مطهر الأشموري -
< ظللنا لعقد بعد ثورة 1962م نبحث عن حل ثوري للواقع ولم ننجح، فاضطررنا لصلح مع الملكيين نحافظ على الجمهورية < بعد ذلك ظللنا لعقد نبحث عن حل وحدوي في ظل تقاطع الخيارات الشطرية كأنظمة بعد أن لم تنجح الحروب الشطرية وزحف التوحيد شيوعياً بالقوة الى حروب المناطق الوسطى في الوصول الى الحل الوحدوي.
< بعد ذلك ظللنا لعقد نمارس فلسفة نظرية وتنظيرية للحل الوحدوي كغطاء لفترة اللاحرب واللاسلم فيما تحقيق الوحدة جاء من تفكك وانهيار قوة عظمى السوفييت.
< وحين وصلنا لوحدة من خلال تراض وتوافق سلمي وديمقراطي بدأنا نبحث عن الحلول من الانفصال كأزمات أفضت الى حرب 1994م ومن السهل التنظير في مثل هذه الأزمات ولكن أي وحدة بعد تحققها لا ترتهن لطرف سواء الذي يرى أن الوحدة هي الحل أو الذي يرى أن الانفصال هو الحل.
مادامت اليمن ظلت استثناءً حتى في ظل الخيار الشيوعي، حيث توجد أطراف لا ترضى عن قحطان الشعبي ولا عن سالمين ولا عن عبدالفتاح اسماعيل ولا عن علي ناصر محمد كحاكم فلا يتوقع رضا هذه الاطراف ولا رضا كل الاطراف عن حاكم بعد الوحدة أكان علي عبدالله صالح أو عبدربه منصور هادي.
كيف لطرف ظل يرى الحل في الوحدة وفي فرضها شيوعياً بالقوة أن ينتقل بعد الوحدة الى رؤية أن الحل هو في الانفصال وفي فرضه بالقوة كأمر كما صعد في حرب 1994م!
تطبيق النظام الشيوعي هو الذي أوجد أرضية للاخوان والقاعدة في المحافظات الجنوبية الشرقية وإن ظل ذلك مخفياً ومتكتماً عليه في وضع القبضة البوليسية واليد الحديدية.
الزحف شيوعياً لتوحيد اليمن بالقوة هو الذي أعطى الاخوان تموضع قوة داخل النظام بصنعاء من خلال دورهم في حروب المناطق الوسطى، كان بين الاحتمالات حين انهيار القوة العظمى السوفييت أن يكون الاخوان هو النظام في صنعاء وكان من الصعب على الاخوان والاشتراكي التوافق والاتفاق كما تم على الوحدة حتى في ظل انهيار السوفييت.
القاعدة في اليمن هي الابنة الشرعية للاخوان بغض النظر عن واحدية وشراكة وتشابك الفكر من ومع السلفيين وما تتصل بها من أطراف، مثلما الحراك الجنوبي هو الابن الشرعي للاشتراكي والقاعدة تنفذ المهام التي لا يستطيع الاخوان تحمل مسؤوليتها لتحمل هي المسؤولية كطرف مستقل، مثلما الحراك دوره القيام بأي أعمال في الواقع لا يريد الاشتراكي وتحمل مسؤوليتها كما الاحتلال والاستعمار.
< القاعدة والاخوان في اتفاق وتوافق على بديل الخلافة الاسلامية، مثلما الاشتراكي والحراك في توافق واتفاق على بديل الانفصال.
لم يكن يتوقع من مؤتمر «موفنبيك» أن تكون الخلافة الاسلامية أو الانفصال وبالمباشرة هي من مخرجات هذا الحوار.
ولهذا فالمطلوب بديل في مخرجات تنظيرية لا مشروعة ولا واقعية ولا تراعي واقعاً أو تحمل الحد الأدنى من التزام مصالح واقع لوطن وشعب.
هذه المخرجات هي في حد ذاتها أزمة تضاف لمركب ومتراكم الأزمات والطرفان الاخوان والاشتراكي يعتقد أن الأقرب لفرض الحل من وجهة نظره كخلافة اسلامية أو كانفصال.
الفارق هو في السقوف حيث الاشتراكي أوضح في الانفصال كسقف له فيما الاخوان سقفهم للخلافة الاسلامية مفتوح وبالتالي يظل تطلعهم والأطماع مفتوح السقف أيضاً.
الاشتراكي لاشك أنه توقف عند الطموح المفتوح للخلافة الاسلامية لدى «الاخوان» ولكنه يثق في قدراته على إيصال الاخوان الى قناعة ورضا عن خلافة وانفصال معاً كأكبر إنجاز ممكن.
إذا محطة 2011م الأمريكية أُخونت مسبقاً ومُوضعت لصالح وخدمة الاخوان، فالاشتراكي دخل في مساومة ومقايضة من خلال هذا التفعيل ليصبح الانفصال هو أفضل ما يخدم الاخوان ومحطة الاخونة.
ولهذا فبداهة ما يستشفه المتابع هو أن جمال بن عمر منسق محطة الأخونة الامريكية ويستعمل لذلك وفي ذلك الصفة التي أعطيت له ربطاً بالأمم المتحدة أو مجلس الأمن.
والوثيقة التي صاغها هي في إطار هذه الوظيفة، وبن عمر يؤمن إيماناً كاملاً باستحالة تطبيق هذا التنظير المسمى وثيقة بسقف الزمن والإمكانات، وبالتالي فهدف الوثيقة الوصول الى الإخفاق كتهيئة بل ترتيبات لما يليه من خطوات مقرة ومخطط لها.
بلهاء من يعتقدون أن في الأمر أي حسن نية أن المسألة تظل في عدم فهم أو إلمام أي طرف بالواقع.
الوثيقة ببساطة هي مشروع وخلافة اسلامية بالقوة كطموح اخواني كما هي مشروع انفصال بالقوة من منظور الاشتراكي وهي حين التفعيل قد تمزق أكثر بكثير من سقوف الفكر والتفكير والمتراكم الأيديولوجي والنمطي.
المحطة الأمريكية الموظف معها ولديها «بن عمر» لا تكترث بالمشاريع الصغيرة ومشاريع الصغار أياً كانت، كما مشروع خلافة اسلامية أو الانفصال وهي واثقة من تفعيل كل الألعاب واللاعبين والأطراف المتطرفة ومشاريعها لصالح أهدافها أو في إطار استراتيجيتها هذه المسماة وثيقة بيمننة ولكنها ليست يمنية لا في وعيها ولا في واقعيتها، ونفسها وتوليفة المحطات الامريكية التي تحس بها وتتعامل معها كما سيجارة «مارلبورو» أو مأكولات «ماكدونالز» وهي في الأساس توليفة سرية لا تعرف ولا تفكك.
هي وصفة لواقع اليمن من محطة أمريكية، والاخوان والاشتراكي هكذا يتعاملون على أنها لصالحهم ويغطون على ذلك بثورية الشعارات ورجم أي شيء وأي حدث على النظام السابق وكلهم نظام سابق أو الشخصنة على الرئيس السابق وبما لا يقنع.
ولهذا فمن البلاهة ايضاً أن يسأل: ولماذا يوقع الرئيس عبدربه منصور هادي؟
والرجل في وضع رئيس ويتحمل مسؤولية الرئيس فرفضه التوقيع لا يأتي الا من وضع وتموضع امتلاك بديل فإذا الواقع لم يهيئ له بديلاً أو لم يتهيأ فإنه لا بديل عن توقيع، والتوقيع أفضل من عدمه بما يعنيه من ذروة أزماتية وفوضى.
هذا تقديري أو قراءاتي، والذي يعنيني هو أنه لا يتفهم موقف طرف أو ثقل غير الرئيس هادي إذا هو وقّع افتراضاً من وضع البديل الوحيد أو الاضطرار.
كل ما نريد هو الفهم والوعي من كل ولكل أبناء الشعب في هذه التطورات المتسارعة والزمن سيعري كل الحقائق والاستحقاقات.