الثلاثاء, 04-فبراير-2014
-

يتحدثون في السياسة ويتقمصون أدوار المليشيات المسلحة
أطفالنا في محرقة صراعات الكبار

تشكو كثيرٌ من الأمهات من تصرُّفاتِ أطفالهنَّ العنيفة والعدوانية، وخاصَّة الذكورَ، وتشكو من ميلهم الى اللعب واللهو بطرق تتسم بالعنف والميل الى ممارسة سلوكيات تتسم بالقسوة..
وتربط معظم الامهات اللاتي تحدثن لـ«الميثاق» في هذه المساحة الاستطلاعية بأعمال العنف التي تشهدها البلاد ويؤكدن ان هذه الاحداث لها تأثير كبير في طغيان السلوكيات العنيفة في حياتهم.. حول ميل الاطفال الى العنف والاسباب وما المعالجات تحدثت عدد الامهات والمختصين في المجال النفسي.. فإلى الحصيلة :
تقول ابتهال المروني- ربة بيت : أنا واثقة ان معرفة الوالدَينِ أسبابَ تزايد ظاهرة العنف عند الأبناء هي جزءٌ من الحل فتصرُّفات الطفل العدوانية تُعتبر ردودَ أفعال لأسباب او ظروف معينة يكون لها تأثير على الابناء بصورة مباشرة او غير مباشرة.. وقد لاحظت ان ابنائي منذ الأزمة في البلاد، صارت سلوكياتهم تتحول من اهتمامات الأطفال المألوفة الى ميلهم للحديث عن السياسة والاوضاع والساحات والاعتصامات وردود الأفعال المختلفة، حتى ان ابني الصغير صار يتقمص اثناء لعبه مع أصدقائه دور القائد او دور الثوري ويتحدث بألفاظ ضرب وقتل واختطاف.. واتذكر انه في احد المرات طلب من والده ان يشتري له آلياً او مسدساً كبير ليلعب به , ناهيك عن الالعاب النارية المختلفة التي يهوى الاطفال اللعب بها ومسدسات الخرز وغيرها من الالعاب والتي تساهم الأوضاع في البلاد في تنمية العنف والتسلح داخل نفوس الاطفال.
قدوة حسنة
وفي ذات الشأن تقول بشرى المعلمي -معلمة وأم لثلاثة اطفال : حقيقةً والاوضاع المتردية في البلاد لها تأثير كبير على ابنائنا.. فنحن عندما نتناقش ونتحاور ونتفاعل مع الاحداث لا ندرك ان الاطفال يسمعون كل شيء ويتخذون من الكبار قدوة لهم.. في كثير من الاحيان كنت الاحظ ان ولدي يكرر كلام ابيه ويتقمص مواقفه ويحاول تقليده حتى في طريقة تحاوره او انفعاله مع ما يحدث في البلاد، ولهذا يجب على الآباء أن يكونوا اكثر حرصاً على عدم جر أولادهم الى دائرة صراعات الكبار.. واعتقد ان من المهم جداً ان نفتح معهم باب النقاش ونتيح لهم الاسترسال في الحديث عما يدور في اعماقهم وبعد ذلك نكون عوناً لهم في الوصول الى السلوك الصحيح، وبالتأكيد لن يكون ذلك إلاّ بمصاحبة القدوة الحسنة في المنزل لان الام او الاب اذا تناقشوا حول الأحداث في البلاد بموضوعية وحكمة ولهم آراء جيدة فسوف ينعكس ذلك على ابنائهم ويترسخ في اعماقهم والعكس ايضاً اذا كانت التصرفات سلبية .
عنف وسلاح
منى المرقصي- ربة بيت -تقول: الأطفال يتَّخذون من الكِبار قُدوةً لهم في تعلُّم السُّلوك.. وفي هذه الظروف التي تمر بها البلاد كل منزل تفاعل وشارك في الحديث والنقاش وكثرت المواقف وكثر معها تنوع السلوكيات وردود الأفعال المتغايرة، والاطفال يشاهدون ويتعلمون من اسرهم فمنهم من اصبح يلهو ويلعب بكلمات العنف والتقاتل ويطلب من والديه شراء ألعاب ترتبط بالعنف كأن يقول الابن لوالده اريد ان تشتري لي مسدساً او آلياً او خنجر وهكذا، وهذا شيء مقلق لان هؤلاء الصغار في مايزالون يعيشون براءة الطفولة يُقحمون في سلوكيات عنف وعدوانية والمؤسف أنها تستمر وتنمو معهم وتتكون كجزء من شخصياتهم , نحن نريد جيلاً يتسم بالمدنية والحياة البناءة ولا نريد مجتمعاً يتخذ من العنف والسلاح قانوناً للحياة، وعلى الاباء ان يتنبهوا وسط كل هذه الظروف ان يكونوا اكثر حرصاً على ابنائهم وتربيتهم التربية الحسنة والسوية والمتعايشة مع الآخر، فهذه جزء من مسئوليتنا لبناء المجتمع السليم.
تعديل المسار
بشرى المقطري -اختصاصية اجتماعية- تقول : الاطفال يكتسبون مما حولهم العديد من السلوكيات الايجابية او السلبية، والاسرة هي المنبع الاول لذلك، ومما لا شك فيه ان الاحداث والظروف تكون اكثر تأثيراً عليهم.. لذا من واجب الوالدين والمجتمع ان يكونوا اكثر حرصاً على متابعة وتوجيه وتعديل مسار سلوكيات الابناء أولاً من خلال تجسيد القدوة الحسنة المتمثلة بالآباء والامهات والاسرة وثانيا من خلال حرص الدولة والمجتمع على ان تكون يداً مساندة لانتشال الاطفال من ذلك الاقحام الذي يتعرضون له في ظل الاحداث والصراعات المختلفة، من المهم جداً ان يكون لدى الجميع وعي وثقافة وادراك ان الاطفال هم جيلالمستقبل المشرق، ولذا يجب واجب حمايتهم.. على الاسرة والوالدين بالتحديد ان يتنبهوا ان أي سلوك عدواني لا يمكن معالجته باستخدام اسلوب الضرب والقسوة لإجبار الطفل الابتعاد عن بعض السلوكيات، ربما من المهم استخدام اساليب الحزم والعقاب ولكن بقدر الامكان ينبغي ان يكون بعيداً عن العنف والقسوة المفرطة كما ينبغي مساعدة الطفل على تبني أسلوب الحوارِ والنِّقاش في حلِّ المشكلات، بدلاً من اثارة المشاكل واستخدام العُنف.. ويجبُ على الوالدَين معرفةُ المواقف والظروف التي يشاهدها الطفل ويظهر فيها السلوكُ العدواني منذ البداية.. كما يجب فتح باب الحوار مع الأبناء وترك المجال امامهم للتعبير عما يجول في اعماقهم، ومساعدتهم على اكتساب التصرُّفات الحسنة وتوجيه الابناء إلى ممارسة السلوكيات الإيجابيَّة على مستوى الأسرة والمجتمع.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36831.htm