الثلاثاء, 14-يناير-2014
الميثاق نت -  محمد انعم -
عندما ربطت السفيرة البريطانية في اليمن جون ماريوت تفجر الصراعات
المسلحة في أكثر من منطقة يمنية باقتراب انتهاء موعد مؤتمر الحوار الوطني،
كانت محقة كما عهدها اليمنيون صريحة وشجاعة وواضحة.

فما تشهده الساحة الوطنية من مواجهات مسلحة في صعدة والجوف وكتاف وحاشد والضالع وحضرموت وغيرها تؤكد أن ثمة قوى سياسية تحاول خلط الأوراق في هذه اللحظات الحرجة لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية بعد أن فشلت من تحقيقها في «موفمبيك !»
ووسط هذه العاصفة الهوجاء التي تهدد الوطن والشعب اليمني، يواصل الأخ عبدربه منصور هادي -رئيس الجمهورية- السير الى الأمام ويقترب الوصول باليمن الى شاطئ الأمان، لقد أكدت الأيام أنه قائد استثنائي في تاريخنا وحمل الأمانة التي اختاره
المؤتمر الشعبي لها وأوكلها اليه الشعب ويعود له الفضل في انقاذ اليمن من حرب طاحنة عندما أوقف المواجهات المستعرة داخل العاصمة صنعاء والتي كادت ان تسقط اليمن في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، ومازال الوطن يدفع أثماناً باهظة الى اليوم جراء تداعيات تلك الحرب.. ومن الواضح جداً أن محاولات تفجير الوضع في أكثر من محافظة اليوم يعني أن ثمة قوى سياسية تسعى الى إيصال رسائل عدة للداخل والخارج تريد أن تقول من خلالها إن بإمكانها فرض نفسها على الجميع بقوة السلاح وتصفية كل من يقف أمامها بأساليب وحشية.
> فهذه القوى التي تشعل الحرائق في البلاد هي معروفة للجميع بعد أن سقطت أقنعتها ولم يعد بمقدورها أن تستغل الدين لإخفاء قبح مخططاتها الدنيئة التي تحاول من ورائها إعاقة الجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس الجمهورية لإخراج اليمن من الأزمة الخانقة.. فلم تكتفِ بوضع العراقيل أمام تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها، ومحاولات فرض نصوص تتعارض مع مضامينها في مخرجات مؤتمر الحوار، كالعزل السياسي وإلغاء الحصانة وغيرها.. بل لقد هرولت للتوقيع على وثيقة بن عمر في استهداف واضح موجَّه ضد الرئيس في محاولة لتشويه تاريخه الوطني وسيرته النضالية المشرفة ودفاعه عن مصالح الشعب ومكاسب الثورة والجمهورية والوحدة.. تزامن ذلك مع هذا التصعيد المسلح في الميدان..
إن اشعال نيران الفتنة في بعض المحافظات الجنوبية تحت مسمى «الهَبَّة » وتوحد الشعارات والخطاب من المكلا الى الضالع وعدن ولحج، كلها تشير الى تورط قوى سياسية بعينها ومنها الحراك الانفصالي الذي يتزعمه علي سالم البيض اضافة الى جماعة الاخوان )حزب الاصلاح( وتنظيم القاعدة، حيث التقت أهدافهم ومصالحهم وتنفذ ميدانياً بصورة توحي بوجود قيادة مشتركة.
وبالمقابل نجد تورط نفس القوى بالمواجهات التي تجري في عمران وأرحب والجوف وصعدة، ولكن تحت مسمى السلفيين أو قوات النصرة وكذلك الحوثيين )انصار الله( ومعهم تنظيم القاعدة.
وفي قراءة للمرامي المستقبلية لهذه القوى مجتمعة نجد أنهم يهربون من مخرجات الحوار ولا يؤمنون بالديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة، حيث لديهم اعتقاد أنهم هم الذين يجب أن يكونوا حكام البلاد، ويغلفوا نزعاتهم الانقلابية هذه بمزاعم دينية.
إن الرئيس هادي وهو يخوض معارك وطنية في أكثر من جبهة يقف الى جانبه الشعب اليمني، ومهما حاولت تلك القوى المتطرفة إرسال رسائل تحدٍّ عبر ازهاق أرواح آلاف المواطنين الأبرياء وسفك دمائهم باطلاً وتفجير المنازل ودور العبادة وتشريد آلاف الأسر، فلن تحقق من وراء مثل هذه الأساليب المتوحشة أية مكاسب.. إنما ستزيد الرئيس هادي إصراراً على إنجاز مهمته الوطنية والتاريخية.
لقد تعامل الرئيس هادي مع التداعيات التي تشهدها الساحة بمسؤولية وطنية وبحرص القائد التاريخي الذي لا يلتفت الى اللاهثين وراء مصالحهم الخاصة.. ولعل توجيهاته بوقف نزيف الدم اليمني وسرعة إطفاء الحرائق بإرسال لجان رئاسية تأكيد واضح أنه لابد من المضي ليس فقط نحو الأقاليم وإنما الى تطبيق النظام والقانون وتجسيد حقيقة
المواطنة المتساوية، وهذه المعركة التي يقودها الرئيس اليوم ستتوج بالانتصار العظيم طالما والشعب اليمني والقوى السياسية وفي مقدمتهم المؤتمر الشعبي العام يقفون الى جانبه من أجل استكمال بناء اليمن الجديد.
وإذا كان البعض يسعى بقوة السلاح أو بأسلوب التآمر لتحويل الوطن الى كنتونات، والبعض الآخر يواصلون محاصرة المعسكرات وغيرهم يهاجمون مراكز الشرطة والسجون والمرافق العامة، فهذه الأعمال لن توقف مسيرة الشعب اليمني الذي يتوق بقيادة الرئيس الى غد أفضل مهما كان الثمن..
وعلى الذين لايزالون يعيشون القرون الوسطى أن يواجهوا انفسهم بالحقيقة وأنه بات من الضرورة تأكيد حضور الدولة وعدم السماح لأيٍّ كان أن يتحول الى قوة بطش ضد المواطنين تحت أي مسمى قبلي أو مذهبي أو مناطقي، أو شطري.. فالدولة هي وحدها المسئولة عن حماية دماء ومصالح وحقوق أبناء الشعب كافة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار، واستخدام اللجان الرئاسية -لآخر مرة- في قضايا يجب أن يخضع الجميع في حلها للنظام والقانون.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36488.htm