬السيارات‮ ‬توقفت‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬وحشد‮ ‬بشري‮ ‬يتكوم‮ ‬بشكل‮ ‬دائرة‮ ‬مستديرة‮.‬
اقتربت من المشهد حتى لم يكن بيني وبينه إلاَّ سنتيمترات، فإذا بي أرى سيارة مرسيدس آخر صيحة يستقلها خمسة صبيان ثلاثة منهم بأسلحتهم الشخصية أحدهم بطلعة بهية عليه اثر النعمة والتخمة سمعت من يناديه بصفة شيخ رغم حداثة سنه، وحول السيارة الصرخة يحوم عسكر من النجدة‮ ‬والأمن‮ ‬والمرور،‮ ‬بعد‮ ‬دقائق‮ ‬بانت‮ ‬ملابسات‮ ‬القضية‮.. ‬عاكس‮ ‬على‮ ‬السيارة‮ ‬وسلاح‮ ‬شخصي‮ ‬يحمله‮ ‬مرافقو‮ ‬الشيخ‮ ‬الجنتل‮ ‬المحسوب‮ ‬على‮ ‬أحد‮ ‬كبار‮ ‬مشائخ‮ ‬صعدة‮ ‬هو‮ ‬ما‮ ‬سبب‮ ‬ذلك‮ ‬الاستنفار‮ ‬والفزع‮.‬
لغة التخاطب بين رجال الأمن والجماعة كانت واضحة تسليم السلاح أو الحضور معهم إلى القسم لكن لغة الرفض للطرف الثاني كانت قوية وممهورة بيمين قاطعة، اشتد الموقف سخونة، حضر مدير القسم، العقلانية سادت الموقف لتمتص التوتر وبجهد عالٍ طبعت فيه السبابة على الوجه خط القبيلة‮..‬
كان‮ ‬الحل‮ ‬احتجاز‮ ‬السيارة‮ ‬وإخلاء‮ ‬سبيل‮ ‬الجماعة‮ ‬بأسلحتهم،‮ ‬وظلت‮ ‬السيارة‮ ‬هي‮ ‬المتهم‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬حمل‮ ‬الإدانة‮ ‬إلى‮ ‬حوش‮ ‬مركز‮ ‬الشرطة‮ ‬في‮ ‬انتظار‮ ‬لمحاكمة‮ ‬عادلة‮.‬
أجهزة‮ ‬الموبايل‮ ‬اللاسلكية‮ ‬حضرت‮ ‬الموقف‮ ‬بحوزة‮ ‬جميع‮ ‬الأطراف‮ ‬وظلت‮ ‬تنقل‮ ‬احداثه‮ ‬إلى‮ ‬فضاء‮ ‬أوسع‮ ‬وأعلى‮ ‬حتى‮ ‬جاءت‮ ‬التعزيزات‮ ‬لصالح‮ ‬الجماعة‮ ‬على‮ ‬متن‮ ‬سيارات‮ ‬مطربلة‮ ‬نوع‮ ‬جيب‮ ‬لاتحمل‮ ‬أرقاماً‮.‬
توقفت السيارات أمام بوابة مركز الشرطة وبدأ القادمون على ظهرها يتقافزون منها بالزي القبلي والأسلحة الشخصية وفي مواقع مختلفة من ساحة البوابة بدأ البعض يتمترسون والبعض الآخر يزحف باتجاه البوابة التي لم تصمد دقائق، اختفاء للعسكر بدأ يظهر وواحد منهم ترك البوابة‮ ‬وذهب‮ ‬لأداء‮ ‬صلاة‮ ‬الظهر،‮ ‬الجماعة‮ ‬عددهم‮ ‬كان‮ ‬يفوق‮ ‬عدد‮ ‬رجال‮ ‬الأمن‮.‬
طلقة‮ ‬واحدة‮ ‬كانت‮ ‬كفيلة‮ ‬بتفجير‮ ‬الموقف‮ ‬وتحويل‮ ‬المركز‮ ‬إلى‮ ‬ساحة‮ ‬للجثث‮ ‬الهامدة‮ ‬لكن‮ ‬القدر‮ ‬كان‮ ‬أرحم‮.‬
بعدها‮ ‬رأينا‮ ‬السيارة‮ ‬المرسيدس‮ ‬تخرج‮ ‬إلينا‮ ‬من‮ ‬غير‮ ‬سوء‮ ‬من‮ ‬داخل‮ ‬المركز‮ ‬ليذهب‮ ‬الجماعة‮ ‬بسيارتهم‮ ‬وسلامتهم‮ ‬وفي‮ ‬عيون‮ ‬الشارع‮ ‬يقرأون‮ ‬انتصارهم‮.‬
ردود
‮^ ‬هنا‮ ‬بدأت‮ ‬ردود‮ ‬الأفعال‮ ‬تجاه‮ ‬هذا‮ ‬الحدث‮ ‬في‮ ‬المساجلة‮ ‬كان‮ ‬المواطن‮ ‬المسكين‮ ‬هو‮ ‬المتصدر‮ ‬حصائد‮ ‬ألسنة‮ ‬المتحدثين‮ ‬بأن‮ ‬الدولة‮ ‬ما‮ ‬تبان‮ ‬هيبتها‮ ‬إلاَّ‮ ‬على‮ ‬ظهر‮ ‬الضعيف‮.‬
بهذا‮ ‬الاجماع‮ ‬لكل‮ ‬المواطنين‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬والعسكريين‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬أخرى‮ ‬كان‮ ‬الخروج‮ ‬من‮ ‬استطلاع‮ ‬ردود‮ ‬الأفعال‮.‬
كان‮ ‬لدى‮ ‬الجنود‮ ‬استعداد‮ ‬وتوثب‮ ‬لفعل‮ ‬الشيء‮ ‬الذي‮ ‬يحفظ‮ ‬هيبة‮ ‬الدولة‮ ‬وهيبتهم‮ ‬لكن‮ ‬ذلك‮ ‬يحتاج‮ ‬إلى‮ ‬إرادة‮!.‬
‮ ‬غادرت‮ ‬المركز‮ ‬وأصحاب‮ ‬الميري‮ ‬ينحنون‮ ‬برؤوسهم‮ ‬لانكسار‮ ‬فظيع،‮ ‬كمن‮ ‬مرت‮ ‬بهم‮ ‬نكسة‮ ‬الخامس‮ ‬من‮ ‬حزيران‮ ‬67م‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:48 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-3623.htm