الثلاثاء, 14-يناير-2014
الميثاق نت -   سمير النمر -

رغم مرور أكثر من عامين على انطلاق مايسمى بثورات الربيع العربي التي اجتاحت عدداً من البلدان العربية وخاصة الانظمة الجمهورية ذات الطابع القومي التي نشأت ابان فترة الخمسينيات والستينيات بعد التحرر من الاحتلال الاجنبي، ورغم ما افرزته تجربة الربيع العربي في هذه البلدان من تغييرات بنيوية وسياسية واجتماعية وثقافية افقياً وعمودياً كان ابرز تجليات هذه التغييرات مانشهده اليوم في هذه البادان من فوضى وعنف وضياع وسقوط لهيبة الدولة وتدمير للمنظومة القيمية والوطنية.
إلا اننا كشعوب ونخب سياسية وثقافية مازلنا نتعامل مع هذه التجربة المدمرة بشكل سطحي وعفوي من خلال انسياقنا اللاواعي لافرازتها ودون دراسة وتعمق لفهم هذه التجربة واهدافها وادواتها وكيف نواجهها ونفضح مخططاتها امام الرأي العام وخصوصاً في اليمن التي نالها من العبث والتدمير مالم يناله بلد عربي باستثناء ليبيا حيث استطاع الجيل الرابع للحروب من خلال ادوات الربيع العربي ان يحقق في اليمن الكثير من اهدافه والتي كان اهمها تفكيك المؤسسة العسكرية والامنية تحت دريعة الهيكلة واختراق هذه المؤسسة الوطنية من خلال تجنيد عشرات الآلاف من المليشيات الحزبية المعروفة بارتباطها بالجماعات الارهابية وزرعهم في صفوف الجيش والامن وهذا الاختراق والتدمير لهذه المؤسسة الوطنية افرز نتائج كارثية على البلد.
ولعل ابرز هذه النتائج ما حصل من استهداف لعدد من المعسكرات من قبل عناصر القاعدة كان آخرها العملية الارهابية التي حدثت في مجمع العرضي، اضافة الى حالة الانفلات الامني وسقوط هيبة الدولة والصراعات الدموية التي تجري في عدد من المحافظات اليمنية شمالاً وجنوباً وهلم جرا، هذا بالنسبة للجانب الامني وقد لانستطيع ان نحصي الآثار السلبية لافرازات الربيع العبري في مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية داخل مجتمعنا اليمني في هذه العجالة كونها تحتاج الى جهود جبارة من قبل المثقفين والمفكرين واصحاب الرأي ومختلف وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة للقيام بدورها الوطني والانساني لكشف مؤامرة الربيع العربي وتوعية الاجيال وتعريفهم بحقيقة هذا المشروع وارتباطاته واهدافه وكيفية مواجهته لكن للاسف الشديد ان النخب السياسية والثقافية داخل اليمن لم تقم بأي دور في فضح هذا المشروع واهدافه بل انها تحولت الى ابواق ومروجين لهذا المشروع البشع وكانوا ومازالوا من أهم ادواته ولم يستفيدوا من التجربة المصرية التي استطاع مثقفو مصر وقواها الوطنية الحية ان يكشفوا زيف هذا المشروع ويسقطوه بمختلف الوسائل حتى تكلل نضالهم وجهودهم بالنصر المؤزر في 30 يونيو الذي رسم فيه الشعب المصري وقواه الوطنية الحية أروع وأجمل لوحة للانتصار لمصر ولهويتها وعروبتها ومؤسساتها الوطنية.
ومن هنا وانطلاقاً من مسئوليتنا الوطنية تجاه هذا الوطن المذبوح فاني اناشد وادعو كل من يحمل بقايا ضمير حي ينبض بحب اليمن الى جمع شتاتهم والتوحد تحت راية واحدة هي راية اليمن لاسقاط مشروع الربيع العبري وانقاذ ما تبقى من هذا الوطن.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36491.htm