الميثاق نت - الكاتب الصحفي راسل عمر القرشي- الميثاق نت

الخميس, 06-فبراير-2014
راسل عمر القرشي -
تشكّل المرحلة القادمة من عمر التسوية السياسية المحك الحقيقي عن مدى جديّة الدولة والحكومة ومختلف المكوّنات السياسية والمدنية في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بكل الصدق والمسؤولية.
نقول ذلك ونحن على يقين أن هناك الكثير من الإشكالات التي قد تقف حجر عثرة أمام تنفيذ المصفوفة التي خرج بها المتحاورون والهادفة إلى إعادة ترتيب البيت اليمني وفق رؤى منهجية تحفظ لليمن واليمنيين هويّتهم الواحدة، وتعزّز من روح الشراكة والمشاركة في بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنة المتساوية والعدالة والحكم الرشيد.

ولا شك أن من أبرز تلك الإشكالات الصراعات والنزاعات المتأججة في أكثر من منطقة، حيث من الصعب البدء في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في ظل هذه الأوضاع الأمنية غير المستقرّة، ناهيك عن الدعوات الرافضة للحوار ومخرجاته والتي تخلق جوّاً غير ملائم وحالة من اللا استقرار التي يصعب معها التعاطي مع متطلبات المرحلة بالشكل الذي يتناسب مع أهميتها وحساسيتها.

كما أن عدم تفاعل الحكومة الحالية مع متطلبات الحوار الوطني وتغاضيها طيلة الفترة الماضية عن كثير من الأحداث خصوصاً في الجانب الأمني يثير الكثير من الشكوك عن قدرة هذه الحكومة في تنفيذ المهام المنصوصة في وثيقة الضمانات ومخرجات الحوار الوطني بشكل عام.
إشكالات عدّة تزيد من تعقيدات المرحلة إن لم يتم التعاطي معها بكثير من الجديّة والمسؤولية، كما هو الحال مع الصراعات والنزاعات المسلّحة الدائرة وتنامي الأعمال الإرهابية في أكثر من مكان، والتي توجب على الدولة والحكومة القضاء عليها كشرط رئيس من شروط تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

ليس من السهل توقُّع نجاح تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في ظل هذه الأجواء غير المستقرّة وفي ظل استمرار أطراف أخرى على انتهاج سياسة العدائية ضد الآخر.
كما ان خروج الخطاب الإعلامي عن سياق التوافق وعن ما أكدته ضمانات الحوار ومخرجاته سيكون له انعكاسات سلبية على الواقع الوطني، وقد يؤدّي إلى خلق أزمات جديدة؛ ما يضعف روح الإجماع الوطني الذي كان قد تشكّل بين مختلف المكوّنات خلال الفترة الماضية.
لا نريد أن تصدم مخرجات الحوار الوطني بواقع مغاير عن ما أكدته؛ لأن ذلك سيشكّل خطورة بالغة قد تعصف بكل الآمال المعقودة على إيصال اليمن إلى مرفأ السلام والأمن والاستقرار.
ونحن هنا لا نقول ذلك من باب التشاؤم؛ وإنما من قراءة واقعية لمشهد مازال يتشح بالضبابية ويكتنفه الكثير من الغموض.
[email protected]

*عن"الجمهورية"
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36861.htm