الإثنين, 10-فبراير-2014
الميثاق نت -  فيصل الصوفي -
قبل أيام طلبت من صاحب سيارة أجرة أن ينقلني الى مقر اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي على عجل فقد اتصل بي مدير مكتب رئيس المؤتمر يطلب حضوري لأمر مهم.. وفي الطريق اسمعني السائق كلاماً حسناً عن الرئيس علي عبدالله صالح، بل كاد يقول فيه شعراً.. وظننت أن صاحب السيارة كان يقول ذلك لكي يرد على كرمي، فقد دفعت له مبلغاً من المال هو ضعف ما تستوجبه المسافة كما قال هو نفسه، ولأني دفعت المبلغ بعد جلوسي على الكرسي بجواره، ولم لا؟ أليس المتصل مهم والأمر مهم؟
المهم.. بعد أخذ ورد قال لي صاحب السيارة : انا فلان، كنت أعمل في السعودية، ولما قامت التي كنا نعتقد أنها ثورة تغيير إلى الأفضل رجعت من السعودية، ورابطت في ساحة الجامعة بصنعاء، ولو كنت من المتابعين لعرفت أني كنت ثورياً جاداً، فقد كان اسمي يلمع لأني اشتغلت معهم في الدعاية والاعلام، وفعلت وفعلت.. لكني اليوم نادم.. واعتبر الرئيس صالح أشرف رجل وأحكم الزعماء وأنظف وأصدق من كل معارضيه، وفي مقدمتهم هؤلاء الذين خدعونا وكذبوا علينا وضحوا بنا، وانتهى الأمر الى ترتيب أمورهم وأمور اتباعهم في احزابهم، والثوار الصادقون صاروا ضحايا، وهأنا سائق تاكسي كما ترى.
أشرت بيدي الى الشعرات الخفيفة في ذقنه، وقلت له : جيد أن الاخوان المسلمين قد خسروا نبيلاً مثلك.. قال : لست من الاصلاح، ولا أنتمي الى أي حزب، ولا أريد ذلك، والاصلاح خسر الكثير الآن، فقد كان يخدع الجميع، واستخدم الجميع لصالحه، لكن اتحداه اليوم يحشد عشرة آلاف في أي ميدان أو ساحة او شارع إلا إذا كانوا من أعضائه الذين يجمعهم من كل مكان وينقلهم مجاناً.
ومرة اخرى عاد الشاب الى سيرة علي عبدالله صالح دون ان يسمع مني كلمة تثنيه عن الاسترسال في شرح تجربته الأليمة مع الذين خدعوه كما خـــدعوا غيره، وقال : ان علي عبدالله صالح اثبت لنا انه رجل دولة، وكنا رجال هدم بسبب حزب الاصلاح والآن يهزمون في حوث وفي غيرها وأنا مسرور بما فعله الحوثي بهم، الحوثيون رجال لكنهم زيود قح، وأنا أكره الطائفية.. قلت له : الزيدية مذهب ديني وانت وكثير من الناس تعتقدون ان كل قبيلي متعجرف هو زيدي، بينما هو موجود في جهة جغرافية تسمى زيدية، ومع ذلك قد لايكون زيدياً.. ووصلنا الى بوابة اللجنة الدائمة وتوقف الكلام مع صاحب السيارة، ودخلت على مدير مكتب الزعيم لأعرف الأمر المهم.. لكنه كان بالنسبة لي أمر عادي للغاية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-36933.htm