توفيق الجندي - من يا ترى المستفيد من تلك الاضطرابات واحداث العنف والفوضى والاعتداء على المقار الامنية ورفع الاعلام الشطرية على المباني الحكومية في المحافظات الجنوبية والشرقية، ان تلك المجزرة البشعة التي ادمت القلوب في محافظة الضالع يجب ان يقاد مرتكبوها للعدالة اياً كانوا كما ان العملية الارهابية التي دمرت مكتب ادارة الامن يجب ان يقدم مرتكبوها للعدالة.. ان تلك الاحداث التي تقف وراءها القوى الانفصالية التي تتاجر بالمظالم التي تعرضت لها المحافظات الجنوبية والشرقية بسبب عملية الاقصاء التي تعرض لها ابناء القوات المسلحة والامن وعملية السلب والنهب للاراضي والعقارات من قبل النافذين بعد حرب عام 1994م وتسريح القوى العاملة بالمؤسسات التي تم خصخصتها ولم تعالج اوضاعهم المعيشية حقيقة لايجهلها احد.
ان الاحقاد والكراهية والتعبئة التي تمارسها بعض القوى ضد ابناء المحافظات الشمالية وقتلهم وحرق محلاتهم وتعذيبهم ووصفهم بانهم مستوطنون ومحتلون وعلىهم الرحيل تلك الممارسات ليست سلوكيات الغالبية العظمى من ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية الذين تعرضوا للقهر والعذاب والمجازر الجماعية ابان حكم والحزب الاشتراكي اليمني طيلة 23عاماً، ان الوحدة كانت ومازالت مكسباً وطنياً وقومياً وانسانياً واي مظالم وفساد تعالج من خلال مؤتمر الحوار الوطني، فأبناء المحافظات الجنوبية لم يكن وضعهم افضل حال قبل الوحدة فبها تنفسوا عبير الحرية واغلقت المعتقلات وتوقفت اعمال الاختطاف والمجازر والمقابر الجماعية يجب أن تعالج المظالم ويجبر الضرر ويعود المسرحون الى وظائفهم ومنحهم فوارق السنين السابقة ليس فقط في المحافظات الجنوبية وانما يجب ان تشمل رد المظالم لابناء المحافظات الشمالية والغربية، علىنا جميعاً العمل على صياغة عقد اجتماعي جديد والحفاظ على الوحدة اليمنية القائمة على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والتنمية الشاملة وتطبيق سيادة القانون ،ان عملية اعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة على اسس وطنية وعلى اساس تحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات وبدون تمييز بين كل ابناء الشعب، يجب ان يعمل الجميع بروح الفريق الواحد من صعدة الى المهرة تجسيداً لقيم الوحدة والاخوة والحب والسلام، فالأحقاد والكراهية لاتبني وطناً، كما ان العنف لايولد الا المزيد من الدماء.. واليمن تتعرض لمؤامرة خارجية تنفذ بأيادٍ داخلية سواءً أكانت بوعي اوبدون وعي، ان تصفية الحسابات تفتك بالوحدة الوطنية وتهدد السلم الاجتماعي للشعب الواحد ولن تضع اليمن كدولتين بل ستعمل على تجزئتها لاكثر من دويلة وحروب طاحنة تبدد كل امكانات وثروات الشعب الواحد وتحرق بنارها الاجيال القادمة فهل يعي جميع الفرقاء في مؤتمر الحوار الوطني تلك المخاطر المحدقة حولنا من كل صوب، ان الوحدة وجدت لتبقى وتنتصر ولا تتحمل اخطاء ارتكبها البعض هم اليوم في الصفوف الاولى لقيادة الشباب الذين ذهبوا ضحية الازمة الطاحنة خلال العام 2011م كنا قبلها دولة واحدة وشعباً واحداً وجسداً واحداً اليوم نحن على مفترق طرق وعملية الغاء وحدة 22 من مايو على المحك وبالتالي يجب ان تعالج جميع القضايا دون استثناء وعلى اسس علمية متحررة من الاحقاد والكراهية قبل ان تذرونا الرياح في كل الارجاء.
|