عبدالملك العصار - قليلون جدا هم أولئك الرجال الذين يعملون بصمت دون أن يتذمروا أو يشكوا أوجاعهم ومعاناتهم أو يفشون للآخرين عن شعورهم بالغبن والتهميش، بل إن هؤلاء نادرون جداً إلى درجة أن لا أحد يشعر بهمومهم أو يعني نفسه منحهم استحقاقهم من المكافآت والترقيات الوظيفية مثلهم مثل أولئك المتسلقون على أكتاف الآخرين الذين تقابل مطالبهم بالحب والترحاب ويصلون الى مبتغاهم دون عناء أو بذل أدنى جهد، في حين أولئك من منحوا الوطن جل جهودهم وسهروا الليالي لخدمة الآخرين منسيون لا يلتفت إليهم أحد.!!..
المهندس عكام المهاب الذي يشغل منصب نائب مدير عام في وزارة الاتصالات ومدير مباشر لغرفة العمليات في الوزارة -منذ 15 عام- هو أحد أولئك الجنود الذين نستهم أقدارهم من الحصول على مكافأة التقدير من قبل القيادة السياسية في ظل تزاحم القرارات والتعيينات الممنوحة لأناس لم يقدموا حتى ما نسبته 25% مما يقدمه هذا الجندي المجهول الذي يتواجد في عمله 24 ساعة دون تذمر .
عكام المهاب الرجل الذي لم تخضع تعاملاته لأوبئة الحزبية أو مناكفاتها.. بل عامل الجميع دون النظر إلى انتماءاتهم ومشاربهم السياسية المختلفة قبل وأثناء وبعد الأزمة السياسية اليمنية .
لم يتذمر المهندس عكام المهاب من تقديم خدماته لعامة الشعب دون النظر الى مناصبهم السياسية أو الحزبية كونه يؤمن بأن الوطن أمنه واستقراره مسئولية الجميع وحصول المواطن اليمني على المساعدة والخدمات حق وواجب مقدس على كل مسئول وموظف.
لم يتذمر وهو يسمع ويشاهد القرارات والتعيينات الوزارية والرئاسية - التي حصل عليها من هم اقل منه خبرة وعمرا في الوظيفة- وتخطيه دائماً دون ان يصيبه واحداً من تلك القرارات والتعيينات الوزارية والرئاسية.. على الأقل تقديرا للجهود التي يبذلها هذا الجندي المجهول الذي لا نقول فقط المسئولين هم من يعرفون أسمه بل جميع مشتركي خدمة الاتصالات اليمنية يعرفونه ويطلبون مساعدة في أي وقت كان ليلاً أم نهاراً .
لذلك نقول للقيادة السياسية إلى متى سيظل المهندس عكام المهاب في دائرة التهميش وذاكرة النسيان التي لا تفيق إلا عند الاحتياج إليه . |