الإثنين, 30-ديسمبر-2013
الميثاق نت -  إقبال علي عبدالله -

كيف سيكون حال اليمن واليمنيين في العام الميلادي الجديد الذي نولج أول أيامه؟! أعتقد أن هذا السؤال هو سؤال الغالبية من أبناء شعبنا وليس الجميع لأن هناك وهم معرفون من يدركون الاجابة، ليس من باب علم الغيب بل لأنهم من يصنعون المشهد الكارثي في اليمن.. وهو مشهد الانفلات الأمني الذي وصل الى حد أؤكد أن الجنين في بطن أمه يدركه ويحس به.. هذا الى جانب الانهيار الاقتصادي الناتج عن فشل حكومة ما تعرف بالوفاق اضافة الى توقف الحياة في كل مؤسسات الدولة وازدياد الفساد حتى أصبحت اليمن اليوم وفقاً للتصنيف العالمي أكثر دول العالم فساداً.. ولا نزيد ونقول إن المشهد اليوم وخاصة بعد أزمة بداية العام 2011م المفتعلة من قبل أحزاب اللقاء المشترك الذي يقوده حزب الاصلاح وميليشيات المسلحة «الاخوان» هو مشهد يشير الى أن اليمن يسير في نفق مظلم لا مخرج منه إلاّ انهيار الدولة وتقسيمها وفق الأجندة الخارجية التي بدأت استراتيجيتها في الوطن العربي وتحديداً الشرق الأوسط بما يعرف بـ«الربيع العربي» وهو في حقيقته «ربيع أمريكي صهيوني» استناداً لخارطة «الشرق الأوسط الجديد».
إن كل المؤشرات والتوقعات السياسية والاقتصادية وحتى الشعبية تشير الى أن العام القادم 2014م سيكون عاماً كارثياً في اليمن.. سيزداد فيه الانفلات الأمني وستعم الفوضى بما فيها السياسة ناهيك عن الفوضي الشعبية التي ستكون نتاج الأوضاع المعيشية المنهارة والتخلي الخارجي عن الدعم الذي تعتمد عليه حكومة الوفاق في تسيير شئون البلاد وإغاثة المواطنين ما يعني هذا التخلي وقف الدعم كما جاء في تحذير المراقبين الى انتقال العديد من البعثات الدبلوماسية من العاصمة اليمنية صنعاء الى دولتي جيبوتي ودبي.. كما حذر المراقبون من «أخونة» الدولة في اليمن استناداً لمخطط «التنظيم الدولي للاخوان» بدءاً من السيطرة على الحكومة والمؤسسات الأمنية والجيش وصولاً الى السيطرة على المرتكزات الاقتصادية كالميناء والمطار وحقول النفط والغاز.. إذاً المشهد مرعب ومخيف، الله يستر على البلاد والعباد.
إن كل ما ذكرته من توقعات ستواجه اليمن في العام الميلاد الجديد، ليس تشاؤماً أو مناكفة سياسية بل حقيقة المشهد الذي نشاهده منذ الأزمة بداية العام 2011م واعتقد أن مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته لن تنقذ البلاد ولن تبني الوطن الجديد الذي نحلم به بل وبكل تأكيد، هذا طبعاً لو اتفق المشاركون في الحوار على صيغة أو حتى صيغ المخرجات، وسوف تذهب بالبلاد الى كارثة نخشى منها وهي «الحرب الأهلية».
من المفيد ونحن في صدد كل ما ذكرنا أن نعيد بل ونستوعب كل ما حذر ونبه منه المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح في اجتماعاته العامة والفرعية واللقاءات مع قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية من أن البلاد تواجه مؤامرة كبرى ستقودها الى الهاوية والانهيار بل الى الاقتتال الأهلي، ولعل ما يحدث في صعدة وتحديداً «دماج» من فتنة طائفية خير دليل على ما نبه وحذر منه المؤتمر الشعبي وزعيمه الصالح.
الخلاصة نقول إننا سنواجه في 2014م عاماً كارثياً الأمر الذي يتطلب من الجميع أحزاب ومنظمات وقوى شعبية الاصطفاف ونبذ الخلافات وجعل الوطن ومصلحته فوق كل الاعتبارات والتماسك يداً واحدة لمواجهة الإرهاب ومنع الاختلالات الأمنية والبدء في تحريك عجلة التنمية المتوقفة منذ العام 2011م والاحتكام لصوت العقل وليس البندقية ولا الى أهواء ومصالح بعض مشائخ القبائل وكل عام والجميع بخير واليمن يجنبها الله كل مكروه.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36282.htm