الأربعاء, 29-يناير-2014
-
استمرار تردي الاوضاع الاقتصادية في البلاد بسبب الازمة السياسية التي فجرتها احزاب المشترك في عام 2011م ينعكس في التداعيات التي تظهر في طغيان الاضرار المنهكة لأبناء الشعب والمدمرة لأمنه واستقراره بشكل مرعب..
فخلافاً لكارثة المجاعة والتقزم وسوء التغذية التي تثير مخاوف العالم، ها هو الاستقرار الاسري الهش يتعرض لتصدع بشكل مخيف ..وتصبح الاسرة التي هي نواة المجتمع وصانعة جيل المستقبل في وضع خطير جداً..
يقول مختصون لـ«الميثاق»: ان المجتمع اليمني يتعرض لأخطر عملية تدمير عبر اكثر من حرب أشعلت منذ ازمة 2011م حيث لم تستهدف رأس النظام بل استهدفت إحداث تصدع وانشقاق وتصارع داخل المجتمع وعلى مستوى كل بيت ..
ويقول محمد علي احمد : لم يعد خافياً على احد ارتفاع نسبة الطلاق منذ عام 2011م الى اليوم اضعافاً عما كان عليه الحال في السابق.. فالأزمة احدثت شرخاً داخل الاسرة مثلما هو حال التصدع في المجتمع .. فهناك عشرات النساء تعرضن لعقوبة الطلاق باطلاً بسبب التعبئة الاقصايئة والالغايئة والتمجيد لطرف ضد الآخر..
للاسف لقد تم تدمير الاستقرار والتعايش الاسري بوحشية وظهرت هيمنة البابوية بشكل واضح في ذلك النزول للساحات بشكل جماعي لبعض الاسر والتي كانت تشبه حياة القطيع ، ولا تمت بصلة للانسان او التنوع في التفكير او الاختلاف داخل الاسرة ..
الاستاذة عائشة محمد سيف اختصاصية اجتماعية- اكدت لـ«الميثاق»:ان تزايد ظاهرة الطلاق اصبحت كابوساً حقيقيا تهدد المجتمع، فهناك ارتفاع في عدد الضحايا من الطلاب والطالبات والذي تظهر صورته المرعبة في حياتهم التي تدمَّر بشكل مخيف.. لقد صرنا امام تفشي ظاهرة تخلق عشرات المشاكل على المجتمع في الحاضر والمستقبل ..ونجد ان الصفوة يركزون اهتمامهم على الجانب السياسي، ولا يولون ادنى اهتمام للانهيار الاقتصادي والاجتماعي وانعكاساته الخطيرة على حياة ابناء الشعب اليمني ..
للأسف الجميع يتحاورون لحل مشاكلهم، فيما آخرون يواصلون تأجيج حروب الكراهية والتكفير والاقصاء والتحريض بشكل جنوني ينعكس سلباً على مستوى الاسر البسيطة التي انهكها الفقر وزاد من حدة المشكلة التفكك الاسري.
الاستاذ محمدغالب بدوره قال: حقيقةً ظاهرة الطلاق تزداد بسبب الفقر واستمرار التحريض الحزبي والتعبئة العدائية التي لم تتوقف ..لذا ليس غريباً ان يتقصَّى الشاب الراغب في الزواج عن الميول السياسية لأسرة الفتاة الراغب في الزواج بها.. علينا ان نعترف ان الاسر الشابة كثير منها تمزقت بسبب التعصب الحزبي كما ان كثيراً من الفتيات خسرن اهلهن لذات السبب.. وغالباً المشكلة نلاحظها في الاسر البسيطة ذات الوعي المحدود وخصوصاً المتأثرة بالفكر الاخواني ، حيث ترتفع نسبة الطلاق والعنوسة بين الفتيات المنتميات لنفس البيئة نظرا لعزوف الشباب عن الزواج من متعصبات يفضّلن طاعة الحزب على طاعة الزوج .
الى ذلك أوضح القاضي عبدالكريم محمد صلاح -رئيس قسم التوثيق في محكمة بني الحارث الابتدائية بأمانة العاصمة -في تصريح صحفي، أن المحكمة سجلت حدوث 18 حالة طلاق المتقدمة لتوثيقها في سجل الاحوال الشخصية منذ بداية شهر يناير الجاري وهذه إحصائية كبيرة جداً ومفاجئة إذا ما قورنت بما تم تسجيله بنفس الفترة من العام الماضي أو استمر ارتفاعها بنفس الوتيرة حتى نهاية العام 2014م.
مشيراً إلى أن هناك حالات طلاق أخرى كثيرة تجري خارج نطاق المحكمة ولا تصل لتسجيلها وتوثيقها وأخرى تم تسجيلها في المحاكم الأخرى في نطاق أمانة العاصمة.. وبروز هذه الظاهرة حالياً بنسبة كبيرة بهذا الشكل يؤكد أن حالات الطلاق قد تضاعفت مقارنةً عما كانت عليه في الأعوام الماضية.
وأكد "أن الأزمة التي عاشتها اليمن في السنوات الماضية باتت تلقي بظلالها على العديد من الأسر اليمنية الفقيرة وأن الكثير منها أصبح يعيش اختلالاً اجتماعياً جسيماً تكون نتيجته الطلاق وهو ما ينذر بتفاقم الظاهرة واتساع نطاقها.
وقال : لا يمكن فصل العامل الاقتصادي من معادلة ارتفاع حالات الطلاق التي تم تسجيلها خلال الأيام الماضية بالنظر لتوافر أهم الأسباب وراء تنافر الاسر والتي هي من دون أدنى شك " الفقر وانخفاض المستوى المعيشي للأسرة والبطالة" حيث تساهم كل تلك العوامل مجتمعةً على إحداث جانب عميق للخلاف بين أرباب الأسر حول تحمل مسئولية أعباء الحياة الزوجية وبالتالي اللجوء إلى الانفصال وحدوث الطلاق.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:21 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36738.htm