الإثنين, 30-ديسمبر-2013
الميثاق نت -   أحمد الأهدل -

يقول الخبير العسكري جونتمري، إن محمداً لم يستطع تحقيق تلك الانتصارات، إلا حينما انشأ مجتمعاً يعتقد أن التضامن مع الجيش واجب ديني ووطني، وأن الاساءة للجيش، مسألة يحرمها الدين وترفضها الاخلاق .وروى الامام مسلم/ في صحيحه، أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا دخل ساحة قوم وهم يتدربون، خلع نعليه، وقال :ارتعوا فإنه روض من رياض الجنة) قال النووي وإنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخلع نعليه تشريفاً لميادين القتال، ليعلّم الناس أهمية الجيوش، وعظمة الرسالة التي يحملونها وإذا كان ذلك ميزة تشريف للتراب الذي يتدرب عليه الجند، فإن محبة الجند والتضامن معهم في السلم والحرب من لوازم الدين وضرورات الشرع، ومن ثم يُجمع فقهاء الاسلام على تحريم الاساءة للجيوش،
وإن مايقوم به الاخوان المسلمون - اليوم في اليمن، تجاه الجيش اليمني، من اساءة متعمدة، وتشويه مقصود وتحطيم معنوي مدروس، وتدمير ممنهج للجيش يتنافى جملة وتفصيلاً مع الاعرف والاسلاف الاجتماعية، ويتعارض مع قواعد الدين والشرع، فقد حرم الله الاساءة للجيش والشماتة بأفراده في الهزائم والازمات القاهرة، وشرع في حقهم العزاء والمواساة، وتطييب النفوس، وجبر الخاطر، ورفع المعنويات فقال تعالى(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) قال ابن القيم -رحمه الله- قوله(ولا تهنوا) فيه تعزية ومواساة على خسائرهم المادية في غزوة أحد، وقوله(ولا تحزنوا) فيه مواساة نفسية لجبر خاطرهم وتسلية نفوسهم، بما يزيل عن قلوبهم الآلام النفسية للهزيمة، والانكسار النفسي الذي يلاحقهم من شماتة المنافقين، وقوله «وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» فيه رفع لمعنوياتهم، وهي المواساة التي لم يواسِ بها الله قوماً غيرهم، وهذا يعطي دلالة شرعية على وجوب التضامن مع الجيوش ورفع معنوياتها في السلم والحرب، وتحريم الاساءة اليها.وبالتالي فإن مايمارسه الاخوان المسلمون ضد الجيش اليمني والتحريض على قتل أفراده وتصفية قاداته.
لا يعبر في الواقع عن نفسية المجتمع اليمني، ولا يترجم مشاعره ترجمه صحيحة، وإنما يترجم حقيقة العداء والحقد الدفين في قلوب الاخوان المسلمين على الجيوش، قال أبو عمرو الداني: لا يسيئ للجيش أو يشمت به في الهزائم إلا منافق معلوم النفاق، إذ أن المعلوم شرعاً أن تثبيط الهمم والحط من العزائم وتحطيم معنويات الجيوش، من صفات المرجفين في المدينة، وفي تفسير قوله تعالى: (ليغيظ به الكفار) قال السيد البدري، وبذلك نستدل من عموم اللفظ في المدح، وخصوص المعنى للآية، على جواز مدح الجيوش والثناء عليها بما يرفع معنوياتها ويغيظ العدو، كما نفهم في خصوصية المعنى، تحريم الاساءة للجيوش أوضرب معنوياتها أو التشكيك في قدراتها بما قد يغري العدو على غزو المسلمين، وهتك أعراضهم وتدمير ديارهم . قال الزهري :ومن يسيئ للجيوش أو ينتقص واحداً من قاداتها، أو يطعن في قدراتها القتالية، بما ينقص من هيبتها محاباة للعدو، فقد رد على الله رب العالمين , بماوصف به الجيش في هذه الآية.
وأبطل شرائع المسلمين، .ويروى أصحاب السير من أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع الأطفال، وهم يقولون لجيش مؤتة، يا فرار يا فرار، قال لهم (مه مه) كناية للزجر والمنع، والتحريم من الاساءة للجيش، حتى وان كان مهزوماً، قال ابن الامير الصنعاني، وهذا الزجر النبوي للأطفال، يقتضي التحريم من الاساءة للجيش، ويفيد التضامن معه، ومواساته في شهداءه وجرحاه، حتى لا تنهار معنويات أفراده والقائمين على قيادته. قال الامام الشوكاني وهذه من الامور الشرعية الموجبة التي ينبغي على الناس التمسك بها والتضامن مع الجيش الوطني، لحماية التراب وبيضة الدين. وقال ابن الوزير الصنعائي والاصل ماكان ينبغي للذين سجلوا لأنفسهم انتصاراً في معركة كربلاء، أن يخرجوا عن اخلاقيات الحرب، لأن المعلوم في الشرع هو عدم الاساءة للجيش أوتشويه قاداته. وبقدر ما يُصاب القلب بالأسى، وهو يتحدّث عن مقتل هؤلاء، بقدر ما يمتلكه العجب من أعداء الجيوش، وهم يمارسون تلك الاساءات لذلك الجيش وقاداته العظماء.إذ أنّ فكرة هذا الانحراف الديني، نبتت في ذهن بعض الافراد، ونمتها الظروف الاجتماعية الخاصة - في اليمن - كظروف الفقر، والحاجة والحرمان، وساعد على تقوية جذورها وبسط سلطانها في اليمن،.
بأنه لم يكن ثمة دين ينير العقل أو إعلام قوي يكشف الحقائق، ويطمئن القلب، فضلاً عن أن المتظاهرين بالتدين كانوا مظهراً للتخلف والجريمة، بل كانوا مضرب المثل في التفاهة، والاساءة والتشويه والتجريح والتمزيق للجيوش النظامية اليمنية.يقول دلفي خبير المعنويات الروسي- وانما كان التضامن مع الجيش ضرورة اجتماعية، لأن الاساءة للجيش هي اساءة للمجتمع الذي ينتمي اليه الجيش، والاساءة للمجتمع هي اساءة للجيش، الذي يندرج ضمن الرموز والثوابت الوطنية التي تقدسها المجتمعات والشعوب، ومن ثم لا يسيئ للجيش، الا من فقد الكرامة في نفسه، أو تجاهل عظمة مجتمعه، لقد سن جنكيز خان نظاماً عسكرياً صارماًًًًًًًًًًًًًًً يقضي بإعدام كل من أساء للجيش المغولي، أو سخِر من قاداته.. ويقول خبير الامن القومي الالماني، أستطيع معرفة العدو الحقيقي من الداخل بمجرد قراءة مقال صحفي واحد، فيه اساءة للجيش، لأن أعداء الجيوش هم أعداء الوطن على مر التاريخ، مهما تقمصوا برداء الوطنية، وتستروا خلف الشعارات البراقة، عدو جيشي عدوي.وفي أمريكا من أساء للجيش في حالة السلم يحبس سنتين، بينما الذي يسيئ للجيش، وهو في حالة حرب، يحبس أربع سنوات، أما في اسرائيل من يسيئ للجيش سواءً في السلم أو الحرب، يعدم لأنه لا فرق عندهم في القتل بالكلمة أوبالصاروخ..
ويُجمع خبراء الجيوش، أن التاريخ العسكري هو السجل الناصع للشعوب، الذي لا يجوز الاساءة اليه أوتشويهه، ليظل سجلاً ناصعاً تفاخر به الاجيال..بينما اعداء الجيوش في اليمن بلاد الايمان والحكمة، يمارسون اساءاتهم ضد الجيش والامن، بصورة يومية على مختلف وسائل الاعلام، أمام صمت مطبق، من أبناء الشعب دون ان يحرك فيهم غيرة أو نخوة، بل لقد استطاع أعداء الجيوش في اليمن خلال الازمة السياسية اليمنية 2011م، اختراق الجيش والمجتمع معاً، وتسديد ضربات مؤلمة للجيش والامن اليمني تبادلت أضرارها بين الظهر والقلب والخاصرة، حتى بات المستهدف يستنجد بروابط الدين، ويستغيث بذوي النخوة والشرف، ولكن لا مغيث.
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
شعب تجرد من مبادئه فلا غيرة ولاحياء..
٭ باحث في الشؤون العسكرية والأمنية.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36278.htm