كلمةالميثاق -
موقف المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني من وثيقة اللجنة المصغرة لحل القضية الجنوبية نابع من رؤية وطنية واعية وعميقة لما تشكله هذه الوثيقة من مخاطر كبرى على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، وهذا واضح وجلي في ضبابية وغموض الكثير من عبارات وطلاسم بنودها، ناهيك وهو الأهم عن ان هذه الوثيقة في صيغتها تحمل تهديداً جدياً للوحدة والنسيج الاجتماعي، مؤسِّسةً بذلك تقسيماً ديموغرافياً جيوسياسياً يؤدي الى خلق كنتونات بهويات تتنافى مع الهوية اليمنية التاريخية، وبالتالي لاتنتج حلاً عادلاً للقضية الجنوبية، بل ستفتح الأبواب لصراعات تقسيمية مدمرة، ولاتقدم الحل الذي يخرج اليمن من أزمته، وإنما المشكلة الكبرى التي سينتج عنها تمزق وتشظٍ كارثي على الشعب اليمني ومستقبل أجياله وسينعكس سلباً على المنطقة والعالم بكل تأكيد.
ان موقف المؤتمر وحلفائه من الوثيقة لاينبغي فهمه من قبيل المزايدة والمماحكات أو مصدره حسابات مصالح حزبية ضيقة- كما يسوق البعض اعلامياً، بقدر ماهو موقف يجسد استشعار المسئولية الوطنية التاريخية تجاه شعبنا الذي لن يسامحنا إذا ما فرطنا بوحدته وأمنه واستقراره ووضعه على طريق مجهول ومخيف.
ومن هنا كان لابد من طرح هذه الوثيقة للنقاش والتوافق حول مضامينها واستيعاب الملاحظات الموضوعية المنسجمة مع مضامين المبادرة الخليجية وآليتها باعتبارها المرجعية للتسوية السياسية لإنهاء الأزمة، وفي نفس الوقت تحقق تطلعات وطموحات اليمنيين، وتشكل في مجملها ترجمة حقيقية للمبادرة التي أكدت على وحدة وأمن واستقرار اليمن وايجاد حل عادل للقضية الجنوبية، بعيداً عن فرض مشاريع مشبوهة لاتخدم أهلنا ابناء المحافظات الجنوبية بصفة خاصة وأبناء الشعب اليمني بشكل عام، فهي تحمل في طياتها بذور صراع بين هويات وهمية أنبثقت من هذه الوثيقة التي تحتوي على حلول مسلوقة إنْ تمعنا فيها ليست إلا أفخاخاً وألغاماً تستهدف اليمن واليمنيين، بدلاً من أن تكون المخرج الذي يضعهم موحدين على طريق بناء دولة اتحادية مدنية قادرة على المضي بهم قُدُماً صوب مستقبل آمن مستقر مزدهر.
خلاصة القول ان المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه كانوا وسيظلون ملتزمين بالمبادرة الخليجية وكل مرجعيات الحوار وسيعملون على انجاح مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته باعتبارهما القادرين على تجاوز اليمن الصعوبات والتحديات الماثلة أمامه اليوم.