د.علي العثربي - < إن المتابع المنصف لما يجري في يمن الايمان والحكمة من الأحداث المتسارعة والدعوات المتناقضة والمواقف الغامضة لبعض القوى السياسية في ساحة الفعل الوطني اليمني سيجد أن المؤتمر الشعبي العام ظل على موقفه المبدئي من دعاة الردة والانفصال ولم يتردد يوماً في قول الحقيقة رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت له من القوى السياسية ذات الأوجه المتعددة والمواقف المتقلبة والغايات الجنونية والوسائل الفاجرة والاساليب الماكرة والطموح غير المشروع، ولم تدرك بعض الأقلام الوطنية وبعض القوى الاجتماعية الخيرية صمود المؤتمر الشعبي العام وثباته على مواقفه الشجاعة، كما أنها لم تدرك كذلك سر تقلبات وتناقضات وتداخلات وتشابك القوى السياسية الاخرى الا عقب الاحداث الجسام التي مر بها الوطن اليمني.
لقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الاسود ولم يعد أمام الخيرين والانسانيين والوحدويين الا إدراك الحقيقة كما هي وهي أن المؤتمر الشعبي العام بكل مكوناته القيادية والقاعدية ومناصريه ومؤازريه وحلفائه إرادة شعبية متجذرة تستمد قوتها من الإرادة الإلهية «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» صدق الله العظيم، وأن المؤتمر الشعبي العام في ثباته على مبادئه ومواقفه إنما كان يمثل الإرادة الكلية للشعب، وكان في كل تصرف أو قول يدرك أن وحدة البلاد والعباد من أمر الله الذي لا يجوز التنازل عنه أو عصيانه مطلقاً، ولذلك بذل كل جهده وضحى بالغالي والنفيس في سبيل حقن دماء أبناء اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وقوته وعزته، وهذه الحقيقة لم يدركها البعض الا عندما ظهر الفجور والخداع والخيانة في 2011م، وتزايدت الدعوات المناطقية والمذهبية وغذتها قوى الحقد والتآمر على يمن الايمان والحكمة، ورغم كل ذلك المكر والخداع والخروج من أمر الله ظل المؤتمر الشعبي العام شديد التمسك بأوامر الله ولم يلمس منه المواطن جنوحاً الى نواهي الخالق جل وعلا.
أما القوى السياسية التي مارست الكذب والزيف وفرّت من أوامر الله الى نواهي الله فإن الغاية لديها كانت تبرر الوسيلة، ولذلك فقد كانت مواقفها متناقضة وتمردت على المبادئ والقيم والاخلاق الدينية في سبيل الغاية الدنيوية، وظهر سر انهيارها وانحطاطها ثم ظهر بعد ذلك اقتتالها على حطام الدنيا فلا امتلكت أمر الدنيا ولا سلمت من عذاب الآخرة، وذلك هو المصير المحتوم لمن يضحي بالدماء والاعراض والاموال والوطن كله في سبيل غاياته الخاصة ورغباته الذاتية وأنانيته الفاجرة.
ولئن كان المؤتمر الشعبي العام في الفترة الماضية قد برهن للعالم أنه إرادة شعبية لا تقهر وأنه صاحب الطموح المشروع والبعد الاستراتيجي الذي يمتلك بناء الدولة وقادر على تحقيق طموحات اليمنيين كافة فإن عليه اليوم أن يكون أكثر صلة بقواعده وأنصاره وحلفائه وأن يمد يده لكل من يتوب ويقلع عن عقوقه للوطن وأن يقدر كل الذين ثبتوا من أجل الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وتطوره وازدهاره وأن يكف عن المجاملات على حساب المواطنين الشرفاء وأن يواصل مشوار التوحد والقوة والألق اليماني.
|