عبدالولي المذابي - حاولت أن أتفاءل باختتام مؤتمر الحوار الوطني الذي تجاوز المدة المحددة بستة أشهر الى عشرة أشهر، ولكن ما سمعته في كلمات الحفل الختامي أكد لي أن الأشهر العشرة لم تفلح في إقناع البعض بفكرة الوفاق والشراكة على أساس المصلحة الوطنية وتجاوز سلبيات الماضي.
وتبادرت الى ذهني حينها الكثير من الأسئلة.. بعد سنتين من التسوية السياسية وعشرة أشهر من الحوار هل تحقق الوفاق؟
هل كان الوسيط الدولي نزيهاً؟ هل توقف العنف.. هل اقتنعت الأطراف المتصارعة بالتخلي عن سلاحها.. هل انتهى التوتر السياسي والأمني.. هل كان الإعلام الرسمي نزيهاً في تعامله مع كافة الأطراف بصفته ضلعاً أساسياً في عملية التوافق.. هل اقتنع رئيس الحكومة بمؤتمر الحوار بصفته المسؤول عن تنفيذ بنود المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار؟.. هل توقف الإقصاء والانتقام!!؟
أسئلة كثيرة تقافزت وأنا أسمع متحدثين يذكرون جمعة الكرامة ويتجاهلون جمعة رجب ويذكرون شهداء ويغفلون شهداء.. يدينون النظام السابق ويشيدون بالنظام الجديد رغم أن الجميع شركاء في التسوية والحكومة وكلهم شاركوا في صنع الماضي بكل ما فيه..
باختصار بداية الانتقال الى عهد يبشر البعض بأنه سيكون نظيفاً لم تكن مبشرة بالخير فلاتزال نوازع الشر تتجاذب البعض، وهناك طرف يحاول تصوير نفسه بالمنقذ والمنجز وصاحب الحكمة متناسياً أن كل ما تحقق كان بفضل تنازلات الطرف الآخر وحرصه على دماء الناس..
أبحث عن تفاؤل منذ عامين مع حكومة تسببت في سفك دماء الناس في الشوارع جهاراً نهاراً وظلت تتفرج ولم تقدم أي متهم رغم أن عدد الضحايا بالمئات..
أبحث عن تفاؤل مع حوار استمر عشرة أشهر ولم يقنع الحراك الجنوبي بالتخلي عن فكرة فك الارتباط بل ازداد تمسكاً بها أكثر مما مضى..
أكثر من سنتين مرت على توقيع اتفاق التسوية في العاصمة السعودية أواخر 2011 ولايزال البعض يحاول أن يظهر منتصراً على الآخر ويتباهى بأنه صنع الدولة المدنية الحديثة ولا يدرك مدى الانهيار الذي وصلت اليه البلد بسبب المماحكات والمهاترات.
أي تفاؤل يتحدثون عنه اليوم والمواطن لايزال يعاني الأمرّين جوعاً وخوفاً ولم يلمس أي نوايا لإصلاح الأوضاع في حين لاتزال القوى السياسية والاجتماعية تضغط من أجل الحصول على المزيد من المكاسب والمصالح ولا تلقي بالاً لمعاناة المواطن.
ومن المبكيات المضحكات أن يعترف رئيس الوزراء بفشل حكومته ولايزال البعض يتمسك بها تحت مبررات لا تراعي مصلحة الوطن والوطن.. بعد هذا كله أنا متفائل فقط برحمة الله وعنايته التي جنبتنا الأسوأ.
|