اجرى اللقاء/ جمال مجاهد -
جمدنا أموال أكثر من 1000 جمعية مرتبطة بتنظيم الاخوان الإرهابي

أكّد سعادة السفير المصري لدى اليمن أشرف عقل أن المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية أرسلت مذكّرة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشأن قرار مجلس الوزراء المصري الصادر في 25 ديسمبر الماضي، باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وتنظيمها تنظيماً إرهابياً.

وأوضح سعادة السفير عقل في حديث مع صحيفة "الميثاق" أن الجامعة العربية أبلغت بدورها مندوبي الدول الأعضاء اعتزام السلطات المصرية المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار، استناداً إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الدول العربية الشقيقة في هذا الأمر.

كما قامت الأمانة العامة للجامعة العربية بتعميم هذه المذكّرة على جميع مندوبيات الدول الأعضاء بالجامعة.

وأوضح أن قرار الحكومة المصرية بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وتنظيمها تنظيماً إرهابياً في مفهوم نص المادة (86) من قانون العقوبات المصري بكل ما يترتب على ذلك من آثار أهمها "توقيع العقوبات المقرّرة قانوناً لجريمة الإرهاب على كل من يشترك في نشاط الجماعة أو التنظيم أو يروج لها بالقول أو الكتابة أو بأي طريقة أخرى وكل من يمول أنشطتها، وتوقيع العقوبات المقرّرة قانوناً على من ينضم إلى الجماعة أو التنظيم واستمر عضواً في الجماعة أو التنظيم بعد صدور هذا البيان، وإخطار الدول العربية المنضمة لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998م بهذا القرار، وتكليف القوات المسلحة وقوات الشرطة بحماية المنشآت العامة على أن تتولى الشرطة حماية الجامعات وضمان سلامة أبنائنا الطلاب من إرهاب تلك الجماعة".

ولفت إلى أن هناك أكثر من ألف جمعية تم تجميد أموالها في مصر، وهي الجمعيات التي تندرج تحت حكم محكمة الأمور المستعجلة بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان، فهذه الجمعيات مطلوب تجميد أموالها لارتباطها بشكل أو بآخر بجماعة الإخوان، وهى التي تم إخطار البنوك رسمياً بتجميد أموالها.

وقال سعادة السفير أشرف عقل: إن الحكومة المصرية مستمرة في تنفيذ خارطة الطريق، وسيجري الاستفتاء على الدستور للمصريين في الخارج خلال الفترة من 8- 12 يناير الجاري وفي مصر يومي 14 و15 يناير، وأنه بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفي نهاية 2014م سيكون قد تم تنفيذ خارطة الطريق، ومن خلالها ستنطلق مصر إلى آفاق أرحب من الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية التي يستحقها الشعب المصري بكل تأكيد.

وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور ستنطلق مصر إلى دورها القومي ومساعدة شقيقاتها الدول العربية، حيث قام وزير الخارجية المصري نبيل فهمي بزيارات لكثير من الدول العربية والآسيوية والأفريقية سعياً منه لتنشيط الأوضاع، وهناك الكثير من الدول التي تهتم بما يحدث في مصر وتسعى لمساعدتها في الفترة القادمة.

الاستفتاء على الدستور

وقال السفير عقل : إن السفارة المصرية بصنعاء استكملت كافة الاستعدادات والتجهيزات الخاصة بعملية استفتاء الناخبين من أبناء الجالية المصرية على الدستور الجديد.وأضاف: "إن السفارة على أتم استعداد لعملية الاقتراع، حيث تم توفير كافة التجهيزات اللوجيستية مثل أوراق الاستفتاء والصناديق والقاعات المخصصة للإدلاء بالأصوات وحتى توفير الرقم السري لكافة المصريين المقيمين في اليمن المسجّلين في كشوفات الناخبين وعددهم 559 ناخباً، وأن ترتيب اليمن في قوائم الناخبين المصريين في الخارج رقم 28".

ولفت السفير عقل إلى أن التصويت سيتم خلال الفترة المقرّرة من الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً، عبر الاقتراع السري المباشر، ولا يقبل في إثبات شخصية الناخب سوى بطاقة الهوية الشخصية "الرقم القومي" أو جواز السفر المتضمن الرقم القومي.. وشدّد على أنه لا تصويت إطلاقاً عبر البريد أو التوكيلات. وأشار سعادة السفير عقل إلى أنه تم تشكيل لجنة انتخابية في مقر السفارة برئاسته، وأن اللجنة العليا للانتخابات المصرية أصدرت قراراً برقم 45 لسنة 2013م بشأن تنظيم التصويت، بحيث يلتزم الناخب بإبراز رقم التسجيل السري الذي حصل عليه للتصويت وإن لم يكن متوافراً لديه فإن السفارة ستساعده وتوفّره له. كما ان لجنة الانتخابات اصدرت قواعد تصويت المصريين بالخارج.

وأوضح السفير المصري في صنعاء أن عملية فرز الأصوات ستبدأ مساء نفس يوم انتهاء التصويت، إذ أن لجان الفرز أمامها من 12- 15 يناير للانتهاء.. وأضاف: إن فتح الصناديق سيتم بمحضر وإغلاقها بمحضر وأن النتائج سوف ترسل إلى القاهرة فور الانتهاء منها والمتضمنة بيان الناخبين الحاضرين والأصوات الصحيحة والباطلة وعدد الأصوات الموافقة والأصوات غير الموافقة في الاستفتاء على الدستور الجديد.

وحثّ السفير عقل أبناء الجالية المصرية في اليمن المسجّلين في كشوف الناخبين على المشاركة في الاستفتاء على الدستور وممارسة حقهم الدستوري مهما كان موقفهم السياسي أو انتماؤهم الحزبي، والمشاركة في تقرير مصير وطنهم من خلال التصويت على الدستور الجديد الذي يعد لبنة أساسية في بناء الدولة المصرية الجديدة.

وشدّد على أهمية الاستفتاء على الدستور كونه الخطوة الثانية الكبيرة في خارطة الطريق التي أعلنت بقيام ثورة 30 يونيو لإخراج مصر من أزمتها وتحقيق الأمن والاستقرار وعودة مصر إلى موقعها الطبيعي ودورها الرائد في الوطن العربي وأفريقيا والعالم.

وقال عقل: إن الدستور الجديد الذي شاركت في صياغته كل القوى السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية سيعمل على إقامة دولة مدنية حديثة تضمن المساواة والعدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية لكافة المصريين كما تحفظ كافة حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.

وأفاد بأن الجالية المصرية في اليمن يصل عددها إلى بضعة آلاف لم يسجّل منهم سوى عدد بسيط لا يصل إلى ألف مواطن.

نحن مع الوحدة

وفي معرض رده على سؤال حول الأوضاع الراهنة في اليمن ومستجدات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، قال سعادة السفير المصري: "نحن مع الوحدة اليمنية ولن نقبل بأية محاولات لشرذمة اليمن أو تشتيته، فتضحياتنا معروفة في اليمن ولا يوجد عاصم من مشاكل اليمن إلا بوحدته، فالعالم يعيش في عصر التكتلات الكبيرة، فيما بيننا من يسعى إلى تفتيتها نتيجة استهدافنا من الداخل والخارج.. وهنا لا بد من العمل على تعزيز الوحدة والترابط والتماسك، ولا يوجد ما يفرّق بين اليمنيين حيث يجمعهم الكثير جداً، كما أن العمل بروح الفريق الواحد هو الحل السديد للخروج باليمن مما يمر به وتعزيز الديمقراطية والحرية وحب الوطن وتغليب المصلحة العليا والخروج برؤية توافقية تراعي مصالح الوطن وأبنائه كافة دون تمييز أو محاصصة".

وأشاد السفير عقل بالدور المحوري الذي يقوم به المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر في إنجاح العملية السياسية وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن رقم «2014، 2051» والخروج بنتائج ايجابية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعوّل عليه في بناء دولة يمنية حديثة واحدة وموحدة.

وأكّد السفير المصري بصنعاء أن اليمن شهدت أحداثاً ومحناً أكثر مما تمر به حالياً وهي قادرة على تجاوز كل ذلك كالعادة، وأنا متفائل بذلك، لكنني أناشد الاخوة اليمنيين بالعمل التوافقي وتعزيز صمود الإنسان اليمني على أرضه، إذ لا ينقص اليمن شيء من المصادر المختلفة والمتعدّدة، وكل ما ينقصها هو الاهتمام بالمواطن وتعزيز قيم المواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية على الأرض".. كما أن القبيلة لها دور كبير جداً، وقريباً ستخرج اليمن من محنتها فـ "الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية" كما قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم.

وقال: إن الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون في مجمع العرضي أدمت قلوبنا وادانتها مصر بقوة، ونحن نجدّد وقوفنا إلى جانب اليمن دائماً ضد الإرهاب، واليمن كونها أصلاً للعرب ومهداً للحضارة العربية لها خصوصية في الذهنية والعقل الجمعي المصري".وأعرب السفير عقل عن تطلعه إلى أن تشهد العلاقات اليمنية المصرية خلال الفترة القادمة مزيداً من التطور والازدهار بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين في اليمن ومصر في ظل القيادة الحكيمة لفخامة رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي وأخيه الرئيس المصري المستشار عدلي منصور.